رئيس التحرير
عصام كامل

لسه بيعوض!

ربما كان عام 2020 مليئا بالمفاجآت السارة وغير السارة على البعض، وربما حمل في طياته الكثير من الآلام والحزن الذي قاسيناه طوال الاثنى عشر شهرا المنقضين. ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنه كان عاما مليئا بالستر الإلهي والعناية الفائقة من أول العام لآخره، حتى وأن كانت الحياة مليئة من حولنا بالأخبار السيئة والمفجعة في بعض الأحيان.


ولكن في ظل كل ما يحدث حولي، أشعر وكأنها المهلة التي قضاها يوسف ما بين ضياعه من أبيه حتى جلوسه على كرسي عزيز مصر، وكأن الله أراد أن يمتحنّا تلك السنة حتى يعوضنا عنها بأفضل شيء ممكن في العام الجديد.

ففي كل خطوات حياتنا، هو يظل ممسكا بيمينا حتى إن زوغنا أو فسدنا، فهو لا يجعل أيدينا تفلت، أو يجعل حجر يصطدم برجلنا كما قال داؤد النبي في المزمور، فهو الحارس وهو المنجي من كل فخاخ الصياد ومن كل الوباء الخطر.

خالد الكمار.. ما وراء الطبيعة بالفعل!

حتى وإن كان العام الجديد مبهما بالنسبة لنا، فنحن نعلم وعلى يقين تام بأنه في يد الله، الذي لا يدعنا معوزين شيئا من نعمته الإلهية، ومن فيض محبته التي لا تفرغ.

ومراحمه جديدة ليست في كل صباح فقط، بل في كل لحظة نحياها ونعيشها، فهو الذي يسدد الاحتياجات قبل أن نقولها، ويعلم آلام قلوبنا قبل أن نبوح بها، وربما أكثر ما يطمئنا حين نثق أن هذا وعده لنا، أن حتى لو نست الأم رضيعها فهو لا ينساه لحظة واحدة!

بل يعوله ولا يتركه يحتاج لشيء من أحد دونه، فخالق القلب يعرف ما يحتاجه القلب حتى ولو لم يبوح به يوما أو لم يسمعه قلب أحد قط.

ولأنه صانع الخيرات فهو لا يرسل سوى الخير، حتى في ظل تلك الظروف التي يعاني منها العالم كله، لو تأملنا قليلا سندرك كم الرسائل السمائية المحملة في طيات تلك الظروف والمصاعب، سندرك كم مرة لم نفكر في أن هناك الكثير من النعم نحن محاطين بها من كل جانب في جوانب حياتنا ولكننا كنا في غفلة عنها، أو غير مدركين لقدر جمالها، وكأنها حق مكتسب في حياتنا، وليست نعمة تستحق الشكر عليها في كل لحظة في حياتنا.

أديرة وادي النطرون

لا أستطيع أن أعدك أن يكون العام الجديد مختلف أو فيه الكثير من التعويضات والفرح، ولكن أعدك بما أنها في يد الله، أن يد الله ستكون فيها وبكل وضوح، سترى عمله وسترى كم مرة سينجيك كما يفعل دائما، وكم مرة سيتدخل كعادته ويغير المشهد برمته حتى تفرح أنت في نهاية الأمر.

فثق يا صديقي من وهبك الحياة، ومن زرع في طريقك الأشواك، سيقوم هو أيضا بنجاتك ويعبر بك فوق كل الأزمات والضيقات حتى ترى مجده واضحا في حياتك وفي حياة من تحب.
الجريدة الرسمية