رئيس التحرير
عصام كامل

هل يحسم يوسف الشريف النهاية 2020؟

فنان شاب أجمع مُعجبوه وزملاؤه والنقاد على تميز أدائه وأدواره، وهاجمه البعض لرفضه أداء المشاهد الساخنة، ووصل الغضب إلى المطالبة بشطبه من نقابة المهن التمثيلية، إنه الممثل يوسف الشريف الذي أثار جدلًا واسعًا في الوسط الفني مؤخرًا

والواقع يشير إلى أن الفنان يوسف الشريف لا يُمثل حالة فردية بقدر ما هو نموذج مُتكرر في كل الأوساط والميادين، لا سيما في بعض القطاعات الحكومية التي ما زال يغطيها ظلام الفساد، بل هي أكثر عنفًا واضطهادًا ضد أمثال يوسف الشريف في الوسط الفني.

 

اقرأ أيضا:
لماذا تعدى سامح كمال على سلطة المشرع؟ (3)
وقال الفنان يوسف الشريف عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مش عارف إزاي كلمة "المشاهد الساخنة" إتحولت لـ"ملامسة النساء" ــ عمومًا لازم نفترض حسن النية، وطبعًا المشهد ده أصلاً ملوش أي علاقة بالكلام ده.. ده مشهد عادي جدًا وتخيل أن كل الدوشة دي بسبب تصريح من حساب مزور،، كذبوا الكذبة وصدقوها.

ونجد أن دوائر الفساد لا تسمح بظهور نموذج متميز بينها، يرفض الفساد ويحاربه، بل إن الذين عارضوا موقف يوسف الشريف قد غضوا الطرف عن فنانين من الوزن الثقيل مثل الزعيم عادل إمام، أعلنوا صراحًة رفضهم أن تؤدي بناتهم ما يرفضه يوسف الشريف، بينما هم يؤدون تلك الأدوار! 

اقرأ ايضا:
جائحة قرارات محافظ القاهرة تنتشر في أجهزة الدولة
ولكن دوائر الفساد تأبى أن تغض الطرف حتى عن أي نموذج يُعلِن عن بقايا نزعة فطرية سليمة، ولو لم يطبقها على نفسه، أي إن الكلام خارج السياق أو التغريد خارج السرب ممنوع، وعلى من يخالف ذلك أن يرحل فورًا، فلن يكون أعز عليهم من يوسف عليه السلام على إخوته، ولا إمرأة العزيز .

وتبقى المشكلة حين يُصمم النموذج المحترم أنه على صواب، وأن ما يقوله هو ما يجب أن يكون، وهنا يظهر محور الشر ليقتلع تلك النبتة من جذورها وتدفن رمادها في أرض جدباء، وهو ما جرى عليه عمل تلك العصابات لسنوات طوال، وبشكل مُمَنهج مستمرة حتى الآن .

اقرأ أيضا:
طارق شوقي يرتدي ثياب الفيلسوف المفكر
بالطبع لن نستطيع حسم إشكالية يوسف الشريف ومواقفه مع الوسط الفني، ولكن من المُرجح أن تظهر تلك النماذج الفريدة في القطاع الحكومي قريبًا بعد الخطوات الواثقة التي تسعى بها الدولة في ظل التطوير والميكنة، والتحول الرقمي التي ستقطع أيدي اللصوص وتُنهي منظومة الفساد بعد رؤية وتوجيهات السيد رئيس الجمهورية ليكون عام ٢٠٢٠ هو عام "النهاية" لمنظومة الفساد في الداخل، كما سيكون عام "الحسم" في الخارج.. وللحديث بقية

الجريدة الرسمية