رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام «الإخوان» يُجـمّل «الكابوس»


«المشكلة الحقيقية فى مصر الآن هى الحكومة».. هذا ما حذفته بوابة الحرية والعدالة التى تتعامل مع التقارير والأخبار السياسية، والاقتصادية الخارجية بطريقة «أننى لا أكذب لكننى أتجمل»، فتنشر ما ترغبه وتستبعد من التقارير نفسها ما لا ترغبه.

وهى لذلك لا تنشر ما قد يعكر صفو جمهورها، فقد نشرت بوابة الحرية والعدالة تقريرًا اقتصاديًّا لشبكة «سى أن بى سى» تتوقع أن يكون لمصر دورًا رئيسيًّا فى سوق الطاقة العالمية، وكان من أهم ما حذفته بوابة الحرية والعدالة هو -النص هنا لشبكة الـ «سى أن بى سى»- أن المشكلة الرئيسية فى مصر الآن هى الحكومة، فبينما يظل المستثمرون ملتزمون بتطوير مصر، فأنهم يعانون بيئة غير جاذبة للاستثمار، أنه كابوس بيروقراط، وحدد التقرير مدى صعوبة استقدام التكنولوجيا إلى مصر لما تتكلفه من نفقات، وأن سيطرة الدولة على شركات الغاز والبترول لا يعكس التزاماتها المالية تجاه شركائها.



ورغم أن تقرير الـ«سى أن بى سى» تضمن أن مصر ستلعب دورًا مهمًا فى الجغرافيا السياسة للطاقة على المدى الطويل، إلا أنه ذكر بوضوح أن الحكومة تواجه مشكلة حقيقية، وأنها تأمل فى شراء 968 ألف طن سولار؛ لتغطى الفترة بين شهرى أبريل ويونيو.

وأضاف التقرير -الذى حذفت بوابة الحرية والعدالة منه ما لا ترغبه- إن المؤشرات الاقتصادية فى مصر سيئة، وإن مصر فقدت 10% من الاحتياطى الأجنبى فى شهر يناير فقط، ورغم أن تقرير الـ«سى أن بى سى» ثمن دور قناة السويس على المدى الطويل، فإنه قال: "إن الفترة القادمة تمثل كابوسًا للمستثمرين.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة ستكون فى موقف صعب فى الشهور القادمة فى محاولتها لدفع مزيدًا من السولار والبنزين إلى السوق، وأن مصر لن تستطع تحمل المزيد من الفشل.

الحكومة فى مصر عاجزة، حتى فى نظر بعض وزارئها، مثل الدكتور «محمد على بشر» وزير التنمية المحلية  الذى اعترف لجريدة «الوطن» بعجز الحكومة الحالية عن حل الأزمة الاقتصادية، تصريح الوزير لن تنشره بوابة الحرية والعدالة ولا قناة مصر 25.

لكن لماذا لا تنشر بوابة الحرية والعدالة الحقيقة كاملة فتحذف بعضها وتخفى البعض الآخر؟ قد يعود ذلك إلى عدم قدرة الإخوان المسلمين على تحمل إعلان الحقيقة كاملة، ولا بأس من دس بعض الأكاذيب، وفبركة بعض العبارات حتى يكون الخبر محبوكًا، فإذا كانت الفبركة لدى إعلام الإخوان مستحبة، فألا يكون القص واللزق حلالًا محللًا!

الجريدة الرسمية