رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: صناعة كرة القدم.. بيراميدز وميدو وشركاه والأسيوطي كمان!!

ميدو
ميدو
كل شيء مستورد بداية من الملابس مرورا بالأحذية والكرة نفسها التي نلعب بها وفي النهاية نقول إن لدينا صناعة لكرة القدم؟! 

تحول بيزنس كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة إلى صفقات تبدو لي مشبوهة في المقام الأول لأنه حتى تاريخه لم توفق الأندية المصرية أوضاعها وتتحول إلى شركات كما حدث في دول كثيرة مجاورة لنا بدأت ممارسة الرياضة نفسها منذ عقود قليلة ونحن نحتفل هذا العام بمئوية الاتحاد المصري لكرة القدم.


إذا اعتبرنا أن نادي بيراميدز هو باكورة الأندية الاستثمارية في مصر فليس هناك أمارة لهذا الكلام بدليل أنك تنفق الملايين وربما وصلت إلي المليارات والمنتج مازال ضعيفا، فلا هو حقق بطولة ولا يصنع دعاية لشركة أو منتج إنما هي أموال تذهب إلى جيوب هذا أو ذاك.
 
ولماذا نذهب بعيدا ونموذج الاستعانة بالكابتن ميدو ماثلا أمامنا.. فقد تم تعيينه مستشارا فنيا وهو مستشار فني لنادٍ آخر ثم أعلن استقالته ببساطة.. فهل هذا استثمار؟!

نموذج الاستثمار الحقيقي أراه في سبعينيات القرن الماضي عندما أنشأ المعلم عثمان أحمد عثمان قلعة المقاولون العرب في قلب الصحراء -آنذاك - وخطط لتكوين فريق بعناصر مصرية خالصة حقق الإنجازات في القارة الإفريقية وأصبحت كلمة المقاولون العرب على كل لسان في القارة الإفريقية وهي أكبر دعاية للشركة في مجاهل إفريقيا وهنا الرجل استثمر استثمارا حقيقيا ليخدم الرياضة وفي نفس الوقت هناك مردود عاد إليه وهو الدعاية التي كانت تحتاج مليارات لتحقيقها في أكثر من 50 دولة إفريقية وفيما عدا ذلك كلها اجتهادات لم ترق إلى التجارب.

ولو أن لدينا أرقاما حقيقية لعرف الجميع أن الرياضة مستهلكة ولا تحقق دخلا بدليل أن عددا كبيرا من الأندية في الدوري الممتاز والدرجة الثانية تستورد ملابسها من الخارج سواء تركيا أو دول أخرى ونحن نملك صناعة الملابس على أعلى مستوى خاصة القطنية بل إن بعض ما يرتديه نجومنا "صنع في مصر" وتم تصديره ليعود إلينا.

الكرة نفسها نستوردها من الخارج وكل ناد ينفق أموالا طائلة على الأدوات الرياضية ومنها الكرة نفسها ربما لأن جودة المنتج الداخلي ضعيفة أو مجرد بيزنس ونحن نملك القدرة على تحقيق طفرة في هذه الصناعة من خلال الأيدي العاملة الماهرة ولسنا أقل من دول كثيرة سبقتنا في هذا المجال. 

وحتى عندما فكرنا في إنشاء مصنع نجيل صناعي كان قد تم تنجيل كل الملاعب في مصر ورغم ذلك فهو يقاوم رغم أن أسعار المستورد أرخص. 
 
إن صناعة الرياضة تحتاج إلى متخصصين وطنيين وليس نجوما من ورق لمجرد أنه كان نجم كرة، أبدا ليس هذا هو المعيار وهنا نحن نهتم بالشكل وليس المضمون ونادرا ما تجد نجما كبيرا في منظومة ناجحة لأن تكاليف ومرتبات هذا النجم تستأثر بالميزانية وعليه يفشل المشروع قبل أن يبدأ. 
 
محمود الأسيوطي لا أعرفه ولا تربطني به علاقة ولكن أراه يحاول في هذه المنطقة من خلال استثمار حقيقي لا يوجد فيه نجوم يستنزفون الميزانية ولذلك صنع الأسيوطي سابقا وباعه وحقق أرباحا هائلة ثم يعاود التجربة مع نادٍ آخر. 
 
ولديه مشروع مصنع كرة القدم لتغذية السوق المحلي وواجه الحرب من مافيا الاستيراد رغم أنه قدم عروضا لا بأس بها ولكنها في النهاية تخدم المنتج الوطني، عموما هو درس مفاده أن الاعتماد على النجوم في الاستثمار الرياضي و"شلة المنتفعين" لن نجني من ورائه إلا الخسائر. 
 
عموما الملف مفتوح على مصراعيه لكل الاجتهادات وأتمنى أن تجد كلماتي آذانا صاغية عند أصحاب القرار لأنه عيب أن تصبح كرة القدم عبئا بدلا من أن تكون أحد مصادر الدخل القومي كما هو حادث بالفعل في بلدان قريبة منا..  ولله الأمر من قبل ومن بعد. 
الجريدة الرسمية