رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشيخ الحصري.. صوت القرآن الخالد على مر الأزمان

فيتو

هو شيخ القراء في زمانه ومن المتقنين الحاذقين بفن القراءة وعلوم القرآن، إنه الشيخ محمود خليل الحصري، الذي حباه الله موهبة فذة في حفظ كتاب الله وتلاوته وتعليمه، ولا تزال تسجيلاته في هذا الأمر خالدة خلود الزمن.




ولد الشيخ الحصري سنة 1917م بقرية شبرا النملة، بمحافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم وكان له من العمر ثماني سنوات، ولم تكن المعاهد الدينية في ذلك الوقت تسمح بقبول الطالب قبل أن يتم الثانية عشرة من عمره فظل مع شيخه ومحفظه بالكتاب فتعلم التجويد، فكان يذهب إلى مسجد القرية في صلاة العصر ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم فنال استحسان مستمعيه وفي ذلك الوقت أيضًا بدأ الناس يتعرفون عليه ويدعونه ليشاركهم أفراحهم وحفلاتهم حتى نضج صوته وعلا صيته في القرية كلها.




تزوج عام 1938م، وكانت معظم مسؤوليات التربية تقع على كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره، ويروي أحد أبنائه: "كان يعطي كلا من حفظ سطرًا قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن، فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه، وقد كانت له فلسفة في ذلك، فهو يؤكد دائمًا على حفظ القرآن الكريم، حتى نحظى برضاء الله علينا، ثم رضاء الوالدين فنكافأ بزيادة في المصروف، وكانت النتيجة أن التزم كل أبنائه بالحفظ".

ويضيف نجله: "أذكر أنه في عام 1960م كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشًا وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن نحفظه وكان يتابع ذلك كثيرًا إلى أن حفظ كل أبنائه ذكورًا وإناثًا القرآن الكريم كاملًا والحمد لله".

كان يقرأ القرآن في مسجد قريته، وفي اجتماعات السكان هناك، وفي عام 1944 تقدم إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم، وبعد مسابقة حصل على العمل، وكان أول بث مباشر على الهواء له في 16 نوفمبر 1944م، واستمر البث الحصري له على أثير إذاعة القرآن المصرية لمدة 10 سنوات.

وكشفت ياسمين الخيام، نجلة الشيخ الحصري سر ذلك اللقب قائلة: "أبوه كان معلما ومحبا للقرآن الكريم وكان أصله من الفيوم، وجاء وسكن في شبرا النملة بمدينة طنطا، وكان حريصا على فرش كل زاوية أو مسجد بالحصير، ومن شدة تعلقه بالمساجد أُطلق عليه لقب الحصري، ورأى والده في رؤية تكررت أكثر من مرة أن سلسلة ظهره عبارة عن عنقود من العنب، ومن كل مكان يأتي الناس ليقطفوا من هذا العنقود، ويقولون "الله" ولا ينقص من العنقود حبة، وحينما عاودته الرؤية للتكرار ذهب لأحد مفسري الرؤى فقال له: هل عندك ابن؟ فقال: نعم.. فطلب منه أن يحفظه كتاب الله، وأن يهبه لعلوم القرآن، وقد كان وسيظل حتى قيام الساعة ينتفع به وبقراءته بإذن الله.



وكان للشيخ الحصري في شهر رمضان المعظم من كل عام رحلات للدول الأفريقية والعربية والآسيوية لقراءة القرآن.

في عام 1980 م عاد من رحلته من السعودية مريضا وقد زاد عناء السفر وإجهاده من مرضه الذي كان يعاني منه وهو القلب إلا أن المرض اشتد عليه بعد ثلاثة أيام من عودته ونصح الأطباء بضرورة نقله إلى معهد القلب إلا أنه رفض نصيحة الأطباء بل ورفض تناول الأدوية مرددا: الشافي هو الله.

اخبار ماسبيرو.. التليفزيون يقصي مشاهير التلاوة من قرآن المغرب لصالح الحصري



ولما تدهورت صحته تم نقله رغما عنه إلى معهد القلب وقد تحسنت صحته فعاد إلى البيت مرة أخرى ظنا أنه شفي تماما، إلا أنه في يوم الإثنين الموافق 24 نوفمبر عام 1980 م فاضت روحه إلى بارئها بعد أن أدى صلاة العشاء مباشرة.

وكانت آخر كلماته (إن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل ما يزيغ العقل).
Advertisements
الجريدة الرسمية