رئيس التحرير
عصام كامل

مفاعل ديمونا .. أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي

إسرائيل
إسرائيل
عاد مفاعل ديمونا لعناوين الأخبار بعد الحديث عن إطلاق صاروخ سوري بالقرب من المفاعل الإسرائيلي ببضعة كيلومترات.


وطرح ذلك سؤالا حول طبيعة المفعل وما قصة تأسيسه؟

ومفاعل ديمونا هو عبارة عن مفاعل نووي إسرائيلي، بدء بالعمل ببنائه عام 1958 بمساعدة فرنسا، واستمر بنائه ما بين سنتي 1962 و1964.

منطقة النقب


الهدف المعلن من إنشائه كان توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب وهو الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية. سنة 1986 نشر التقني السابق في مفاعل ديمونا، موردخاي فعنونو للإعلام بعض من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي يعتقد أن له علاقة بصنع رؤوس نووية ووضعها في صواريخ باليستية وطائرات حربية، ثم في غواصات نووية موجودة في ميناء حيفا، كنتيجة لهذا العمل، اختطف فعنونو من قبل عملاء إسرائيليين من إيطاليا وحوكم بتهمة إفشاء أسرار الدولة.




بنى تحتية


وفي هذا الإطار أنشئ معهد وايزمان سنة 1941 بحيفا، بمعنى أن دولة الكيان خططت للبنى التحتية لبرنامجها النووي بحكمة. بعد ذلك أسست المفاعلات عن طريق المساعدات الأجنبية، ومن جهة أخرى استفادت من المعطيات الطبيعية المتمثلة في التنقيب المبكر على اليورانيوم في صحراء النقب تحت إشراف لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية التي توجد تحت مراقبة مباشرة من طرف وزارة الدفاع الإسرائيلية.

إصابات السرطان


وسبق أن تحدثت تقارير عن سلامة المفاعل ومدى أمانه خاصة بعد أكثر من 40 عامًا على مباشرته العمل، وهناك تخوفات على سلامة القاطنين في المناطق المجاورة، لكن قد لا يقلق هذا الحكومة الإسرائيلية كثيرًا خاصة أن معظم تلك المناطق يقطنها العرب والمسلمون، وهناك الكثير من حالات الإصابة بالسرطان في صفوف المواطنين الفلسطينيين في المناطق المجاورة مثل مدينة الخليل، فضلًا عن أنه يهدد سلامة الأردن.

والدلائل تشير إلى أن مفاعل ديمونة (أهم منشأة نووية إسرائيلية) دخل في مرحلة الخطر الاستراتيجي، بسبب انتهاء عمره الافتراضي والذي يظهر واضحًا للعيان من خلال تصدعه وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية تحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا إن لم يكن الملايين.

وكشف تقرير سابق أعدته القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي، أن العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا تأثرًا بالسرطان في وقتٍ ترفض فيه إدارة المفاعل والحكومة الإسرائيلية مجرد الربط بين إصابتهم (ومن ثَم موتهم) وبين إشعاعات متسربة.

وسبق قدمت أكثر من 45 دعوى قضائية للمحاكم الإسرائيلي تقدمت بها عائلات المهندسين والخبراء والفنيين العاملين في المفاعل النووي في ديمونة بصحراء النقب؛ بسبب تفشي الإصابة بالسرطان خلال السنوات الأخيرة بعد اختراق الإشعاعات النووية لأجسادهم، وقد طالبوا في الشكاوى المقدمة بسرعة صرف تعويضات عاجلة تقدر بنحو 50 مليون دولار نتيجة الأضرار التي لحقت بهم خلال سنوات عملهم.

قنابل إشعاعية


كما سبق وأجرت دولة الاحتلال سلسلة من التجارب؛ لدراسة الآثار المترتبة على استخدام القنابل الإشعاعية، بما في ذلك المواد المشعة، وذلك كجزء من مشروع يسمى «حقل أخضر».

وذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية، أنه منذ عام 2010 ولمدة أربع سنوات، نفذ باحثون في مفاعل ديمونة، التجارب التي تهدف إلى دراسة الآثار المترتبة على تفعيل القنابل الإشعاعية في إسرائيل.

ووفقا لمزاعم الباحثين الذين شاركوا في التجارب، فإنها صممت لأغراض دفاعية، ولم يتم التعامل مع احتمال شن هجوم بقنابل من هذا النوع.

وسبق أن أعلنت دولة الاحتلال تعزيز منشآتها النووية تحسبًا للتهديدات الإيرانية.

النظام الدفاعي


وعلقت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي، أنه بغض النظر عن أي شيء، فهذا يعد اعترافا من المسئولين رسميًا بأن النظام الدفاعي حول المفاعل في ديمونا قد تم تكثيفه.

وزعم التقرير العبري قائلًا: أن هذه الخطوة تكاد تقطع سياسة الغموض التي تم اتباعها على مدار سنوات طويلة بشأن البرنامج النووي، وليس من الواضح لماذا قررت إسرائيل الإعلان عن ذلك، مشيرًا إلى أنها بمثابة إنذار بأن من يفكر في المساس بالمنشآت النووية الإيرانية سيتعرض لمشكلات كبيرة.

ولفت إلى أن إسرائيل زودت التعزيزات الأمنية على المفاعل النووي ديمونا خلال حرب 1973؛ بسبب أن التحذيرات من مصر وسوريا كانت في ذروتها، موضحًا أن وقتها تلقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقارير عن نية مجموعات التسلل إلى إسرائيل، وتحطيم طائرة حربية مليئة بالمتفجرات في قلب تل أبيب.

وأشار إلى تصريحات زئيف سنير، مدير الطاقة الذرية الإسرائيلي، عن تعزيز منشآت بلاده النووية تحسبًا للتهديدات الإيرانية وحزب الله اللبناني، وقوله إن إسرائيل اتخذت العديد من الخطوات من أجل حماية منشآتها النووية، بحسب إرشادات وكالة الطاقة الذرية الدولية للتصدي لأي هجوم محتمل.

الجريدة الرسمية