رئيس التحرير
عصام كامل

الباقي من الزمن


الباقى من الزمن أقل من القليل، وتنكشف الرؤى وتتضح الخطط التي تم وضعها لنا منذ تمت التضحية بمبارك لكى يتم تخليق النظام من جديد لكن بأشكال متجددة منها المتأسلم الرجعى النزعة الرأسمالى التوجه والإيمان، ربما كان هذا هو الإيمان الوحيد المسموح به عند الإخوان وحلفائهم بعد الإيمان بوثن الجماعة وفوقية التنظيم على ما عداه، وحكم الإخوان وتحكموا ولكنهم خانوا شركاء الظلام وغلبتهم شقوتهم المفعمة بالأطماع وعتمة الفكر المنغلق والمصيبة الأكبر أنهم صدقوا أنفسهم أنهم أصحاب رسالة إسلامية دينية ويحملون الخير لمصر!

بالطبع غاب الشعب عن المعادلة الإخوانية واكتفى رجال خيرت الشاطر بشعب الجماعة المنظم وبأشقاء الجهاد على الطريقة الزمرية والماجدية وغيرهما، تناسوا أن من مكنوهم من الوصول لعرش المحروسة بداية من تعديلات صبحى صالح والبشرى لدستور 71، لن يرضوا بالتهميش أبدا فتركوهم للشارع الذي كان خارج حسابات الجماعة تماما فقام الشعب وهب وثار ثم كعادته لم يجد من يقود ثورته ومن يفرض كلمته بعدما رقص الجميع سعداء بإزاحة مرسي كما رقصوا بعد إزاحة مبارك ! نفس الرقصة ولكنها كانت مفعمة بحركات أكثر خبرة من ورثة الحزب الوطنى الذين انتصروا ثانية على يناير الحق والشعب والوطن وعادوا إلى أيام الماضى القريب، ما أحلى الرجوع إليه!!

راهن الجميع دون استثناء على المكون الأساسى لحياة أي شعب... الآمن، حتى رجال الأمن أنفسهم عانوا غياب الأمن الذي كانوا يتشدقون به علينا ويزلونا به، الشعب في حاجة لرجل قوى يعيد لنا الأمن، رجل واحد يا شعب، نعم رجل واحد قوى، شخصية مؤثرة ومحبوبة فاهمة خبايا الدولة، رجل مخابرات يا عم، يعنى عارف كل كبيرة وصغيرة، يقدر يدير أي مؤسسة حتى ولو كانت فاسدة، إقرار صريح بفساد غالبية مؤسسات الدولة، إذن ممكن حمدين هذا أو أي شخص آخر كان سيجازف ويترشح أما الرئيس الأكيد المرشح من قبل أجهزة الدولة ثم الشعب!

إذن مبروك، أقولها بكل ثقة للرئيس السيسي ولا عزاء لأى مطلب إنسانى غير الأمن وحسب، لا ضير مبروك ولكن هذا الشعب عاطفى جدا ويحب اليوم ويكره غدا، وينسى الأمل بسرعة جدا وينسى جميل من طالبوه بإكمال جميله ليحكمهم، يمكنه أن ينفجر مع أول رفع للدعم على السلع الأساسية خاصة الوقود، ينفجر عندما يجد الأمور محلك سر، ينفجر عندما يستمر الإخوان في غيهم وإفساد الحياة يوميا بمظاهرات حمقاء وهمية تقود لعبث قنعوا به ووهم أدمنوه اسمه رجوع الشرعية.

أمامك كوارث حقيقية يا رئيس الجمهورية، لا أدرى هل أهنئك على النجاح المتوقع أم أعزيك، لماذا فعلت ذلك بنفسك، كنت رمزا لثورة أطاحت بالتنظيم العتيد الذي أراد استبدال الشعب بجماعته فإذا بجماعة أصحاب المصالح القديمة تلتف حولك أملا في تهميش شعب الفقر والعوز ثانية!

هل ستقدر على كل هذا، هل ستمنع دولة البلطجة من المواطنين الشرفاء الذين يريدون مقابل جهودهم المضنية على مدى ثلاث سنوات ونصف كانوا فيها عونا حقيقيا لمن أرادوا إجهاض يناير المأسوف عليها؟! 
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية