رئيس التحرير
عصام كامل

من شوه صورة الإسلام؟!

سوف يبقى السؤال المهم : من قام بتشويه صورة الإسلام : أخصومه وأعداؤه الذين لا يرجون له انتشاراً أم بعض المنتسبين إليه زوراً وبهتاناً.. أم سلوكيات كثير من أتباعه التي تجافي روح الدين وتتنافي مع أوامره ونواهيه.. أم كل هذه العوامل مجتمعة.. لقد ابتليت مجتمعاتنا تارة بالاستعمار البغيض والاستبداد المقيت.. وتارة بالدواعش الجدد وجماعات العنف والتكفير التي استباحت أرضنا وسفكت الدماء وأزهقت الأرواح وشوهت بكل أسف صورة الإسلام الحنيف الذي هو منهم جميعاً براء.


ثمة انفصام ظاهر بين جوهر ما يدعونا إليه ديننا وبين سلوكنا وأفعالنا؛ وهو تناقض ناتج عن قصور شديد أصاب فهم بعضنا لجوهر الدين بصرف النظر عن تصرفات الغير نحونا.. الأمر الذي عبر الرئيس السيسي بقوله: " إن من يؤثر على الدين وصورته لدى الغير بشكل طيب أو غير طيب هم أهله. وكل دين هو قوي بطبيعته لكن الذي يضعف صورته هم أهله وممارساتهم الفعلية.

سؤال الضرورة: هل أقوالنا تطابق أفعالنا؟!

والأكثر مدعاة للأسف أن هناك من أصحاب الفكر المتشدد والفهم المغلوط للدين من يجعل المسلمين أنفسهم غير آمنين في ديارهم ؛ فنحن وكما قال الرئيس السيسي نتعرض للقتل ليس منذ 5 سنوات فقط بل من سنوات طويلة بأيدي أناس منا، وننفق على تأميننا مبالغ طائلة نتيجة فهم مغلوط للدين.

الرئيس السيسي دعا إلى مراجعة أفعالنا وأقوالنا؛ ذلك أننا موقوفون جميعاً أمام الله ومحاسبون عن أفعالنا كلها إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ، فالدين المعاملة.. وما انتشر الإسلام في العالم إلا بحسن الخلق وحسن المعاملة ولولا مكارم الأخلاق التي دعانا إليها الإسلام لتحولت مجتمعاتنا إلى غابة ينهش القوي فيها الضعيف..

وما أحسب تخلفنا الحضاري إلا لأننا فرطنا في قيمنا الأخلاقية، وأهملنا رسالتنا الحضارية المتميزة التي جعلتنا يوماً خير أمة أخرجت للناس..فهل نحسن لأنفسنا ولديننا ونبينا بالعودة لمبادئ إسلامنا الحنيف لنعمل ونكد ونجتهد ونخلص حتى تعود صورة الدين رائقة نقية وتعود لنا ريادتنا المفقودة؟!  

الجريدة الرسمية