رئيس التحرير
عصام كامل

مقبرة كبير كهنة «تحوت».. مقصد السفراء والسياح في المنيا (صور)

فيتو

يقف على أعتاب بابه الزوار للتبرك ويقصده مئات اليونانيين بعد أن أسرهم بجمال وعظمة تشييده في نسيجه الخلاب ما بين الحضارة اليونانية الرومانية والحضارة المصرية القديمة حتى أضحى مزارا يقصده عدد من السفراء من جميع أنحاء العالم.


مقبرة وضعت داخل معبد يشبه في إبداعاته بناء دور العبادة جمعت من حضارتين تقع داخل الحيز الأثري بقرية تونا الجبل الأثرية تلك البقعة الأثرية التي ما زالت تكشف لنا آثارا جديدة شاهدة على عبق التاريخ المصري القديم.

مقبرة با دي أوزير واليونانية «بيتوزيرس» كبير كهنة الآلهة تحوت إله الحكمة والمعرفة ورب الكلمة المقدسة، لجأ إليها المصري القديم للتبرك وكذا الأمر لزوارها الحاليين.

مقبرة «بيتوزيرس» هي مقبرة بلا تابوت فرغم أهميتها الأثرية وإقبال الزوار على زيارتها فإن المقبرة دون تابوت بعد أن نقل تابوتها إلى القاهرة إلا أنها ما زالت مقصد الوافدين العرب والأجانب.

قرن من الزمان مضى على اكتشاف مقبرة «بيتوزيرس» كبير كهنة الإله تحوت بواسطة العالم الفرنسي ليفيافر في عام ١٩١٩ ثم اكتشفت رسميا بالكامل على يد العالم الأثري سامي جبرة في الفترة من ١٩٣١ إلى ١٩٥٢، الذي كان دائم الزيارة إليها برفقة صديق عمره عميد الأدب العربي طه حسين.

مقبرة «بيتوزيرس» شيدت في عهد الأسرة الـ٢٦ وتعد هي المقبرة الوحيدة في مصر التي شيدت على شكل معبد ودور العبادة، وهي مقبرة كهنوتية، وعلى الرغم من وجود المقبرة بلا تابوت فإن وجودها داخل معبد خاص جعلها محط أنظار الجميع، تضم المقبرة عدد أفراد العائلة الذين تقلدوا مناصب كهنوتية.

وشيد المعبد في العصر البطلمي وتتميز المقبرة بمزجها الفريد بين الفنين الهيليني والمصري خاصة المقصورة الأمامية التي نسجت رسومات ترصد مظاهر الحياة اليومية والصناعات المختلفة، وفي الحجرة الثانية نقشت رسومات عدد كبير من الآلهة المصرية القديمة.

وفي قلب المعبد تقع مقبرة بيتوزيرس التي كانت تحوي تابوت بيتوزيرس الذي نقل إلى المتحف المصري كأحد أهم المقتنيات الأثرية، وخصصت تلك المقبرة لكبير كهنة الإله تحوت لـ«با دي أوزير » ووالده وشقيقه، وتحتوي على لوحات عن الزراعة والصناعة والحيوانات والموازين والحياة في الدنيا والحياة الثانية في الآخرة والحساب والثواب والعقاب.

تلك البقعة المقدسة معبد كبير كهنة الإله تحوت قصدها المصريون القدماء قديما للحج وأخذ البركة، التي نجح المصريون القدماء في براعة فنية من تجسيد روح معالم الحضارة اليونانية الرومانية في معالم الآثار المصرية مع الاحتفاظ بهوية المصري القديم.

كنوز المنطقة الأثرية بتونا الجبل سيطرت على قلب عميد الأدب العربي طه حسين الذي شيد استراحته بالقرب من مقبرتي بيتوزيرس كبير كهنة الإله تحوت ومقبرة إيزادورا شهيدة الحب الأول التي عرفها التاريخ الإنساني.

وحرص عميد الأدب العربي طه حسين على المشي بشكل يومي طوال فترة وجوده في استراحته بتونا الجبل والترجل على قدميه إلى مقبرة بيتوزيرس ثم تقوده قدميه إلى مقبرة إيزادوا ليشعل لها الشموع ليلا.

وقال مسئولو مكتب تنشيط السياحة بمنطقة تونا الجبل، إن المقبرة يتوافد عليها عدد كبير من الزوار وبعض الزوار يخلعون قبعاتهم احتراما لكبير كهنة الإله تحوت رغم عدم وجود تابوته لكن احتراما له داخل المعبد.

وأوضح مسئولو مكتب تنشيط السياحة أن الزيارات لم تقف على العرب والأجانب فقط، لافتين إلى أنه في مطلع العام الماضي زار المقبرة عدد من سفراء الدول من بينهم سفراء دولة الأرجنتين، وبنما، ودولة جواتيمالا.
الجريدة الرسمية