رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء علم نفس يشرحون تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المواطنين.. «جودة»: هناك إشكالية في التواصل بسبب «فيس بوك».. «ضبيع»: سلاح ذو حدين والمشكلة في الاستخدام الخاطئ.. و&


في سنوات قليلة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «فيس بوك»، أحد أساسيات الحياة بالنسبة للأجيال الجديدة والشباب، كما وصل بصورة كبيرة إلى الأجيال الأكبر سنا، في محاولة لمواكبة التقدم، الأمر الذي انعكس على استخدام الإنترنت في مصر، حيث ارتفع عدد المشتركين في خدمة الإنترنت في مصر إلى 36 مليون مشترك 2014 مقابل 31.21 مليون مشترك 2013 بنسبة زيادة 16٪، لتصل نسبة السكان الذين لديهم خدمة الإنترنت إلى نحو 43 % من إجمالي السكان، طبقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.


وأوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» هو أكثر المواقع استخدامًا على الإنترنت، حيث بلغ عدد مشتركيه 18 مليون مشترك في ديسمبر عام 2014، وأصبح «فيس بوك» ينتشر بشكل كبير، «فيتو» رصدت آراء عدد من خبراء علم النفس حول انتشار مواقع التواصل وتأثيرها على حياة المواطنين.

«وجوده مشكلة»
وقالت الدكتورة «ميرفت جودة» المتخصصة في علم النفس بمركز النديم: إن هناك إشكالية في التواصل بشكل عام. موضحة أن أكثر من يستخدم «فيس بوك» والهواتف المحمولة بشكل مستمر، لديهم مشكلة في التواصل المباشر.

وأضافت «ميرفت» أنه تجب إعادة تأهيل المجتمع بشكل عام وتدريبه على كيفية التواصل المباشر، موضحة أن هناك وجهات نظر مختلفة ويمكن استيعابها والتناقش حولها وجها لوجه، ومهما كانت وسيلة التواصل متقدمة فلن تظهر المشاعر البشرية، لافتة إلى أن لغة الجسد تؤثر بنسبة 95%، أمام الكلمات فتؤثر بنسبة 5% فقط، ولذلك فالتواصل المباشر أهم بكثير من هذه الوسائل، مؤكدة أنه أثناء عدم وجود «فيس بوك» كانت العلاقات أفضل بكثير من الآن، فالترابط الأسري كان أقوى والتواصل الإنساني أيضا، أما الآن فالاثنان في انحدار.

«سلاح ذو حدين»
وشدد الدكتور «أحمد ضبيع» أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة، على أن التقدم التكنولوجي سلاح ذو حدين، مضيفا: «المشكلة أننا نستخدم الوسيلة بشكل خاطئ فـ«فيس بوك» يستخدم في العالم الغربي بشكل مختلف فهم ينظمون وقتهم، لكن هنا يقوم المصري ويلبس ويأكل ويشرب ويحب ويتزوج على فيس بوك وهذا خطأ فادح».

وتابع: «يجب أن تحدث توعية مجتمعية بأضرار وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع بشكل عام، وعلى الأسرة بشكل خاص، فالأسرة تترك الأطفال تتعامل بهذه الوسائل، مما يؤدي إلى بعد الأطفال عن التواصل المباشر، مما يجعل الطفل انطوائيا، وبعد فترة تظهر عليه أعراض العزلة والانطوائية لأنه لا يتعامل إلا من خلال شاشة الموبايل أو الآيباد، ولذلك يجب حظر هذه المواقع عن الأطفال وإرشاد الكبار عن فوائد الوسيلة والابتعاد عن إدمانها».

«المشكلة فينا»
من جانبه، قال الدكتور «عادل مدني» أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: «نستخدم في مصر التقدم دائما بشكل سيئ، فالمحمول في يد الجميع، فترى الشاب الذي لا يعمل في يده أكثر من تليفون ولا أدري ماذا يصنع بها، والإنترنت كأي وسيلة فيها الجيد والسيئ، ووسائل التواصل الاجتماعي لم تنشأ لتكون أداة لفضح البيوت، فكل من يصنع شيئا يكتبه على فيس بوك، فمن أكل كتب ومن نام كتب».

واختتم قائلا: «حتى الأسرة الواحدة لم تعد تتواصل بشكل جيد، فبدلا من الزيارات والتواصل المباشر، اكتفينا بالاتصال أو إرسال رسالة إلكترونية، وبذلك حدث زلزال في العلاقات الأسرية، ويجب أن نرأب الصدع الذي حدث بالاستخدام الجيد للوسائل والابتعاد عن إدمانها والتعامل معها بشكل مباشر طوال اليوم.. وعدم وجود فيس بوك كان أفضل بكثير».
الجريدة الرسمية