رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة من والدة "زينة" إلى قاضي السماء

زينة
زينة

"حبيبتي زينة نفسي أخدك في حضني وأشتكيلك من الظلم اللي إحنا عايشين فيه، نفسي ألمس شعرك وأعتذرلك على ضياع حقك في بلد أهون حاجة فيها "حق مظلوم يضيع"، أنا عارفة يا زينة قد إيه إنتي اتظلمتي، ماكنتش أعرف إن إحنا عايشين في غابة..

ما كنتش أعرف أن حلمي فيكي هيكون مصيره في يوم من الأيام بركة دماء وسواد ودمار، صرخاتك يا زينة وإنتي بتنادي عليا بتلاحقني في كل مكان، نظرة عينيكي وإنتي بتستنجدي بيا وأنا مش شايفاكي مش مفارقاني، اتحدفتي من فوق قوي لتحت قوي، وكل ما بتخيل ده بحس إن قلبي هيقف..

ومش أنا لوحدي البيت كله اتحطم، فاكره لما كنتي بتمليه بضحكك وجريك وعياطك، دلوقتي خلاص بقى عبارة عن "بيت الأحزان"، كل جدران البيت أصبحت حزينة من بعدك، الأرض لو تقدر تتكلم كانت هتصرخ وسألت عليكي وقالت "فين زينة"، الدنيا كلها بكت عشانك، إنتي دلوقتي بين إيدين ربنا فقولي لربك أنا اتقتلت وحقي في الدنيا ضاع علشان بلدنا فيها قانون بيحمي المجرمين فقط..

وصي ربنا عليا يا زينة عشان أنا تعبت وزهقت من القانون العاجز اللي بيه ضاع حقك، لكن وعد مني بكل نقطة دم سالت منك يا ملاكي مش هسيب حقك إلى آخر نفس في عمري".. "خليك جنبي يا ربي وساندني فليس لي سواك"..

بهذه الكلمات اختتمت والدة زينة رسالتها إلى فلذة كبدها التي اغتالتها أيدي أشباح الظلام، كانت الرسالة من قلب أم يحترق على أحلام طفلتها التي غادرت بلا رجعة، ففي عيد الأم انزوت "أم زينة" إلى سرير طفلتها وكتبت تلك الكلمات، فالأمس كان عيدا واليوم أصبح بين أحشائه ذكريات عيد الأمس مع ألم وفراق ووجع..

فالفارق بين الأمس واليوم وجود زينة التي لم تعد موجودة، الأمس ذهبت زينة إلى أمها لتبكي بدموع الفرح من أجل هدية أمها لها واليوم ذهبت أمها إليها في قبرها لتبكي على فراقها، إنه القدر والمصاب الكبير..

الجملة الأخيرة في رسالة "أم زينة" إلى ابنتها بمثابة خطاب بعلم الوصول، إلا أنه هذه المرة لا يحتاج إلى مصاريف إدارية أو ختم شعار الجمهورية حتى يصل؛ لأنه ببساطة خطاب من قلب أم إلى قاضي السماء الذي لا يغفل ولا ينام، ذهبت أم زينة إلى النائب العام لتبحث عن طريق جديد للطعن على الحكم الذي صدر على قاتلي قرة عينها فاستقبلها النائب العام بجملة "إنتي أخدتي خلاص أقصى حكم عندنا" قال لها جملته بعد أن ظلت على باب مكتبه 6 ساعات لمقابلته..

6 ساعات يا محامي الشعب لمقابلة قلب أم احترق، فكم سينتظر مندوب من مكتب وزير الدفاع أمام مكتبك لو أراد لقاءك؟؟.
يا قاضي السماء هذا ما فعله قاضي الأرض فلجأت إليك الأم المكلومة "فانتقم"..
الجريدة الرسمية