محمد رشوان: أزمة السودان تجاوزت البعد الإنساني وتهدد الأمن الإقليمي
قال الدكتور محمد رشوان، الخبير في الشأن الإفريقي، إن ما كشفه ماركوس ويرن، المسؤول الأممي عن المساعدات الإنسانية، يعكس حقيقة مأساوية للوضع في السودان، تتجاوز الإطار الإنساني لتلامس جوهر الأمن الإقليمي في محيط بالغ الهشاشة.
وأوضح رشوان أن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 لم تعد مجرد صراع عسكري بين أطراف متنازعة، بل تحولت إلى عملية استنزاف شاملة للمجتمع والدولة معًا، حيث يدفع المدنيون، لا سيما النساء والأطفال، الثمن الأكبر في ظل انهيار منظومات الحماية والخدمات الأساسية.
وأكد في تصريحات خاصة لـ فيتو أن اتساع رقعة القتال وتحول المدن إلى ساحات اشتباك مفتوحة دفع ملايين السودانيين إلى النزوح القسري، ليواجه السودان بذلك أكبر أزمة نزوح داخلي وخارجي في العالم المعاصر.
وأشار إلى أن هذا النزوح لا يمكن فهمه فقط باعتباره نتيجة إنسانية للحرب، بل يعد مؤشرًا خطيرًا على تفكك الدولة وتآكل قدرتها على بسط السيطرة الإقليمية وتوفير الحد الأدنى من الأمن لمواطنيها.
وأضاف أن استهداف البنية التحتية، وتدمير المستشفيات، وتعطيل سلاسل الإمداد الغذائي، إلى جانب غياب مؤسسات الحكم الفاعلة، كلها عوامل دفعت السكان للبحث عن الأمان داخل السودان أو خارجه.
ومع غياب أفق سياسي واضح لإنهاء الحرب، تتجه الأزمة نحو مزيد من التعقيد، حيث يتحول النزوح من حالة مؤقتة إلى واقع طويل الأمد، بما يحمله من آثار اجتماعية وأمنية عميقة.
وأشار رشوان إلى أن السيناريو المرجح على المدى المنظور يتمثل في استمرار النزاع بوتيرة متقطعة أو متصاعدة، ما يعني زيادة أعداد النازحين وتوسع رقعة المناطق المتأثرة، خاصة في الأقاليم الطرفية والمناطق الحدودية.
وحذر من أن هذا الوضع يعزز احتمالات المجاعة، ويفقد البلاد رأس المال البشري، ويخلق جيلًا محرومًا من التعليم والرعاية الصحية، بما يهدد بإعادة إنتاج العنف وعدم الاستقرار حتى في حال توقف الحرب مستقبلًا.
أما السيناريو الأقل سوءًا، المتمثل في تهدئات جزئية أو عودة محدودة للنازحين، فيبقى – بحسب قوله – هشًا وغير قابل للاستدامة في ظل غياب دولة قادرة على إعادة الإعمار وبسط سيادة القانون.
ولفت الخبير في الشأن الإفريقي إلى أن الأخطر في أزمة النزوح السوداني هو امتداد آثارها خارج الحدود الوطنية، لتطال أمن دول الجوار بصورة مباشرة، فالتدفقات البشرية الكثيفة نحو دول مثل تشاد، وجنوب السودان، وإثيوبيا، ومصر، تفرض أعباء إنسانية واقتصادية هائلة على دول تعاني بدورها من هشاشة بنيوية وضغوط تنموية، ومع محدودية الموارد وضعف البنية التحتية في مناطق الاستقبال، تنشأ توترات اجتماعية بين المجتمعات المحلية واللاجئين، قد تتحول إلى بؤر صراع تهدد الاستقرار الداخلي.
وأوضح أن النزوح يخلق كذلك بيئة مواتية لتنامي الأنشطة غير المشروعة عبر الحدود، من تهريب السلاح والبشر إلى توسع شبكات الجريمة المنظمة، فضلًا عن احتمالات تسلل جماعات مسلحة أو متطرفة تستفيد من الفوضى وضعف الرقابة الحدودية، ومع مرور الوقت، قد يتحول النزوح من أزمة إنسانية إلى عامل مسرّع لإعادة تشكيل خرائط التهديد الأمني في الإقليم، لا سيما في مناطق الساحل والقرن الإفريقي.
واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أن أزمة النزوح في السودان لم تعد شأنًا داخليًا أو ملفًا إنسانيًا معزولًا، بل أصبحت عنصر ضغط مباشر على منظومة الأمن الإقليمي بأكملها.
وحذر من أن الاستمرار في التعامل معها بمنطق الإغاثة فقط، دون معالجة الجذور السياسية والعسكرية للصراع، ينذر بتحول السودان إلى بؤرة دائمة لعدم الاستقرار، تمتد تداعياتها إلى دول الجوار وتعيد إنتاج دوائر العنف والهشاشة في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




