رئيس التحرير
عصام كامل

المنتدى العالمي الثامن للنيكوتين يوصي بـ5 التزامات للحد من أضرار التبغ

السجائر
السجائر
دعا المشاركون في المنتدى العالمي السنوي الثامن للنيكوتين (Global Forum for Nicotine -GFN)، الذي استمرت فعاليته على مدار يومين متتاليين، الهيئات الحكومية ومسئولو الصحة العامة لمتابعة ودعم البحث العلمي للحد من أضرار التبغ.


واقترح المشاركون تشكيل بيان صريح جديد يتضمن خمسة التزامات رئيسية وهي:

- الصناع يجب أن يلتزموا بإنهاء بيع السجائر القابلة للاحتراق والتصرف وفقًا لذلك من خلال استثماراتهم.

- يجب أن يلتزم الصناع بإنهاء استخدام النيكوتين لدى الشباب بجميع أشكاله.

- يجب أن يلتزم الصناع بمشاركة الملكية الفكرية مع الشركات والبلدان التي تبيع المواد القابلة للاحتراق حاليًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لضمان توفر منتجات الحد من أضرار التبغ وبأسعار معقولة.

- يجب على منظمة الصحة العالمية والحكومات الالتزام بمراجعة الاتفاقية الإطارية لبناء نظام تنظيمي يتناسب مع المخاطر بشكل صريح.

- يجب أن تعمل المنظمات غير الحكومية في مجال الطب النفسي والتي تكافح أمراض الرئة والسرطان والسل والقلب على استراتيجيات قائمة على العلم ".

وأكدوا أن عدد المدخنين في إفريقيا زاد بنسبة 50٪ منذ عام 1980 وحتى 2016، وأشاروا إلى أن منظمة الصحة العالمية فشلت في توفير المنتجات التي تساعد في تمكين المستهلكين من الإقلاع عن التدخين بشروطهم الخاصة.

وشارك في المنتدى نخبة من الخبراء من الأكاديميين والعلماء والمعنيين بالصحة العامة، إلى تعزيز تضافر جهود صناع القرار والسياسات في كلٍ من منظمات الصحة العامة ومنظمات مكافحة التبغ المختلفة، وذلك لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على التدخين، من خلال الاعتماد على نظريات واستراتيجيات تقوم على الدراسات والأدلة العلمية المتعلقة بمفهوم الحدّ من ضرر التبغ من خلال المنتجات البديلة الخالية من الدخان من جهة، وتلك المتعلقة بتجارب المدخنين البالغين من جهة أخرى.

وكان المنتدى الذي بثت فعالياته عبر تقنية البث المباشر الإلكتروني مع برنامج حافل ومتنوع بحضور 1100 مشارك من 87 دولة حول العالم، استهل بفقرة تكريمية لذكرى الطبيب النفسي وعالم الأبحاث والرائد في دراسة الاعتماد على التبغ وتطوير علاج لمساعدة المدخنين البالغين على الإقلاع عن التدخين، البروفيسور مايكل راسل، تخللها استعراض ثلاثة من أهم آرائه وأقواله التي لاقت صدى واسعاً، والتي كان من أشهرها ما نشرته المجلة الطبية البريطانية في العام 1976 والتي قال فيها "أن الناس يدخنون النيكوتين، لكنهم يموتون من القطران".

واشتمل المنتدى على العديد من الجلسات الحوارية التي ناقشت آراء وأقوال راسل الثلاثة؛ والتي تمثل أولها في ما مفاده: "العلم والسياسة: علاقة غالباً ما تكون متعاكسة"، فيما تمثل ثانيها في ما مفاده: "الاستثمار في ابتكارات النيكوتين: مخاطر ومكافآت للصحة العامة". أما الرأي والقول الثالث، فتمثل في ما مفاده : "لماذا فشلت اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ WHO FCTC في الحدّ من تدخين البالغين وتأثيره على الصحة؟".

وتطرق المشاركون المتحدثون خلال المنتدى إلى العديد من القضايا التي كان من أبرزها دوافع المدخنين من التدخين، والمتمحورة حول الحصول على النيكوتين الذي لا يقف وراء تضررهم باعتباره مادة منخفضة الخطورة نسبياً، إنما هي قائمة من آلاف السموم المنبعثة عند حرق التبغ، إلى جانب مناقشة نهج الحد من أضرار التبغ، والذي يحث على تشجيع المدخنين البالغين الذين لا يستطيعون الإقلاع على التحول من المنتجات الخطرة القابلة للاحتراق أو التي يتم تناولها عن طريق الفم إلى المنتجات البديلة بما فيها منتجات الدخان القائمة على تقنية التسخين، والتي من شأنها تخفيض الضرر، إلى جانب تلك المعتمدة على تقنية التبخير، وتبغ المضغ.

ومن بين المشاركين، تحدثت عضو البرلمان وزعيمة حزب المنطق في أستراليا، فيونا باتن، خلال إحدى جلسات المنتدى التي ركزت في محتواها على رأي راسل القائل: "العلم والسياسة: علاقة غالباً ما تكون متعاكسة". وفي هذا السياق، قالت باتن: "صرحت الحكومة في أستراليا بأهمية الاستمرار بالتعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات على أنها قضية صحية وليست جنائية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالنيكوتين، فإنهم يعملون بنشاط على محاربة المدخنين البالغين الذين يستخدمون منتجات النيكوتين ويتعاملون معهم كأنهم مجرمون، خاصةً أولئك الذين يحاولون الإقلاع عن تدخين منتجات التبغ القابل للاحتراق عن طريق استخدام منتجات بديلة."

واختتمت باتن: "على مدى عقود، تمّ تجاهل العلم حول مخاطر التدخين، لكن اليوم يجادل السياسيون وصناع القرار بأنه لا يوجد ما يكفي من العلم للموافقة على استخدام منتجات النيكوتين البديلة." وشددت باتن على أنه حان الوقت للاعتماد على الأدلة التي يقدمها الخبراء والعلماء المعنيين بالصحة لتغيير سياسة الحد من أضرار التبغ في استراليا."
الجريدة الرسمية