رئيس التحرير
عصام كامل

إخواني الهوى في ثياب ليبرالية!

بعد تجربة صحفية طويلة استفدت فيها بدراستي للعلوم السياسية، وبعد تجربة انخراط  فى العمل السياسى لسنوات، تولدت لدى قناعة تتأكد يوما بعد آخر بأن لدينا من يرتدون ثياب ليبرالية وهم إخوانى الهوى! وهؤلاء يمنحون تأييدهم ودعمهم ومساندتهم لجماعة الإخوان وذلك بإسم الديمقراطية! رغم أن من اقترب من جماعة الإخوان أو اهتم بمتابعة نشاطها يعرف إنها جماعة متطرفة دينيا، بل جماعة فاشية تورطت فى أعمال عنف وقامت بعمليات اغتيالات، وهى بذلك تكون أكبر عدو للديمقراطية وأكبر مناهض لليبرالية.. فكيف تلقى دعما وتأييدا من ديمقراطيين وليبراليين؟!


إذن. لا بد وأن هؤلاء الليبراليين إخوانى الهوى أساسا، وهو ما يثير الشكوك فى قناعتهم الحقيقية فى الليبرالية والديمقراطية التى يتخفون فى ثيابها.. ولعل ذلك يفسر لنا ضعف الحركة الليبرالية فى بلادنا، فهذه الحركة مخترقة بعناصر إخوانية الهوى.

إن بعض الليبراليين فى بلادنا برروا دعمهم ومساندتهم للإخوان بأنهم احتاجوهم فى نضالهم من أجل إنجاز التحول الديمقراطي، نظرا لقوتهم وقدراتهم ونفوذهم.. لكن يبدو أن الأمر يتجاوز ذلك كثيرا، وأن ليبرالية هؤلاء غير حقيقية، وإنهم إخوانى الهوى أساسا، وأن الثياب الليبرالية التى يرتدونها لا تستر هذا الهوى فى اللحظات السياسية  الحاسمة فى بلداننا، وتحديدا فى اللحظات التى يمر بها الإخوان فى بلداننا بأزمات كبيرة..

مثل أزمة إخوان تونس التى يعيشونها الآن بعد قرارات الرئيس التونسي بتجميد نشاط البرلمان الذى كانوا يسيطرون عليه لنحو الشهر وإقالة الحكومة والتحقيق مع ثلاثة أحزاب منها حزب النهضة الاخوانى فى تلقى تمويلات أجنبية غير قانونية.

وهكذا الهوى الإخوانى لدى هؤلاء أكبر من ثيابهم الليبرالية. 
الجريدة الرسمية