رئيس التحرير
عصام كامل

بالتفاصيل.. التاريخ السري لإرهاب "الإخوان".. "التفخيخ" بدأ بـ"أملاك اليهود" وسيارة وزير الداخلية تدخل موسوعة "الانتقام السياسي".. اغتيال "الخازندار" لأنه "قاسي".. ورأس "الذهبي" مقابل 60 إرهابيًا

جانب من أحداث محاول
جانب من أحداث محاول اغتيال محمد إبراهيم وزير الداخلية

رسخت المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التي وقعت صباح اليوم الخميس، مبدأ الاعتماد على الإرهاب في رد اعتبار جماعة "الإخوان"، حيث لم تكن هذه المحاولة هي الأولى لها ولن تكن الأخيرة، في رسالة للعالم تؤكد أن التعصب الدينى والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة.

واستهدف الإرهاب في مصر على مر تاريخه من خلال هجماته السوداء الكثير من المدنيين والسياسيين، وكانت تلك الهجمات في أعنف وطأتها في تسعينيات القرن الماضي، حيث تم استهداف القيادات السياسية العليا من جانب حركات الجماعات الإسلامية، سعيًا لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر.

ويمكن تقسيم تلك العمليات إلى ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 وما بعدها، ففى عام 1943 شكلت جماعة "الإخوان " جهازًا سريًا عبارة عن منظمة مستقلة للنشاط شبه العسكري تحت السلطة المباشرة للشيخ حسن البنا مرشد الجماعة، وفى عام 1948 قتل فريق من هذا الجهاز قاضى الاستئناف أحمد الخازندار انتقامًا منه على إصدار حكم وصفوه بأنه "قاسى" ضد عضو من أعضاء الجماعة.

وبعد انتصار إسرائيل في حرب 1948 على الجيوش العربية، قام الجهاز بإضرام النيران في بيوت اليهود بالقاهرة في يونيو 1948 وفى مخازن مملوكة لهم، وبعد ثورة 23 يوليو 1952 وإلغاء النظام الملكي خاب أمل الجماعة في كسب النفوذ فحاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالمنشية يوم 26 أكتوبر عام 1954.

وباتت هجمات الإرهاب في مصر أكثر عددًا وأشد شراسة في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، حيث استهدفت المسيحيين والسياح الأجانب والمسئولين الحكوميين، وفى 18 أبريل 1974 اقتحم 100 من أعضاء منظمة التحرير الإسلامية مستودع الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة واستولوا على أسلحة وعربات على أمل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وغيره من كبار المسئولين المصريين، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل وتم اعتقال 95 من أعضاء المنظمة، فضلًا عن إعدام اثنين منهم.

وفى 3 يوليو 1977 قامت مجموعة التكفير والهجرة بخطف وزير الأوقاف الأسبق محمد الذهبى للمقايضة على الإفراج عن 60 من أعضاء التكفير والهجرة من السجن، وبعد 4 أيام من عمليات الاختطاف تم قتل الذهبى والتمثيل بجثته، وفى عام 1981 وافق الشيخ عمر عبدالرحمن، المعتقل حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يكون مفتى تنظيم الجهاد، وأصدر فتوى بتشجيع سرقة وقتل الأقباط لتمويل وتقوية الجهاد ثم فر هاربًا إلى أمريكا حيث تم القبض عليه وسجنه بتهمة محاولة تدبير تفجيرات هناك.

ويتواصل هذا التاريخ الإرهابي إلى أن يقف عند حادثة المنصة التي اغتيل فيها الرئيس أنور السادات عام 1981 على أيدى متطرفين مسلمين، وبالتزامن مع اغتياله بدأ تنظيم الجهاد التمرد في أسيوط وسيطر المتمردون على المدينة في 8 أكتوبر 1981، ونجحت الأجهزة في ذلك الوقت في استعادة السيطرة عليها، ونتج عن ذلك مقتل 68 من رجال الداخلية والدفاع، وجاءت أحكام السجن على المتمردين خفيفة نسبيًا حيث لم تتجاوز 3 سنوات.

وفى 17 نوفمبر 1997 وقعت عملية إرهابية في الدير البحري بالأقصر تم وصفها بـ"مذبحة الدير البحرى أو مذبحة الأقصر"، وراح ضحيتها الكثير من زوار الدير، وضربت تلك العملية الإرهابية السياحة المصرية في مقتل، مما أثر بشكل سلبى على الاقتصاد، وعلى العلاقات بين مصر وسويسرا التي كان أغلب الضحايا من مواطنيها.

وفى عام 2004 شهدت سيناء سلسلة من التفجيرات استهدفت سيارات سياحية وفنادق، مما أسفر مقتل 34 شخصًا وإصابة 171 آخرين، كما أسفر هجومًا على فندق هيلتون طابا، الذي قاد فيه إرهابي لورى مفخخ واقتحم به بهو الفندق، عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 159، فضلًا عن انهيار 10 أدوار من الفندق، وتلى ذلك هجمات وحوادث متلاحقة بالقاهرة وشرم الشيخ ومذبحة نجع حمادى التي وقعت في يناير 2010 بجوار المطرانية وراح ضحيتها 6 مصريين مسيحيين وحارس مسلم، فضلًا عن العديد من الجرحى.

أما حادث كنيسة القديسين، الذي وقع في أول يناير 2011 بعد حلول العام الجديد بعشرين دقيقة، فقد راح ضحيته 21 شخصًا بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين.

واليوم تشكل محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حلقة جديدة من مسلسل اغتيالات وزراء الداخلية السابقين، حيث تعرض اللواء النبوى إسماعيل لمحاولة اغتيال في عام 1988 حينما أطلق متطرفون النار على شرفة منزله وفروا هاربين، كما تعرض اللواء حسن أبو باشا لمحاولة اغتيال على يد قائد تنظيم الناجون من النار، وفى محاولة اغتيال اللواء محمد عبد الحليم موسى لقي الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب آنذاك مصرعه اعتقادًا من المنفذين أنه موكب وزير الداخلية، كما تعرض اللواء زكى بدر لمحاولة اغتيال على يد أمير الجماعة الإسلامية في أفغانستان.

الجريدة الرسمية