رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور أيمن عبد العال يكتب .. الاستثمار في زراعة الأراضي حديثة الاستصلاح

الدكتور أيمن عبد
الدكتور أيمن عبد العال

بناء علي طلب عدد من المستثمرين وصغار المزارعين والشباب  في الاستفادة من تجربتنا في نجاح الزراعة في الاراضي الجديدة نتحدث باختصار شديد ومبسط لتعم الفائدة في اهم عشرة نقاط يجب أن تراعي عند اختيار وزراعة ارضك الجديدة


أولا :  تشخيص ومعرفة نوع التربة رملية خفيفة  أو صخرية وبها نسبة من الصخور الصغيرة مع الرمال أو جيرية وبها نسبة من كربونات الكالسيوم  أو طفلية تحتوي علي الطفل.

ونظرا لان عمليات الرى او التسميد بعد زراعة الأرض تختلف باختلاف نوع التربة ونوع المحصول والظروف الجوية السائدة في المنطقة كما أن هناك عديد من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار قبل الزراعة  لان نوع التربة يحدد ما يناسبها من خيارات الزراعة لذلك فان افضلها استجابة هي الأراضي الرملية مثل شرق العوينات و الوادي الجديد وسيوة واراضي سيناء ثم الجيرية الخفيفة في بعض أراضيالمنيا والنوبارية واقلها الملحية مثل بعض المساحات في أراضي المغرة

ثانيا: من المهم معرفة خواص الأرض مثل درجة ملوحة الأرض وملوحة المياه ونسبة الاحتفاظ بالرطوبة و المادة العضوية من أهم العوامل التي تخفف من آثار درجة الملوحة علي نمو النباتات ونجاح الزراعة كذلك علي فترات متقاربة ويفضل ان يكون ليلا او في الصباح الباكر وتجنب الري وقت الظهيرة كما ان مصدر المياه وغالبا ما تكون ابار ارتوازية تنفذها شركة الريف المصري ويختلف سعر الفدان شامل أو بدون البئر حسب رغبة المستلم من ٣٨ الي ٤٨ الف جنيه أو حسب المنطقة

ثالثا : من المهم معرفة درجة حموضة التربة إذا كانت حامضية أو متعادلة أو قلوية أو شديدة القلوية وهي مهمة جدا لنجاح التسميد وإتاحة العناصر الغذائية للنبات مثل الفوسفور والحديد الذي يتأثر اتاحة العنصر بدرجة الحموضة يعني يكون موجود في الأرض ولا يستطيع النبات الاستفادة منه ولذلك فإن انسب درجة حموضة ph في الأرض من ٦ الي ٨ أي حامضي خفيف ph =  ٦ ومتعادل ph =  ٧ وهو الافضل وتكون الاستفادة من اضافة السماد عالية او قلوي خفيف يكون درجة ph = ٨ لكن أكثر من ذلك في الاراضي التي بها الكالسيوم أو الصوديوم بنسبة عالية وتظهر بها  صعوبة الاستجابة أو الاستفادة من التسميد ولا يوجد في مصر اراضى شديدة الحموضة

رابعا: من الضروري معاينة تضاريس الأرض و معرفة العناصر السائدة بها مثل وفرة الحديد كما  في الفرافرة واستخدام احواض ترسيب الحديد من المياه  أو ارتفاع نسبة الكالسيوم في الأراضي الجيرية مثل بعض أراضي المنيا أو النوبارية ويمكن استخدام الأحماض مثل الفسفوريك أو النيتريك لمعادلة الحموضة او الطفلية كما في بعض أراضي وادي النطرون أو صخرية كما في توشكي والتي يعتبر إضافة المادة العضوية او السماد العضوي اهم عامل لنجاح الزراعة فيها   
 
خامسا: اختيار المحصول المناسب لدرجة ملوحة الأرض والمياه مثل الزيتون وخصوصا أصناف الزيت  والجوجوبا للزيت والبونيكام للعلف والنخيل السيوي في الاراضي عالية الملوحة من ٢٣٠٠ الي ٥٠٠٠ جزء في المليون مثل ارض المغرة أو البنجر والدخن والسورجم  وكذلك بعض محاصيل الخضر  في الاراضي متوسطة الملوحة من ١٢٠٠ الي ٢٣٠٠ جزء في المليون مثل ارض المنيا وبعض المساحات في المغرة ويزرع معظم المحاصيل الحقلية مثل القمح والذرة الشامية وفول الصويا ومحاصيل الخضر  مثل الطماطم والخيار والبطاطس والبصل في الأراضي الاقل من ١٢٠٠ جزء في المليون مثل الوادي الجديد الي شرق العوينات وتوشكي وبعض أراضي المنيا وسيوة  مع مراعات الظروف المناخية المناسبة للمحاصيل بالزراعة في المواعيد المناسبة كما يجب مراعاة زيادة معدل إستخدام التقاوي أو الشتلات في الأراضي الملحية عن الأراضي الغير ملحية للحفاظ علي كثافة معتدلة نتيجة فقد بعض النباتات متاثرة بالملوحة وخصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة ويفضل ان يكون بداية الزراعة بالموسم الشتوي ولا تكون البداية بالموسم الصيفي 

سادسا: يستحب البداية بتحديد الأرض بمصدات الرياح وخصوصا في الأماكن التي بها حركة للرياح مثل غرب غرب المنيا ويمكن عمل خنادق حول الأرض كمصايد للرمال المتحركة لمنع الكسبان الرملية من تغطية الزراعات في اطراف الأرض وذلك لحين نمو وكبر حجم الأشجار المزروعة للمصدات 

سابعا : وقبل بداية الزراعة غسيل الارض جيدا بعدد من الريات الثقيلة ويستحب اضافة الكمبوست أو السماد البلدي بشرط أن يكون متحلل جيدا منعا لظهور الحشائش مع اضافة سماد الخدمة (سوبر فوسفات وسلفات النشادر وسلفات البوتاسيوم ) ثم حرث الارض والتجهيز للزراعة ثم الزراعة ولا يفضل الحرث العميق في الاراضي الملحية  وينطبق نفس الكلام في تجهيز الجور لزراعة النخيل أو الزيتون أو الرمان والاشجار عموما بالري الثقيل أو الغسيل واضافة الأسمدة والمادة العضوية قبل الزراعة باسبوع علي الاقل 

 ثامنا:  يجب العلم ان الزراعة في الاراضي الجديدة تختلف عن الاراضي القديمة لانها اراضي فقيرة في العناصر الغذائية الازمة لنمو النبات ويجب مراعاة ذلك في التسميد واضافة العناصر الصغري والمادة العضوية مثل الكمبوست أو التسميد الاخضر بزراعة محصول بقولي زي البرسيم وحرثه في الارض في الموسم الاول او فرم مخلفات المحصول السابق في الموسم التالي أو اضافة حامض الهيوميك لرفع خصوبة الارض وتحسين خواصها الطبيعية وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء وزيادة تماسك حبيبات التربة مما يساعد على انتشار الجذور وزيادة النمو و قد نستخدم رش المغذيات الورقية خصوصا في حالة وجود أي عامل بالأرض يؤثر علي تغذية النباتات وذلك للحصول على محصول اقتصادي وخاصة في حالة زراعة المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والذرة الشامية وبنجر السكر ومحاصيل الخضر مثل الطماطم والخيار والبطاطس ومن الملاحظ أن إضافة المادة العضوية هام جدا في الأراضي الجديدة لأنها تعمل علي معالجة معظم المعوقات التي تتسبب في انخفاض المحصول في هذه الأراضي 

تاسعا:  اختيار انظمة الري المناسبة للارض حسب الامكانيات المتاحة مثل الري المحورى البيفوت في المساحات الكبيرة وهو عالي التكلفة يتراوح ثمنه من ٢ الي ٣ مليون جنيه حسب النوع ويكفي لزراعة مساحة ١٢٥ فدان وغالبا ما يستخدم مع الشركات والمستثمرين أو الري بالتنقيط في المساحات المحدودة وهو من  افضل الطرق في كفاءة استخدام المياه ويتكلف الفدان من ١٠ الي ١٢ الف جنيه او الري بالرش وهو غير مناسب للمناطق الحارة ذات المياه عالية الملوحة والتكلفة قريبة من سابقه

عاشراً:  مصدر الطاقة المتاح للأرض مهم جدا لخفض التكاليف ويفضل ان يكون كهرباء عن الديزل لضمان الاستمرارية في التشغيل وخاصة طلمبات رفع المياه كما يوجد حاليا إمكانية لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة في المساحات الصغيرة باستخدام الطاقة الشمسية كذلك من المهم  وجود الطرق والمدقات لسهولة حركة الالات والمعدات ونقل مستلزمات الانتاج والمحصول الناتج ان شاء الله
الجريدة الرسمية