رئيس التحرير
عصام كامل

فى التاريخ الفرعونى.. ومن الحب ما قتل

الدكتور زاهى حواس
الدكتور زاهى حواس
الحب نبضة قلب رقيقة هى طاقة روحانية تمدنا بالحياة منذ بدء الخليقة في تاريخ الإنسانية هو تاريخ الحب والحضارة المصرية القديمة قدمت أروع الأمثلة فى الحب والعشق وفى تاريخها قصصا كثيرة وقصائد من الغزل والهيام تعلى من فيمة الحب وأهميته وستظل خالدة بخلود تاريخهم 


ويؤكد الدكتور زاهى حواس وزير الآثار السابق وعالم الاثار المصرى ان المصرى القديم برع فى تقديم اغانى الحب وقصائد الغزل التى كتبها على اوراق البردى وقطع الفخار الموجودة فى المتحف المصرى وبعض متاحف اروبا ولان الفراعنة برعوا فى انتقاء لعبارات التى تعبر عن مشاعر الحب والغزل العذرى فكانت كلمتى اخى واختى تعبيرا راقيا عن المبالغة فى الحب العفيف وسمو علاقته بمحبوبته وفى المقابل كانت هناك عبارات عاطفية لم يكن مسموحا بنداولها الا فى اوساط الطبقات الراقية 


وفى دراسة قدمتها الدكتورة سليمة اكرامى استاذ علوم المصريات حول روايات الحب الملتهبة فى زمن الفراعنة تقول فيها ان التاريخ الفرعونى يمتلأ بروايات الحب وقد سجل بعضها على جدران المعابد واوراق البردى هى اروع قصص الحب الملكى وحكايات العشق الملتهب بين اخناتون "امنتحتب الرابع " ونفرتيتى فرغم اصلها الشعبى كانت رفيقته ووقفت بجواره ى دعوته للتوحيد ، وكذلك رمسيس الثانى الذى رغم تعدد زوجاته كان يعشق نفرتارى حبا عظيما حتى شيد لها معبدا رائعا بمنطقة النوبة ،
 /3370235
والقصة الثالثة قصة ايزيس اله الحياة التى صنعت دموعها نهر مصر حزنا على زوجها وحبيبها اله الحب اوزوريس اله الموت الذى اغتاله اخيه ست اله الشر ، فقامت الزوجة الوفية المحبة بجمع اشلاء جثة زوجها واعادت له الروح بحركة جناحيها .

ولعل ايزادورا الاميرة المصرية هى اول شهيدة فى تاريخ الحب على الاطلاق وهى خير مثال على قصص الحب التى حطمتها التقاليد التى تعنى بالفروق الطبقية واشكالية الفقر والثراء .
وايزادورا هى ابنة الوزير الاول واغنى اهل البلد وقعت فى حب فتى من عامة الشعب هو احد حراس والدها وعندما لم والدها بأمرها حبسها فى القصر وشدد عليها المراقبة لتنسى امر هذا الصعلوك .


ولما استبد بها الشوق الى حبيبها الفقير استقلت زورقا صغيرا لتعبر النهر الى الضفة الاخرى حيث يسكن الحبيب وبينما هى فى عرض النهر نظرت خلفها فوجدت ابيها وحراسة ينتظر على الضفة الاخرى ووقفت ايزادورا حائرة فإما فتاها وإما سجن ابوها وعذابه فحسمت امرها واختارا مياه النهر لتضم جسدها ولوعة قلبها .

وفى منطقة تونا الجبل وبالقرب من معبد الاله توت بنى الاب المكلوم قبرا صغيرا جميلا ابيض الجدران وكتب ليه ايات الاعتذار الىها وقال لها (انت حورية من حوريات العالم الاخر وسأظل انتظرك وانطال غيابك عنا

الجريدة الرسمية