«أرامل المعزول» باعوا «الإخوان».. أبوالفتوح «كلمة السر».. و«الوسط» و«البناء والتنمية» أبرز الرافضين لنهج «المحظورة».. و«التحالف» ي
في الوقت الذي يحاول فيه قادة ما يسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، إظهار تماسك أعضاء التحالف ووقوفهم صفا واحدا ضد ثورة 30 يونيو وما بعدها، تدور في الكواليس رحى حرب طاحنة بين جناحين داخل التحالف، الجناح الأول تمثله جماعة الإخوان "المحظورة"، التي تسعى جاهدة إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بينما يقود الجناح الثانى حزبا الوسط والبناء والتنمية وقياداتهما من الجماعة الإسلامية الذين يرون الإصرار على عودة مرسي ضرب من الخيال ومضيعة للوقت ويرون أن الأفضل النظر للمستقبل ومحاولة "لم شمل" التيار الإسلامي استعدادا للمعارك الانتخابية المقبلة.
ويرى قيادات الجناح الثانى أن الجماعة المحظورة يجب عليها إدراك الحقائق والتعامل مع الواقع الجديد الذي فرضته ثورة الشعب في 30 يونيو وخروج الملايين للمطالبة برحيل الإخوان بعد فشل الجماعة خلال عامها الأول في الحكم، وتخليها عن الإسلاميين وعدم اللجوء إليهم إلا وقت الشدائد.
قيادى بارز في حزب الوسط، أوصل رسالة غضب واضحة للدكتور محمد على بشر، أحد ممثلى الإخوان في التحالفن من ممارسات "المحظورة" مفادها "أن الجماعة لابد أن تستمع هذه المرة للأحزاب المتحالفة معها وأن تخضع للجميع ولا يجب أن يخضع الجميع لها".
وأكد القيادى لـ "بشر" أن قادة التحالف الوطني يرون أن باقى أعضاء التحالف عليهم أن يأخذوا دورا أكبر، رافضون أن يذهب الإخوان للتفاوض باسمهم هذه المرة، ومصرون على ضرورة فتح التحالف أمام شخصيات أخرى، والبعض منهم أكد نيته الدفع بالدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيسا للتحالف حتى لو اعترض الإخوان، ونجحت الضغوط المستمرة من جانب الأحزاب الموجودة داخل التحالف ضد الإخوان في إجبار الجماعة على قبول دعوة جديدة للحوار تتبنى استراتيجية تجذب كل الأطراف الرافضة لما يسمونه "الانقلاب العسكري"، على ألا يكون مطلب عودة مرسي للحكم مطروحا على طاولة الحوار.
مصادر داخل الجماعة الإسلامية أكدت أن قيادات الجماعة أصبحوا بين نارين وعليهم أن يحافظوا على بقاء جماعتهم ووجودها خاصة بعد تدشين حركة "تمرد الجماعة الإسلامية" والتي هزت الأرض من تحت أقدام قادة الجماعة، بالتزامن مع إصرار الإخوان على عودة مرسي وعودة دستور 2012 ومجلس الشورى، وهى المطالب التي ترى الجماعة استحالة تحقيقها في الوقت الراهن، وتظهر المتمسك بها كمن يحارب طواحين الهواء ومن لا يدرك أن السياسة فن الممكن، وأن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء.
يرجع غضب هؤلاء القادة إلى أن المواقف المتصلبة للإخوان تحول دون تحقيق أي تقدم على مسار المصالحة السياسية التي هي في الأساس أحد بنود خريطة طريق 30 يونيو الماضى.
نفس الضغوط أيضا، تعانى منها بقية أحزاب التحالف وعلى رأسها حزب الوسط الذي بدأت الاستقالات والانشقاقات تدب في صفوفه وظهور حركات مثل أحرار الوسط وهو ما يهدد بقاء الحزب.
وفجرت المصادر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكدت أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح يقف وراء فكرة طرح مبادرة أمام جميع القوى السياسية الرافضة للانقلاب، بحيث يتم التخلى عن فكرة مرسي ومجلس الشورى وعودة الدستور وأن الوثيقة التي اقترحها التحالف بضرورة الحوار مع جميع القوى السياسية لإيجاد صيغة توافقية مشتركة خاصة بعد شعور العديد من الشخصيات السياسية بالقلق من عودة الدولة العميقة، وأن الدستور المقبل لن يرضيها وسيكون أكثر قمعا، وأن هناك شخصيات ليبرالية واشتراكية وإسلامية مستقلة تريد أن تعلن رفضها للمسار الديمقراطى بعد 30 يونيو وتعلن رفضها للالتفاف على خريطة الطريق، ومن هنا جاء اقتراح الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ضرورة الحوار مستعينا بالدكتور رباب المهدى المستشار السياسي له والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، والدكتور عماد عبدالغفور مستشار الرئيس السابق، والدكتور جمال جبريل القيادى بحزب الوسط، والمفكر الإسلامي فهمى هويدى، وهيئة استشارية تضم أسماء أخرى سوف يتم الإعلان عنها قريبا، وبدأت بالفعل التواصل مع جميع الأحزاب السياسية وعدد من الشخصيات المستقلة.
وأكدت المصادر أن الدكتور محمد على بشر لم يعرض المبادرة على جماعة الإخوان المسلمين ولا على الرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفا أنه حتى لو اعترضت جماعة الإخوان المسلمين على مبادرة الحوار دون اشتراط عودة مرسي ومجلس الشورى والدستور، سيكملون مسيرتهم في الحوار مع جميع القوى السياسية وعلى الإخوان وقتها، أن تحدد موقفها إما أن تكمل مسيرة التحالف الوطنى أو تخرج وتأخذ مسارا سياسيا آخر كما ترغب، مشيرا إلى أنه في حالة خروج الإخوان سيتم الإعلان عن رئيس جديد للتحالف الوطنى وسيكون الأقرب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وهو من سيقود التفاوض بالإضافة إلى تشكيل لجنة من قادة الأحزاب الموجودة في التحالف يكون مخولا لكل عضو من أعضائها التواصل مع جهة أو تيار سياسي.
وأعلنت المصادر أن هذه خطة قصيرة الأجل فقط وأن التحالف قد يضطر للاستمرار بكل أحزابه ومكوناتها إذا اضطررنا لدخول الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية في محاولة للإبقاء على الرصيد السياسي وخوفا من حل الأحزاب الموجودة في التحالف بحجة أنها أحزاب دينية وسيكون الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، إذا وافق، مرشح التحالف في الانتخابات المقبلة.
ورفضت المصادر تسمية خطة التحالف بأنها انقلاب على الإخوان، مؤكدة أن الجماعة على مدى الفترة الماضية ومنذ عزل مرسي أضاعت العديد من الفرص للحوار أو التفاوض وكانت ترفض المبادرة ولم تأخذ رأيهم وانفردت بالحوار والاعتراض، واليوم أغلب الأحزاب مهدد بعدم الاستقرار والمشاكل الداخلية لأن البعض يعتبره يحارب الدولة، والضغوط داخل هذه الأحزاب لقبول الحل السياسي لا يمكن تجاهلها، كما أن الجميع يشعر بأن مدنية الدولة في خطر كبير ويجب أن نحافظ عليها ونستقطب أكبر عدد من القوى والشخصيات السياسية الرافضة لعسكرة الدولة.
" نقلا عن العدد الورقي"
لمزيد من انفرادت "فيتو" طالع العدد الأخير "اضغط هنا"
