رئيس التحرير
عصام كامل

حاكموا شيوخ الفتنة

18 حجم الخط

ما حدث في زاوية أبو مسلم بمحافظة الجيزة، منذ شهور وكاد أن يتكرر منذ أيام بقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة هو نتاج تحريض بدأ منذ زمن طويل على أيدي مشايخ الفتنة وتجار الدين لحساب إحدى الدول الخليجية المعادية لإيران، والتي تقوم بتمويل أغلب الجهات التي تحرض على المسلمين الشيعة وتطلق عليهم أبشع الأسماء وأشهرها الرافضة.


وقد اتسع مجال هذا التحريض في زمن الربيع العربي، بعد أن عمت الفوضى المنطقة كلها وحاول تجار الدين ومشايخ الفتنة استغلال ذلك الوضع طلبا للشهرة ولاكتساب الرضا والمال، خصوصا أنه في ظل صعود ما يسمى بالقوى الإسلامية للحكم لم يعد هناك ما يمنع من إطلاق الحبل على الغارب في مجال التحريض وبث الكراهية ضد المسلمين الشيعة.

واستمر هذا الوضع حتى بعد سقوط نظام الإخوان في مصر وممثلهم محمد مرسي .

وقد سدت كل الطرق أمام كل المحاولات السابقة فيما كان يسمى التقريب بين المذاهب، والتي كانت شائعة بشدة في ظل النظام المصري السابق والفاسد والتي قادها عدد من كبار المشايخ في العالم العربي بالمشاركة مع عدد من شيوخ الشيعة في إيران.

والملاحظ أنه كان هناك سباق ماراثوني بين مشايخ الفتنة في الهجوم على معتنقي المذهب الشيعي من المسلمين، على الرغم من أن هؤلاء المشايخ أنفسهم تحوطهم شبهات التعامل الوثيق مع جهاز أمن الدولة المصري الأسبق وكانوا نجوم الدعوة الدينية في زمن مبارك الذي قامت عليه الثورة واستمروا نجوم الدعوة في ظل النظام السابق بقيادة جماعة الإخوان التي شجعت هذا الاتجاه لوجه المصلحة وليس لوجه الله تعالي.

ونسينا في ظل هذه الموجة من الكراهية العمياء لفريق من المسلمين اعتنقوا المذهب الشيعي، أن الشيخ شلتوت الله يرحمه سبق وأجاز الصلاة خلف الإمام الشيعي من معتنقي المذهب الإثنا عشري وهو مذهب شيعة إيران كما أن هذا المذهب نفسه أبيح تدريسه في جامعة الأزهر.

كما غاب عن أذهاننا أن كلا من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وغيرها من الجماعات ليست إلا فريقا من المسلمين له رؤية إسلامية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة وأنها كلها في الأغلب الأعم خارجة عن التيار الإسلامي العام في مذهب أهل السنة، وأنه ولا واحد منها تستطيع أن تدعي أنها تمثل صحيح الإسلام وحتى ولو ادعت ذلك فإن التناقض بين بعضها البعض يبطل هذا الادعاء.

وعليه، أطالب بمحاكمة شيوخ الفتنة من المسلمين الذين طالما حرضوا ولا يزالون على كراهية الشيعة من المسلمين بتهمة القتل في أحداث زاوية أبو مسلم سواءً بسواء من مشايخ الفتنة من المسلمين الشيعة الذين يحرضون على كراهية السنة من المسلمين.

كما يحرضون على قتل المصريين المختلفين معهم في الرأي السياسي بمن في ذلك رجال الشرطة والجيش .

وأسال الله أن يخلصنا من هؤلاء وهؤلاء بعد أن يشهر بهم ويفضحهم على رءوس الأشهاد.
الجريدة الرسمية