رئيس التحرير
عصام كامل

محمد بن زايد في القاهرة

زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة أول أمس ربما كانت الأهم في الفترة الأخيرة، فعلى مدار ثلاثة شهور مضت.. كانت العلاقات المصرية الإماراتية القاسم المشترك بين نوافذ إعلام الخارج الموجه لمصر، الحديث الذي لم ينقطع كان عن الخلافات التي شابت العلاقة بين الدولتين الشقيقتين، والتي انعكست على أزمة السد الإثيوبي، ووفقاً لإعلام الخارج.. كان الموقف الإماراتي أقرب إلى الحياد، بل أن بعضه ذهب إلى أبعد من ذلك.


تبارى ضيوف القنوات الموجهة لمصر في تحليل الموقف الإماراتي من سد إثيوبيا، وكثرت تخميناتهم، وراح بعضهم يشرح المؤامرة على حصة مصر من مياه النيل، وكيف أصبحت الإمارات جزءاً من هذه المؤامرة، ولم تتوقف خيالاتهم المريضة عند هذا الحد، فساقوا شواهد خلطوا فيها بين الجانب الإنساني الذي توليه الإمارات إهتماماً كبيراً وبين المواقف السياسية الراسخة تجاه مصر، فكانت المساعدات الطبية والمواد الغذائية التي أرسلتها أبوظبي مؤخراً إلى إقليم تيجراي دليلهم على سوء العلاقات المصرية الإماراتية.

وصلت حالة التربص بالعلاقات بين الدولتين الشقيقتين إلى تخصيص فقرات في البرامج ونشرات الأخبار يعدون من خلالها أنفاس الحكومتين، ويوظفون كل تصرف أو قرار لضرب العلاقات بين القاهرة وأبوظبي، فإذا إنتهت الفقرات والنشرات.. ذهبوا إلى تويتر وفيسبوك ليكملوا خطتهم للوقيعة بين الدولتين الأكثر إستقراراً في المنطقة.

وعلى الرغم من تخمينات إعلام الخارج التي تزامنت مع زيارة محمد بن زايد لمصر.. إلا أن البيان الذي صدر من الرئاسة المصرية عن الزيارة دحض كل مزاعم المتربصين وخيب مساعيهم، فقد ركز البيان على إنحياز الإمارات الكامل لمصر في الحصول على حصتها من مياه النيل، أما حفاوة إستقبال محمد بن زايد وخصوصية توديعه في المطار فكانت رداً آخر على من يحاول تعكير صفو العلاقة، وجاءت تغريدة الرئيس السيسي عن عمق العلاقات بين الدولتين لتخرس كل الألسنة.

قد لا تتطابق الرؤى في بعض الملفات وهذا وارد، فلكل دولة حساباتها، لكن ملفات بعينها مثل السد الإثيوبي لابد أن تتطابق فيه رؤية الدولتين، وهذا ما أكدت عليه الزيارة التي جاءت في التوقيت المناسب، حيث أسكتت إعلام الخارج الذي إنصرف عن حالة التربص بمجرد إنتهاء الزيارة وتلاشت التغريدات التي حملت سموماً طوال الشهور الفائتة.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية