هشام النجار يحذر: استبدال الجماعات المتطرفة لغة العنف إعلاميا إعادة لهندسة الخطر
كشف الباحث هشام النجار، المتخصص بشؤون تيارات الإسلام السياسي بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام إن خطر الجماعات المتطرفة لم يعد يتجسَّد في العمليات المسلحة أو التنظيمات العلنية بقدر ما يتموضع داخل الفضاءين الإعلامي والثقافي، بعد تراجع لغة العنف لتحل محلها لغة ناعمة تعتمد على الخطاب الحقوقي، وتعيد توظيف مفاهيم الحرية والدين والهوية في سياقات ملتبسة.
إعادة إنتاج سرديات المظلومية
وقال لفيتو: "تصاعد حضور منصات رقمية وشبكات ضغط فكرية وإعلامية تتبنّى خطابًا يبدو عقلانيًّا في ظاهره، لكنه يعيد إنتاج سرديات المظلومية، ويشكك في شرعية الدولة الوطنية لا يعكس هذا التحوّل تراجع التطرف، بل يشير إلى إعادة هندسة للخطر، حيث تنتقل المعركة من الميدان الأمني إلى ميدان الوعي، ومن الصدام المباشر إلى التأثير البطيء والمتراكم فى الإدراك الجمعي.
التحول في الخطاب الإخواني ومحاولة تقويض مفهوم الدولة الوطنية
وواصل حديثه قائلًا لم يعد الخطاب الإخواني يطرح نفسه باعتباره بديلًا للحكم، بل باعتباره «صوتًا ناقدًا» أو «حارسًا للقيم»، بينما يواصل فى العمق تقويض مفهوم الدولة الوطنية، وخلخلة الثقة في مؤسساتها، وإعادة إنتاج الفكرة نفسها بأدوات جديدة. لا يعنى هذا التحول تخلى الجماعة عن مشروعها، بل يؤكد انتقالها من مرحلة التنظيم العلني إلى مرحلة الفكرة المتخفية، ومن العمل السياسى المباشر إلى الاستثمار طويل الأمد فى الوعى واللغة والمصطلح.
الإخوان سعوا الى تحويل الإيمان من قيمة أخلاقية جامعة إلى أداة صراع واستقطاب وإقصاء
وتابع: "لم يكن سقوط جماعات الإسلام السياسى فى العقد الأخير سقوطًا عابرًا لتنظيماتٍ أخفقت فى الوصول إلى السلطة أو الاحتفاظ بها، بل كان انهيارًا لمشروعٍ كامل ادَّعى امتلاك الحقيقة الدينية، واحتكر تفسير النص، وسعى إلى تحويل الإيمان من قيمة أخلاقية جامعة إلى أداة صراع واستقطاب وإقصاء. غير أن الخطأ الأكبر يكمن فى الاعتقاد بأن هذا السقوط أنهى الخطر، أو أن الجماعات المتطرفة قد خرجت من التاريخ؛ فالمشهد الراهن يكشف بوضوح أننا أمام تحوّل نوعى فى طبيعة هذا الخطر، لا اختفاء له".
واستطرد:" لقد انتقلت هذه الجماعات من مرحلة «التنظيم الصلب» إلى مرحلة «الفكرة السائلة»، لم تعد تراهن على الهياكل الهرمية، ولا على الحشد فى الشوارع، ولا على الصدام المباشر مع الدولة، بل أعادت تموضعها داخل الفضاء الثقافى والإعلامى، مستبدلة العنف الصريح بخطاب ناعم مُتخفٍ، يُراوغ ولا يعلِن، يتسلل ولا يُواجِه. بعد أن فقدت قدرتها على الفعل السياسى المباشر، أدركت جماعات الإسلام السياسى - وفى مقدمتها جماعة الإخوان - أن المعركة الحقيقية لم تعد مع أجهزة الدولة، بل مع الوعى العام، ومن هنا تغيّر الخطاب، لا الفكرة. هنا تكمن الخطورة؛ إذ لم يعد التطرف ظاهرًا فى شكله التقليدى، بل صار أقرب إلى تفكيك بطيء لمنظومة الدولة من الداخل، عبر التشكيك المستمر فى شرعيتها، وبثّ الشكوك حول مؤسساتها، وزرع قناعة ضمنية بأن الصراع ليس حول أفكار أو برامج، بل حول «الدين ذاته».
واختتم:" أخطر ما نواجهه اليوم ليس عودة التنظيمات المسلحة، بل تطبيع الفكرة المتطرفة داخل المجال العام، عبر خطاب يبدو عقلانيًا، لكنه يحمل فى جوهره بذور الانقسام، ويغذّى الشك فى الدولة، ويُبقى المجتمع فى حالة استقطاب دائم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




