رئيس التحرير
عصام كامل

حرب أكتوبر وثورة يونيو!!


احتفلت مصر بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر العظيم، وحرب أكتوبر - للأجيال التي لم تعاصرها – أقول إن الإنسان المصري كان في أعظم حالاته خلالها .. فمعدنه الأصيل لا يظهر إلا وقت الأزمات الشديدة وبالفعل ظهر في هذه الحرب.


كل من شارك في الحرب لم يخف الموت، كان همه الأساسى هو تحقيق الانتصار، والعطاء بلا حدود دون انتظار لمقابل، والدراما لم تعط حرب أكتوبر حقها في السينما المصرية والعربية.. فكل ما كتب عن أكتوبر من أعمال فنية أو مسرحية أو سينمائية أو حتى غنائية لا يرقى بأي حال لمستوى الإنجاز .. الذي هو إعجاز بكل ما تحمله الكلمة من معان، أبطال قواتنا المسلحة كانوا يعلمون جيدا أن المهمة صعبة بل شبه مستحيلة، حتى الخبراء من الدول الصديقة وقتها - مثل الاتحاد السوفيتي - كانوا يقولون إننا نحتاج إلى قنبلة ذرية من أجل اقتحام خط بارليف، والبعض كان يعتقد أننا سوف نخسر في مواجهات العبور من 35 الى45 ألف جندي على ضفة القناة بسبب وجود موانع رهيبة جدا.. قناة السويس مانع فريد من نوعه وخط بارليف وحصون لم يشهد لها التاريخ مثيلا، الدبابات الإسرائيلية مستعدة للقتال خلف هذه الحصون، مواسير النابالم التي ستشعل مياه القناة .. لدرجة أنه قيل إن قوتها تشوى الاسماك في قاع القناة، هذا بالإضافة إلى سلاح الجو الإسرئيلى والحرب النفسية والتي تصور الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، كلها موانع لا يمكن لأحد أن يجرؤ على مجرد التفكير في تحديها ومواجهتها، ولكن جنودنا الأبطال تحدوها وواجهوها ونجحوا وانقلبت الآية .. وأصبح الجندي المصري هو الذي يحرر المواقع ويطارد الجندي الإسرائيلى الذي يهرب ويطلب الاستسلام في حالة رعب بلا حدود.

أما عن الخداع الاستراتيجي والبطولات التي كانت أثناء حرب الاستنزاف فحدث عنها ولا حرج، مازالت تدَرَّس في الكليات والمعاهد العسكرية رغم مرور 40 عاما على الحرب المجيدة.

القوات المسلحة الباسلة التي حررت سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر 1973، هي نفسها التي حررت مصر من الاحتلال الإخواني في يونيو 2013، والدور العظيم للجيش المصري في يونيو يساوي ما قام به في أكتوبر .. والقرار كان صعبا في الحالتين ويتطلب رجلا شجاعا، فاتخذه الرئيس السادات في أكتوبر والفريق السيسي في يونيو، ولذلك لا أستغرب إطلاقا قيام تنظيم الإخوان المحظور بالتظاهر ضد الجيش يوم 6 أكتوبر يوم انتصاره على العدو الإسرائيلي، سبق وفعلوا الأمر نفسه يوم العاشر من رمضان الماضي والمتابع لوسائل الإعلام التابعة للتنظيم المحظور يعرف مدى كراهيتهم للجيش المصري .. الذي لم يشرفوا بالخدمة فيه والانتماء إليه ويصفونه بجيش كامب ديفيد، والإخوان يعتزون بنكسة 67 وسبق لقيادتهم وصف الجيش المصري بأنه جيش النكسة .. وإذا كانت إسرائيل تعتبر يوم 6 أكتوبر هو نكسة بالنسبة لها فإن الإخوان أيضا يشتركون معهم في ذلك بل يصلون إلى مرحلة أبعد، فقد وصف كبيرهم يوسف القرضاوي الجيش الإسرائيلي بأنه أكثر إنسانية من نظيره المصري.

التحية والتقدير للرئيس أنور السادات الذي حرر مصر من الاحتلال اليهودي في أكتوبر 1973، وللفريق عبدالفتاح السيسي الذي حررها من الإخوان في يونيو 2013.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية