رئيس التحرير
عصام كامل

عقلية الصعار.. كل شىء مباح


عندما أطلق الروائي الروسي البديع فيدور دستويفسكي - 1821..1883- صرخته الشهيرة المرعبة والمعبرة عن خلاصة جوهر الإيمان وارتباطه بالتدين وتقوى الله أو الفجر والإفساد فى الأرض...(إذا لم يكن ...الله موجودا... فكل شىء مباح...من أبسط الذنوب ..إلي أكبر الجرائم...).. كان ذلك فى ختام روايته الفريدة ..الإخوة كارمازوف.. أو الإخوة الأعداء كما يعرفها كثير من المصريين والعرب عندما تم تمصيرها فى فيلم بنفس الاسم فى منتصف السبعينيات.


أدرك الروائى العبقرى حتمية وجود الله وأن الإله ضرورة حتمية فى الكون وإلا تحول العالم إلى فوضى ودماء وجريمة لا تُكبح جماحها.

أخطر شىء فى حكم جماعات.. تتقنع بالدين.. وتخفى سوءتها بقدسيته، أنه من أكبر الجرائم وأحقرها وأقذرها لأبسط الذنوب.. يتم الاعتراف بمشروعيتها، بشكل مقزز وتجارى مستفز تحت شعار .. فقه الضرورات.... فما دام الذى يقوم بالجريمة عضو فى جماعة توجت نفسها على عرش الإيمان والتدين واختصته لنفسها حصريا، فكل شىء حلال حلال حلال ... بل والقيام به جهاد فى سبيل الله . هذا ما أساء لفكرة وجود مشروع إسلامى فى مصر أو غيرها من دول العالم، فلقد جعلوا من العنف والإرهاب مرادفان للتدين، ومزجوا بحقارة شديدة بين الاستبداد والقمع وبين الحكم فى الإسلام وإذا لم يتمكنوا من حكم البشر فالدماء هى الحل .

كل شىء عندهم مباح، كما قال دستيوفسكى ماداموا خارج الحكم ومادام وثن تنظيمهم الإرهابى خارج منظومة الحكم، كل شىء، تفجير عن بعد، قتل النفس البريئة، تدمير منازل ومحال الأبرياء، تفجير النفس فى الآخرين وهم فى انتظار الحور العين لهذا الانتحارى على باب الجنة !

هذا الصعار العقلى والنفسى يكشف لنا مدى خطورة هؤلاء المرضى المصعورين عقليا ونفسيا، فمن تمكن منهم من غيره من البشر لن يرقب فيه إلا ولا ذمة ولن ينفذ فيه غير حكمه الأحمق وقضائه الأخرق الأوحد وسيبيده بكل أريحية وتدين !

فالعقلية التي أباحت ما يسمي .."بجهاد المناكحة"... فى سوريا ثم فى النهضة ورابعة والتى أضاعت فريضة الصيام فى رمضان تقوية لبنيان نساء ورجال الجماعة جهاد فى سبيل وثن تنظيمها، لفاجرة بحيث تفجر مصر كلها وليس فقط موكب وزير داخليتها بالأمس!

العقلية التي تبيح زراعة المخدرات وبيعها فى أفغانستان لتمويل جهادها المقدس وتثمن "عمليات القتل فى سيناء ضد أبناء جلدتهم لأنها مرضاة لله، لهى عقلية يجب أن يكون مكانها الطبيعى هو النفى من الأرض فى سجون محكمة لا تخرج منها للأبد حتى لا تصيب سواها بهذا الصعار العقلى المشتعل بها .

أعتقد أنه أصبح واضحا للجميع أن السجن والضرب بيد من حديد والإقصاء بحق، هو الحل لكل فاشى إرهابى يعيث فى الأرض فسادا ويعتبر أن مفتاح الحلال والحرام بيده وكل شىء لديه .... مباح، إحموا مصر والعالم من صعار يكاد يفتك بالجميع ... ارجعوهم إلى مكانهم الطبيعى وبيئتهم الملائمة لهم ... فى السجون.
الجريدة الرسمية