رئيس التحرير
عصام كامل

هل تعود روح أكتوبر للمصريين؟


مصر فى أمس الحاجة لعودة روح نصر أكتوبر العظيم للمصريين جميعا، فما تعيشه مصر الآن من انقسام سياسي ومجتمعى واضح للجميع ويدلل على أمراض مجتمعية مزمنة تجعلنا نعيش فى وطن منقسم متمزق يعيش حالة طائفية سياسية تنذر بكوارث كثيرة بداية من حالات الاغتراب المجتمعى وصولا لعدم الاعتراف بمفهوم الدولة والخروج عليها من جماعات لا تعترف بالأنظمة والحكومات، ما يهدد فى النهاية بمجتمع انقسم سياسيا ليحرق ويقتل بعضه فى مسلسل شيطانى تعيشه مصر.


ولكن هل ننتبه للكارثة التى تحدث وتعود لمصر روح نصر أكتوبر العظيم التى لم يكن فى الوطن كله أحد يسئل الآخر ما دينك وما حزبك وما توجهك السياسى، فالجميع كان على قلب رجل واحد للتخلص من العدوان الصهيونى على الأراضى المصرية، وهو سر النصر العظيم للجيش المصرى فى أكتوبر، فتلاحم الشعب وتوحده وشيوع حالة من المحبة والوطنية وإنكار الذات والولاء للوطن ووضعه فوق كل اعتبار سياسي ودينى هو العامل الرئيسى فى تقدم الأمم وتطورها، وهو ما نحتاجه فى مصر هذه الأيام، فمصر فى حاجة لعودة روح أكتوبر للجميع من جديد.

يتساءل البعض، كيف تعود روح أكتوبر فى ظل مناخ محتقن سياسيا منقسم شعبيا يعانى حالة من الصراع والكراهية السياسية؟ والإجابة هنا بسيطة جدا وهى إعلاء قيم المواطنة والعدل بين الجميع وإعلاء سيادة القانون وإعادة رسم سياسات اجتماعية حقيقية تعيد النظر فى مكافحة الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وإعادة النظر فى الخطاب الدينى لنقضى على الأفكار المتطرفة ونعبر بمصر عبورا جديدا نحو الاستقرار والتنمية والرخاء الحقيقي، وما حدث فى ثورات مصر المتتالية منذ 2011 وحتى الآن هو حرب استنزاف ضد التخلف والفقر والجهل والتعصب ومحاولات اختطاف مصر ولكننا مازلنا على الطريق نحتاج لروح  أكتوبر الحقيقية لننتصر لأهداف ومبادئ هذه الثورات ونرى الشعب يعبر نحو أهدافه وآماله وطموحاته وثوراته التى ضحى بأغلى شبابه من أجل القضاء على أنظمة فاسدة أفقرت المصريين وحاولت سرقة مصر واختطافها .

روح أكتوبر المفقودة فى مصر الآن هى سر أزمتنا فى كل الوزارات والهيئات، فما نحتاجه هو إعادة بناء وهيكلة مؤسساتنا الحكومية بشكل علمى متطور فى محاولة للقضاء على البيروقراطية والفساد الذى هو السبب الرئيسى فى ثورات المصريين، فروح أكتوبر الراغبة فى التنمية والتطور إن سادت لتفوقنا وقمنا بمكافحة الفساد والإرهاب وكل الأفكار المتطرفة بشكل حقيقي وتقدمنا نحو خطط حقيقية تعيد استغلال موارد هذا الوطن العظيم البشرية والمادية وعبرنا بقوة نحو الرخاء والرفاهية، فجميعنا يعلم أن أزمة مصر ليست فى الفقر والبطالة ولكن فى سيادة فكر الفقر الذى جعل الوطن الذى يمتلك ثروات لا تعد ولا تحصى فقيرا مريضا، وما نحتاجه هو سيادة فكر التنمية الحقيقية التى تستغل كل موارد مصر البشرية والمادية وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة وتطويرها فى محاولة لخلق مناخ حقيقي للمصريين جميعا ننعم فيه بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية.

مصر فى حاجة ماسة لعودة روح أكتوبر العظيمة لإنقاذ هذا الوطن العظيم من أمراضه السياسية والاجتماعية الحادة.
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية