رئيس التحرير
عصام كامل

الكتاب ينعون الراحلة نعمات فؤاد.. السادات يتراجع أمامها عن مشروع هضبة الأهرام.. شعبان يوسف يطالب بإعادة نشر كتاباتها.. سكينة فؤاد: «عروس النيل» عاشقة مصر.. وحسين حمودة: استكملت مسيرة جمال حم

الراحلة نعمات أحمد
الراحلة نعمات أحمد فؤاد

رحلت عن عالمنا الأديبة والمفكرة العاشقة لمصر الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، رحلت بجسدها، لكنها باقية بيننا بروحها ووطنيتها الشديدة.

كانت رغم سنوات العمر الحافلة بالمعارك تحيا بصمود في وجه هجمات المرض التي تهاجمها بين الحين والآخر، فتسلبها القدرة على الحديث أو النقاش، ولكنها تظل في البداية والنهاية نعمات أحمد فؤاد، عروس النيل التي تري التراخي في علاج قضايا قومية كالتعليم أو الثقافة فتحزن في صمت، بعد أن فقدت القدرة على خوض معارك جديدة.



ولدت الكاتبة نعمات أحمد فؤاد بمحافظة المنيا، ثم انتقلت إلى القاهرة، لتلتحق بالمدرسة الثانوية الداخلية للبنات، وتخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصلت على الماجستير والدكتوراة في الأدب.


«السادات يتراحع»

وكانت الأديبة الراحلة احتجت على قرار الرئيس الراحل أنور السادات بإنشاء ملاعب جولف عند منطقة هضبة الهرم خوفًا من تأثير المياه والرطوبة على الآثار، ووصل بها الأمر أن رفعت دعوى قضائية ضد قرار رئيس الجمهورية، ما دفع الرئيس الراحل للتراجع عن المشروع.


كانت الكاتبة الراحلة لها مشوار طويل حافل من العطاء في الأدب والنقد، وأن مصر تذكر لها وقفتها في مشروع هضبة الهرم، فضلًا عن مواقفها الوطنية في الكثير من القضايا.


«عروس النيل» وأم كلثوم

كما كانت متعددة الاهتمامات، فقد كتبت عن أم كلثوم، كما أن لها كتابات نقدية عن المازني، بالإضافة إلى كتاباتها الأدبية والوطنية والسياسية.

وقد نعاها الكتاب لوفاتها التي حدثت صباح أمس السبت عن عمر ناهز 90 عامًا.

التصدي للسطو على التراث

فقد قالت الكاتبة سكينة فؤاد، إن الراحلة نعمات أحمد فؤاد كانت رمزًا من رموز مصر العاشقة لترابها ونيلها ولكل شبر في وطننا، كما كان لها أدوار بارزة في الدفاع عن التراث المصري والحضارة والتصدي للمحاولات الآثمة للسطو أو سرقة هذا التراث. 


وأضافت مستشارة رئيس الجمهورية السابقة في تصريح خاص لـ«فيتو»، أنها كانت تلتقي بها في منزلها لكي ترى النيل والملامح المصرية بهذا الوجه الذي يتصدى دائمًا لكل الصعاب، والذي عانى كثيرًا من المرض وغيره، لكنه لم ينهزم.

وأعربت الأديبة الكبيرة عن مدى حزنها لوفاة الكاتبة نعمات قائلة: "رحلت نعمات بالجسد فقط، ولكن لم ترحل روحها، فستبقى بيننا إلى الأبد". 


امتداد لـ«جمال حمدان»

وأضاف الناقد الأدبي حسين حمودة، أن تجربة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تمثل امتدادًا لتجارب أخرى سابقة عليها ومتزامنة لها، أقصد الوجهة التي سارت فيها دراسات سليمان حزين وجمال حمدان، حول البحث عن مكونات ومعالم الشخصية المصرية، وهي وجهة خاصة لم تنطلق من نزعة التعصب لوطن بعينه، وإنما تبحث عن الخصوصية التي يمكن أن تميز هذا الوطن على مستوى التاريخ والجغرافيا وتكوين الشخصية.

وأضاف "حمودة" في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن "نعمات" كانت مخلصة في كتاباتها لما صدقته وآمنت به، وهذه قيمة تستحق الإحساس بافتقادها عندما تغيب الشخصية التي آمنت بهذه القيمة.


عاشقة مصر

ومن جانبه، قال الكاتب شعبان يوسف، إن الراحلة نعمات أحمد فؤاد كانت باحثة ومناضلة محبة دومًا لخوض المعارك للحفاظ على التراث المصري القديم، فلن ننسى لها كيف قادت معركة "هضبة الأهرام" في السبعينيات، بالإضافة لكتاباتها التي ناشدت دومًا من خلالها الحفاظ على التراث والحضارة المصرية وتعريف المواطنين بمدى أهميتها.

وأشار في تصريح خاص لـ«فيتو» أن الكاتبة "نعمات" قد كتبت في شتى نواحي الثقافة والفن، حيث كانت تكتب عن معظم الشعراء والفنانين مثل بيرم التونسي وأم كلثوم وغيرهم.

وأضاف أنه يتمنى أن يجد رحيل الكاتبة نعمات اهتمامًا من الدولة، واقترح أن يعاد نشر كتاباتها لكي تستفيد منها الأجيال الجديدة.
الجريدة الرسمية