رئيس التحرير
عصام كامل

الآن.. القنبلة النووية العربية ضرورة وجود!

تدور حاليا الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة عبر الوسطاء الأوروبيين، بمشاركة فعالة من روسيا والصين، لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع بينهم جميعا عام ٢٠١٥، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. لن يكون الأحياء لنفس الجثة، وهذا ما تسعى إليه أمريكا وأوروبا، بينما تسعى طهران إلى إحياء الميت نفسه.. حفاظا على حقوقها في إنتاج القنبلة النووية بعد مدة محددة..


والحقيقة أن الاتفاق الذي دفنته أمريكا بانسحاب ترامب منه، لم يكن في أي وقت جثة بالنسبة لطهران. فلقد كانوا تحت الأرض يخصبون اليورانيوم، ويرفعون نسبة النقاء، ويطورون أجهزة الطرد المركزية، ويشيدون مراكز بديلة، تحسبا لضربات إجهاضية إسرائيلية.. حفظتها المنطقة عن ظهر قلب.

الطموح النووي الإيراني
ربما مع إعلان الرئيس الإيراني روحاني أمس عن حدوث تقدم في القضايا الجوهرية، تمتد الجولة، وربما مع إعلان مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بلغت فى درجة نقاء اليورانيوم ما تبلغه الدول المنتجة للقنابل النووية، ما يجعل إسرائيل تهلع وتجزع.. وترتبك حسابات المفاوض الأمريكي والأوروبي. طول الوقت حرصت إيران على كسب الوقت.. ورفع درجة التخصيب.. حتى بلغت مستوى التحدي والخصم الذي يبتز ولا يخضعه أحد للابتزاز.

المعلومات التي تكشفت أمس عن رفع درجات النقاء لدرجة إمكان صنع قنبلة نووية.. تعني ببساطة أن إيران لديها جنين نووي في الحضانة.. ومسألة وقت فقط حتى ينمو ويثمر ويتوالد.

مع لهاث إدارة بايدن المتصاعد لتوقيع اتفاق يضمن تحجيم الطموح النووي الإيراني، ومع تعنت وتصلب المفاوض الايراني، ومع القلق في عواصم الخليج وتل أبيب.. تصبح الصورة العامة مزعجة لكل الأطراف ما عدا طهران.

مزعجة لإسرائيل رغم ترسانتها النووية السرية المسكوت عنها.. لكن إسرائيل تريد أن تبقى القوة النووية الوحيدة.. لردع من يفكر في تنفيذ الدعاوى القديمة الجديدة بمحوها من الوجود..

القنبلة النووية العربية

مزعجة للدول العربية الخليجية لأنها في مرمى الابتزاز الإيراني.. بتشجيع القلاقل الداخلية بتصدير نماذج من حزب الله ترعى في بنية الدولة سرا حتى تنهكها ثم تنقض مع أي شرارة هوجاء.. مزعجة للتوازن الإقليمي، من القاهرة إلى أنقرة، وهما قوتان إقليميتان كبيرتان.. لن يغضا الطرف أبدا عن تطور إستراتيجي وجودي على هذا النحو الشيعي!

مزعج لحسابات أمريكا وأوروبا.. مريح بالطبع لكوريا الشمالية والصين وروسيا.. إذن.. نحن في قفص الحفريات.. داخل فاترينات العرض.. نتابع ونحن وراء القضبان رهائن حسابات وتفاعلات واتفاقات الجميع من حولنا.. فوقنا وتحتنا.. عن اليمين وعن اليسار.. بحصول إيران على القنبلة النووية لن يهلل أحد فرحا بأنها القنبلة الإسلامية.. تلك فرحة حظيت بها باكستان في الثلث الأخير من القرن الماضي، ردا علي القنبلة النووية الهندية.. فرحة إسلامية بحق.

اليوم ندعو بقوة وبجدية إلى صنع القنبلة النووية العربية. مسألة وجود بالقوة وبالضرورة وبالردع. حصول إيران علي النووي سيشعل وشيكا سباقا نوويا في العواصم الإقليمية الكبرى. تركيا لن تجلس متفرجة ولا الرياض ولا القاهرة..

بحصول إيران على القنبلة النووية وبناء برنامج صاروخي باليستي.. ستصير كل العواصم العربية تحت العباءة الخومينية الإرهابية.
نحذر وننذر وندعو.. وننتظر.
الجريدة الرسمية