رئيس التحرير
عصام كامل

مفتي الجمهورية : من يخاف على نفسه من كورونا يصلى التراويح بالبيت والاحتراز من الوباء عبادة وطاعة لله .. واللقاح لا يُبطل الصيام ( حوار )

مفتى الجمهورية مع
مفتى الجمهورية مع الزميل مصطفى جمال
حفظ النفس مقدم في الشريعة عن أداء الشعائر التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر

الشريعة الإسلامية نهت عن ترويع الآمنين حتى ولو على سبيل المزاح


الرسول حثنا على الرفق بالزوج في تكاليف الزواج

من يخافون من الإسلام واهمون لأنهم يخافون من لا شيء

الأطباء أجمعوا على أن الصوم ليس عائقا مع الوباء بل سيعين في إيجاد مناعة للإنسان ويحصنه ضد الفيروس

لا ينبغي استدعاء الفتاوى التي صدرت في زمن مضى إلى زمننا هذا لكونه يمثل خللًا وجرمًا 

توسعنا في الاعتماد على الوسائل التكنولوجية لإيصال خدمات الدار إلى كافة المستفيدين في زمن الجائحة

ماضون في تنفيذ ما أعلنا عنه من برامج ومشروعات ضمن خطتنا للسنوات الخمس المقبلة

استغلال الغرب بعض القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان لمهاجمة مصر له أبعاد سياسية.. وقضايا الإعدام لا دخ
ل لها بالسياسة

نجحنا في القضاء على فوضى الفتاوى بعد الإجراءات التي اتخذتها المؤسسات الدينية في مصر

المغالاة في المهر عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلي منه وهو عفة الفتى والفتاة

لم نفشل في التواصل مع الشباب.. ولدينا أكثر من 10 ملايين متابع على «فيس بوك» 

حرصت على القيام بواجبات مهمة المفتي على أكمل وجه... ونسعى لإنشاء فروع مختلفة للدار في كافة محافظات الجمهورية 

ثماني سنوات قضاها الدكتور شوقي علام، في منصب مفتي الجمهورية، بعد انتخابه عام 2013، من قبل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ليخلف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في تقليد تم لأول مرة حينها، وهو أن يكون اختيار مفتي الجمهورية عن طريق الانتخاب السري المباشر بين أعضاء الهيئة، وذلك بعد تعديلات قانون الأزهر رقم 103. 

الدكتور شوقي علام، يعيش خلال الفترة الحالية أشهره الأخيرة داخل أروقة الدار، وذلك بعد نهاية ولايته الثانية في مارس الماضي، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتجديد له حتى بلوغه سن المعاش في أغسطس المقبل، ليطوي «د.شوقي» صفحته الأخيرة في فترته الثانية داخل دار الإفتاء.

اظهار ألبوم



على مدى السنوات الثماني.. لا يستطيع أحد أن ينكر النجاحات التي حققتها دار الإفتاء في عهد الدكتور شوقي علام الذي يحتل الترتيب رقم 19 في قائمة الذين تولوا منصب مفتي الجمهورية، والذي استطاع إنجاز العديد من الملفات المهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تمكن من توحيد جهود المؤسسات الإفتائية حول العالم من خلال إنشاء الأمانة العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

ومع حلول شهر رمضان الكريم يحمل مفتي الديار المصرية عبء عدة ملفات يرغب في إنهائها قبل مغادرته الدار، والتي تتماشى مع الخطط المستقبلية التي سبق وأن أعلنت عنها دار الإفتاء، كما يحرص «د.شوقي» على متابعة النشاط الدعوى والإفتاء للدار خلال أيام الشهر الكريم، والذي يأتي بالتزامن مع استمرار الإجراءات الوقائية والاحترازية التي سبق وأن أقرتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.

والتي فرضت على المؤسسات الدينية تغييرًا جذريًّا في خطتها الدعوية الخاصة بشهر رمضان المبارك، جعلت كافة المؤسسات تتجه لبحث برامجها والتواصل مع الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي كخيار أول لها.

«فيتو» التقت الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وفتحت معه نقاشًا شاملا حول كافة الملفات المطروحة على الساحة الدينية، والتي تهم الشارع المصري.. وكان الحوار التالي:

*بداية.. ما الواجب على المسلم الالتزام به في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها حاليًا تحت وطأة «كورونا» ومع حلول شهر رمضان المعظم؟

الواجب على المسلم في مثل هذه الظروف الحرجة أن يلتزم التزامًا تامًا بما تقرره السلطات المختصة من قرارات احترازية وإجراءات وقائية دون تحايل عليها، لأن حفظ النفس مقدم في الشريعة عن أداء الشعائر التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر.

والالتزام بهذه الإجراءات لا يعني ترك العبادة والطاعات، ولكن يمكن تحري الرخص الشرعية فيها خاصة فيما يتعلق بالعبادات الجماعية مثل صلاة التراويح وصلاة العيد وغيرها، فيمكن صلاتها في المنزل فرادى أو جماعة مع الأسرة، إذا ما خاف الإنسان على نفسه.

*إلى أي مدى المسلم مأمور باتباع تعليمات الجهات المختصة في بعض القرارات المقيدة لحركته العادية بسبب الوباء؟

اتباع إجراءات الحكومة للوقاية من وباء فيروس كورونا عبادة وطاعة لله، والدين حذرنا من إلقاء أنفسنا في التهلكة، والعلماء خلصوا إلى أن الشريعة جاءت لتحمى الإنسان وتوجد عيشة سوية في المجتمع، لكي يستقيم المجتمع ولا يعوج بسبب الإنسان، فالإنسان يفرح، ويسعد ويتناسل جيلا بعد جيل.

وكل ما جاء الأحكام والقصص القرآنية راعى مصالح الإنسان، لذا علينا المحافظة على أنفسنا واتباع التدابير الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، هي من العبادة وطاعة لله، وعلى الإنسان أن يكون واثقا أن اتباع التدابير تتوافق مع الشرع وجزء أصيل من تعاليم الإسلام.

*إلى أي مدى تأثرت برامج ومشروعات دار الإفتاء التي سبق أن أعلنت عنها بـ«كورونا»؟

بكل تأكيد نحن ماضون في تنفيذ ما أعلنا عنه من برامج ومشروعات ضمن خطتنا للسنوات الخمس المقبلة، وبدأنا بالفعل في الإعداد لها، ومن ضمنها «مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب»، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم.

ويقدم المركز توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، كما أننا مستمرون في تأليف التصنيفات والمؤلفات التي أُعلن عنها خلال الفترة الماضية ضمن خطتنا، وتوسعنا بشكل كبير في الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة لإيصال خدمات الدار إلى كافة المستفيدين والمستفتين لمراعاة ما نمر به من ظروف استثنائية.

*بعد تسليط رئيس الجمهورية الضوء على قضية مغالاة بعض الأهالي في عملية المهور وطلبات الزواج.. ما حكم الشرع فيها؟

أوجب الإسلام المهر لمصلحة المرأة نفسها وصونًا لكرامتها وعزة نفسها، والمغالاة في المهر عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلي من الزواج، وهو عفة الفتى والفتاة، ويحثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الرفق بالزوج في تكاليف الزواج فيقول: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا» أخرجه الحاكم.

كما ينبغي أن يكون الاختيار في الزواج مبنيًّا على الأخلاق وحسن الصلة بالله؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ».

ويجب على أهل العروسة ألا يبالغوا في المهور وألا يزيدوا على الرجل المتقدم للزواج ويجب العمل على إتمام الزواج وتيسير الأمر، كما أطالبهم بعدم وضع قيود على الناس لأنه ربما يريد الزوج أن يكرم زوجته ويعطيها أكثر مما تطلبه وهذا لا حرج فيه وأيضا ربما يكون الزوج متواضع الحالة الاقتصادية فعلينا بالتيسير.

*بعض الدول تتخذ من ملف «حقوق الإنسان» منفذًا للهجوم على مصر.. كيف ترى جهود الدولة في هذا الملف؟

مصدر حقوق الإنسان مصدر إلهي نص عليه القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الفلسفة التي قامت عليها حقوق الإنسان احتلت جانبًا عظيمًا من الدين الإسلامي وتتمركز حول المقاصد الضرورية الخمسة التي تؤدي إلى الكرامة الإنسانية، العيش الكريم، والحرية المنضبطة، واستغلال الغرب بعض القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان لمهاجمة مصر، أمر له أبعاد سياسية وبعيد عن الواقع، والغرض منه إثارة البلبلة.

*إلى أي مدى تراعي القوانين المصرية قواعد الحقوق بين الأفراد طبقًا للرؤية الشرعية في هذا الملف؟

بكل تأكيد المشرع المصري حريص أشد الحرص على مراعاة قواعد حقوق الإنسان في التشريعات كافة، خاصة وأن احترام حقوق الإنسان والحريات هو التزام أصيل لا حياد عنه وهو أمر نابع من ديننا وخصوصيتنا الثقافية.

ولنضرب مثالا بقضية تطبيق عقوبة الإعدام على من يثبت عليهم جرائم القتل والإرهاب حيث يستغلون ذلك في تشويه صورة مصر، وهنا يجب التأكيد بأن القانون المصري الذي ينص على عقوبة الإعدام يطبق وفق ضوابط صارمة وفي قضايا معينة وبعد تحقيق عادل، وقضايا الإعدام لا دخل لها بالسياسة من قريب أو بعيد، ونحن نشهد أن القضاء المصري شامخ وعادل في هذه القضايا وغيرها؛ لأن الضمانات التي وضعها المشرع المصري تضمن هذه الحقوق.

*كيف ترى الجهود المبذولة من المؤسسات الدينية المختلفة في ملف «تجديد الخطاب الديني»؟

المؤسسات الدينية لبت دعوة رئيس الجمهورية وبذلت العديد من الجهود من أجل تجديد الخطاب الديني، وفي نفس الوقت لم تحتكر فهم الواقع وتقصره عليها فقط، لكنها توسعت في الاستعانة بالعديد من الاختصاصات الطبية والاقتصادية وغيرها للحفاظ على الثوابت، وهو ما تفعله دار الإفتاء المصرية عند إصدار الفتاوى.

ونحن تحملنا هذه المسئولية في دار الإفتاء، وبالفعل في عام 2014 أنشأنا في يناير مرصدا للفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة لإيماننا نحن في الدار بأن العلم هو الأساس في تفسير أي ظاهرة وفى معالجة أي ظاهرة، ولذلك لا بد من رصد ما يدور على الساحة من فتاوى تكفيرية وآراء متشددة ثم وضع هذا المرصود أو هذا النتاج تحت بؤرة التحليل العلمي والخروج بنتائج من ذلك.

ونحن نعمل وفق هذه الإستراتيجية من 2014 إلى وقتنا هذا أصدرنا في تلك المدة ما يزيد عن 500 تقرير من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية، وبعض التقارير كانت محل اهتمام عالمي ومحل اهتمام لمراكز بحث في أمريكا وبريطانيا على وجه التحديد والكثير منها صار مرجعًا للعديد من رسائل الدكتوراه.

*هناك من يتخذ من ملف «تجديد الخطاب الديني» منفذًا للهجوم على المؤسسات الدينية.. تعقيبك؟

يجب على هؤلاء أن يدركوا أنه هناك قضية تعليمية، وهناك قضية إفتائية، ونحن نعلم أبناءنا في الأزهر الشريف كيف يتعاملون مع المكتوب، وأنه ينبغي عليهم هذا الفهم عند التعامل مع التراث في زمنه، وأن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والشخص، ونحن في زمن مختلف عن هذا الزمن، فلا ينبغي الاستدلال أو استدعاء الفتاوى التي صدرت في هذا الزمن إلى زمننا هذا؛ لكونه يمثل خللًا وجرمًا أن نأتي بفتوى صادرة لزمن معين وفي سياق معين، واختلفت كل مقوماتها الآن لننزلها على وقتنا الحاضر ونقول: قالوا في الكتب كذا!

وقضية التجديد تعني أننا نحافظ على الثوابت ونجعل النصوص القرآنية والنبوية نصًّا مقدسًا محميًّا مصونًا، ولا نقر بتقديس المفهوم أو التراث الذي هو نتاج العقل البشري، وبالفعل دراسات أُجريت على كل نص حديث، وعندما أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونضع قوسًا فهذا نص.

*هل يمكن القول إن المؤسسات الدينية المصرية تمكنت من القضاء على ظاهرة «الفتاوى الشاذة» وأصحاب الآراء المتطرفة؟

بكل تأكيد.. فالإجراءات التي اتخذتها المؤسسات الدينية في مصر للقضاء على فوضى الفتاوى، وانتشار الفتاوى الشاذة كان لها أثر كبير في ذلك، ومن ضمنها «قائمة الخمسين» الذين وقع عليهم الاختيار من مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، لتصدر المشهد بوسائل الإعلام في مجال الفتوى، حاصرت فتاوى الفضائيات والشذوذ في الفتوى.

ودار الإفتاء بذلت جهودا حثيثة على كافة المستويات لتصحيح مسار الإفتاء ومواجهة فوضى الفتاوى عن طريق توفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة متعددة وبوسائل التكنولوجيا الحديثة لمواجهة الجماعات المتشددة.

*هناك من يلقي باللوم على المؤسسات الدينية بأنها فشلت في إيجاد قنوات تواصل مع الشباب.. فكيف ترى ذلك؟ وماذا قدمت الدار في هذا الاتجاه؟

هذا عكس الواقع، ويشهد على ذلك الطفرة الهائلة التي حققتها دار الإفتاء في استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، وتجلى ذلك بشدة خلال أزمة كورونا، ودار الإفتاء لديها صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغ عدد المتابعين لصفحتها على موقع فيس بوك ما يزيد عن 10 ملايين ونصف المليون متابع.

وكذلك الإقبال الشديد على فترة البث المباشر من المتابعين، وأغلبهم من الشباب، وعلى أرض الواقع عقدنا لقاءات من قبل العديد من المجالس الإفتائية مع الشباب في مراكز الشباب بمختلف محافظات الجمهورية في إطار بروتوكول تعاون وقعته الدار مع وزارة الشباب، ولكن بالطبع تحول جائحة كورونا دون الاستمرار في هذا النشاط حاليًا.

*تزامنًا مع شهر رمضان تُعرض برامج «المقالب».. ما رأي الشرع في هذه النوعية من البرامج؟

الشريعة الإسلامية نهت عن ترويع الآمنين، حتى ولو كان على سبيل المزاح، وهناك فتوى سابقة لدار الإفتاء حسمت فيها الجدل حول هذه النوعية من البرامج، حيث استشهدت الدار في فتواها بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: «لَا تُرَوِّعُوا الْمُسْلِمَ فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ».

*هل حصول الشخص على لقاح كورونا في نهار رمضان يبطل الصيام؟

حصول الصائم على لقاح فيروس كورونا في نهار رمضان عن طريق الحقن لا يفطر، لأن اللقاحات والتطعيمات بهذا الشكل ليست أكلا ولا شربا ولا هي في معناهما، كما أن تعاطي اللقاح يكون عن طريق الحقن بالإبرة في الوريد أو العضل أو في أي موضع من مواضع ظاهر البدن ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرا؛ ومن ثم؛ فلا يفطر الصائم بها؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر حسا، لا من منفذ غير معتاد كالمسام والأوردة التي ليست منفذا منفتحا، لا عرفا ولا عادة.

*هل يبيح الشرع للأشخاص الذين يخشون الإصابة بفيروس كورونا الإفطار خلال رمضان؟

الصوم ركن من أركان الإسلام، الواجبة على كل مسلم عاقل بالغ، ولا تزول هذه الصفة إلا في حالة وجود عذر، والفتاوي لا يجب أن تخرج إلا بعد التدقيق والتمحيص، والبعض تساءل حول إمكان الصوم في زمن كورونا، وهل الفيروس يمكن أن يؤثر على الصيام.

ولذلك ذهبنا لأهل الاختصاص لتوضيح الأمور، ولذلك اجتمعت في دار الإفتاء المصرية مع لجنة عالية من الأطباء مختصة بشأن فيروس كورونا، لمدة ساعة، ووجدنا أن الأطباء يؤكدون أن الصوم ليس عائقا مع الوباء بل سيعين في إيجاد مناعة للإنسان ويحصنه ضد الفيروس.

*هل من المنتظر أن نرى توسعا لدار الإفتاء من خلال إنشاء فروع لها في المحافظات المختلفة خلال الفترة المقبلة؟

هذا صحيح، وهو ضمن خطة دار الإفتاء للسنوات الخمس المقبلة، حيث ستعمل الدار على التوسع أفقيا بإنشاء عدة فروع لها في محافظات مصر المختلفة، على أن يبدأ ذلك في يناير 2022 وينتهي في ديسمبر 2025.

كما ستطلق الدار عددًا من القوافل الإفتائية، تستهدف الوصول للقرى والنجوع البعيدة والأقل استخدامًا لوسائل التواصل؛ مما يقلل من فرص تواصلهم مع دار الإفتاء، على أن يبدأ التنفيذ في مارس 2021، وينتهي في ديسمبر 2024، هذا فضلًا عن زيادة عدد المتصدرين للفتوى في مقر دار الإفتاء وفروعها لاستيعاب أعداد السائلين المتزايدة.

*إلى أي مدى نجحت دار الإفتاء في القضاء على ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الدول الغربية؟

أحزن كثيرا عندما أرى البعض خائفا من الإسلام؛ لأن الدين الإسلامي منطقه الواضح لا يؤدى إلى الخوف وإنما يؤدى إلى الراحة النفسية التي تتعامل معه، فالإسلام رسالة طمأنينة ورحمة للبشرية، ودار الإفتاء المصرية أنشأت مرصدا لـ«الإسلاموفوبيا» لبحث حركة الكراهية التي تقع ضد الإسلام في أنحاء العالم.

وهناك أناس في العالم يخافون من الإسلام، رغم أنهم واهمون في قضية الخوف؛ لأنهم يخافون من لا شيء، فضلًا عن الجولات الخارجية التي أقوم بها وكذلك علماء دار الإفتاء من أجل نشر صحيح الدين وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة.

*بعد ثماني سنوات قضيتها في منصب مفتي الجمهورية.. كيف تقيم رحلتك داخل الدار؟ وهل لديك أي قلق على مستقبل «الإفتاء»؟

بفضل الله منذ أن توليت أمانة الإفتاء وكنت حريصًا على القيام بواجبات هذه المهمة الجليلة على أكمل وجه، واستكمال ما بدأه السابقون والعمل على تطوير هذه المؤسسة المهمة حتى أصبح يشهد لها الجميع بالتطور والعالمية، وعاونني في ذلك جميع العاملين في دار الإفتاء الذين اجتهدوا كثيرًا في تطوير هذه الدار العريقة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية