رئيس التحرير
عصام كامل

أهمية التوقيت فى اتخاذ القرار


اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب يعد من الأمور الصعبة التى تواجه المرأة فى حياتها العمليَّة والأسريَّة، وترجع صعوبة اتخاذ القرار عند المرأة إلى عدم تمكنها من الحصول على كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة التى تواجهها وتتطلب منها قراراً سريعاً، وإلى خوفها من أن يأتى تقييمها لجوانب المشكلة خاطئاً، الشىء الذى يزيد من صعوبة اتخاذها للقرار الصائب، كذلك فإنَّ التردد وإطالة التفكير فى القرار المطلوب اتخاذه يتسببان فى عدم التوصل إليه.

ولأهميَّة توصل المرأة إلى اتخاذ قرار فيما يواجهها من مشكلات فى عملها وبيتها، دأبت كبرى الشركات العالميَّة على إقامة برامج تدريب أساسيَّة للموارد البشريَّة يكون هدفها الأساسى مساعدة العاملين خصوصاً النساء منهم، على تعلم مهارات اتخاذ القرار الصائب عند مواجهة كل المتغيرات والأحداث فى الحياة اليوميَّة.
وأحد هذه البرامج التى تعلِّم المرأة مهارة اتخاذ القرار بعد تخلصها من التردد وإطالة التفكير فيما يجب عليها فعله، ينصح المرأة بألا تترك عمليَّة اتخاذ القرار مرتبطة ومعلقة برغبتها؛ لأنَّ اتخاذ القرار حتى إذا كان خاطئاً أفضل من عدم اتخاذه، ولأنَّ المرأة لن تشعر بطعم النجاح فى حياتها إذا لم تتعلم من أخطائها.
بالإضافة إلى أنَّ عدم اتخاذها القرار يضيع عليها الفرص التى قد لا تتكرر، وما ينجم عن ذلك من شعورها بالعجز فى مواجهة الأحداث والمشكلات، وعلى العكس من ذلك تكتسب المرأة الجرأة والشجاعة والخبرة فى كل مرة تنجح فيها فى اتخاذ قرار.
ومن الأسباب التى يرجع إليها خبراء النفس عدم قدرة المرأة على حسم أمرها واتخاذ قرارها، وعدم وضوح الهدف المطلوب اتخاذ قرار بشأنه، بحيث تجد نفسها تستغرق وقتاً طويلاً فى التفكير والتردد، ولذلك ينصح الخبراء بأن تسأل المرأة نفسها أولاً عن الهدف من قرارها، وعما إذا كان العائد منه مجزياً يستحق المغامرة باتخاذه، وألا تندفع فى الحكم على الأمور قبل معرفة المعلومات الضروريَّة، ومقارنة البدائل المتاحة من دون التمسك بأفكار سابقة نجحت من قبل؛ لأنَّ نجاح كل قرار يعتمد على الظروف والملابسات المتعلقة به.
ويحذر الخبراء المرأة عند اتخاذ قرار معين بعدم فتح المجال للعواطف والمجاملات؛ لأنَّ ذلك قد يشوش على حسن الاختيار بين البدائل، وبأن تكون حياديَّة وموضوعيَّة وصادقة مع نفسها عند اتخاذ أى قرار؛ لأنَّ القرارات النابعة من المجاملة أو من العاطفة يكون مصيرها دائماً الفشل وعواقبها سلبيَّة...
نقلا عن مجلة "سيدتى"

الجريدة الرسمية