رئيس التحرير
عصام كامل

رغم وقوعهما بإحدى أكثر مناطق العالم جفافا.. التغيرات المناخية تجبر عمان والإمارات على اتباع تقنيات حديثة لمواجهة الفيضانات.. مسقط تشييد السدود ودبي تبني أنظمة دفاعية لمواجهة الأمطار الغزيرة

وادي الحواسنة في
وادي الحواسنة في عمان
18 حجم الخط

على الرغم من أن سلطنة عمان والإمارات من بين أكثر المناطق جفافا في العالم، إلا أن التغيرات المناخية جعلت منهما هدفا لفيضانات لم تشهدها كلا الدولتين على مدى تاريخها الطويل.

وفي تقرير نشرته جريدة "واشنطن بوست"، تسعى الدولتان بقوة للتعامل مع التغيرات المناخية باعتبارها واقعا، والعمل على الحد من مخاطرها.

تقول الجريدة: "إن القرويين من كبار السن في عمان اعتادوا إطلاق النار لتنبيه من يعيشون في اتجاه مجرى النهر بأن المياه قادمة، ولكن الأمور تغيرت، ولم يعد هناك أي إنذار سوى السماء المظلمة باستمرار والتي تنبئ بأن أمطارا تعادل أكثر من عام ستهطل قريبا على قراهم.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لدولة الإمارات والتي شهدت في إبريل 2024 سقوط أكبر كمية من الأمطار منذ بدء السجلات قبل 75 عاما. 

فقد أغرقت مترو الأنفاق في دبي، وأغرقت مطارها (ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم)، وأدت إلى تخضير الصحراء بشكل ملحوظ يمكن رؤيته من الفضاء بعد أشهر، بحسب "واشنطن بوست".

أنظمة دفاعية لمواجهة الأمطار الغزيرة

لعقود طويلة، كان أهالي مدينة سمد الشان العمانية على دراية بأوقات هطول الأمطار، واحتفظ العديد منهم تقليديا بمنزلين، أحدهما تحت سعف النخيل في حرارة الصيف، والآخر في سفوح التلال بعيدا عن الأذى في أمطار الشتاء، لكن كثيرين صدموا من السرعة التي تحول بها الوادي إلى نهر هائج.

خريطة تكشف التغيرات المناخية في عمان والإمارات
خريطة تكشف التغيرات المناخية في عمان والإمارات

ووفق بيانات الغلاف الجوي العالمي، فإن عمان وجيرانها، غير المعتادين نسبيا على أن تصبح السيول أكثر شيوعا، غالبا ما تأخذهم التغيرات المناخية على حين غرة، ما دفعها إلى إعادة النظر في بيئتها المتغيرة؛ حيث شرعوا في بناء مجموعة من السدود، والقنوات، ومواقع الإخلاء، وأنفاق ضخمة لمياه الأمطار، سعيا إلى تصميم أنظمة دفاعية لمواجهة المشكلة المتزايدة المتمثلة في الأمطار الغزيرة.

عمان تواجه مزيدا من الأعاصير المتكررة

في يونيو 1890، ضرب إعصار استوائي شاطئ منطقة الباطنة على الساحل الشمالي لعمان، مخلفا وراءه دمارا ومقتل أكثر من 700 شخص. وعلى مدار القرن التالي، نادرا ما تصل مثل هذه العواصف التي تبلغ قوتها الإعصار والتي تشكلت في بحر العرب أو خليج البنغال إلى اليابسة في عمان.

وفي السنوات الـ126 بين عامي 1881 و2007، ضربت عمان ستة أعاصير فقط -أو كانت على مسافة 60 ميلا من البلاد- وفق بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. 

لكن التغيرات شقت طريقها إلى الخريطة المناخية العمانية؛ حيث ضرب إعصار جونو العاصمة مسقط في عام 2007، مسجلا رقما قياسيا من الرطوبة فوق العاصمة، مما أسفر عن مقتل حوالي 50 شخصا، وأضرار بأكثر من 4 مليارات دولار؛ ومنذ ذلك الحين، تتعرض عمان إلى الأعاصير بصورة سنوية تقريبا، وفق خبير الأرصاد الجوية والمحاضر في جامعة السلطان قابوس في مسقط خالد الجهوري.

تعاني عمان من عدم وجود أنهار دائمة

تتعرض مساحات واسعة من عمان لأقل من 4 بوصات من الأمطار في المتوسط سنويا، وهي من بين أقل المعدلات في أي دولة في العالم. ويحصل العمانيون على معظم مياه الشرب من محطات تحلية المياه التي تقوم بتصفية مياه المحيطات؛ حيث لا يوجد في عمان أنهار رئيسية دائمة، وتلجأ السلطات العمانية إلى بناء العديد من المجتمعات على طول الأودية، والتي غالبا ما تحتوي على ينابيع أو مياه جوفية يمكن الوصول إليها، وتمتلئ عند هطول الأمطار.

ولكن مع ارتفاع حرارة المناخ، وامتصاص العواصف البحرية لمزيد من الرطوبة من البحار الساخنة، تتغير كمية الأمطار وتوزيعها؛ ففي  حين انخفض عدد الأيام الممطرة، تقع الأحداث المناخية المتطرفة في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى ارتفاع إجمالي هطول الأمطار. 

الاستعانة بالمسيرات لتتبع خريطة تضاريس وادي الحواسنة

يقول عميد البحث العلمي في جامعة السلطان قابوس غازي الرواس: " أدى إعصار 2021 إلى سقوط نحو 18 بوصة من الأمطار على أجزاء من الساحل الشمالي، أي أكثر من ستة أضعاف المتوسط السنوي. 

وتدفقت المياه عبر وادي الحواسنة -وهو ممر صخري يقع على بعد ساعتين شمال غرب العاصمة- ودمر الإعصار أكثر من 300 منزل وأغرق منطقة ساحلية يسكنها نحو ربع السكان.

مياه تتدفق جراء الفيضانات في عمان
مياه تتدفق جراء الفيضانات في عمان

في مواجهة تلك التداعيات، لجأت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية إلى استخدام طائرات بدون طيار (مسيرات) لرسم خريطة تضاريس وادي الحواسنة المتغيرة، وعملوا على تطوير نموذج ذكاء صناعي معقد للتنبؤ بهطول الأمطار، وكمية المياه التي ستظهر في الوادي.

عمان تسعى لتشييد مزيد من السدود

وشيدت السلطات العمانية شبكة من السدود في الجبال لمنع مياه الفيضانات من اجتياح الوديان؛ إذ إن هناك اتفاقيات لبناء 58 سدا جديدا، وتجمع بيانات تفصيلية عن نوع التربة، والطبوغرافيا، ومدى البصمة التنموية، وخصائص العواصف الصحراوية، وكل ذلك لفهم كيفية تصريف الفيضانات المفاجئة في وادٍ واحد، ووضع خريطة للفيضانات بطول عمان.

الإمارات تحاول إخضاع قوى الطبيعة الجامحة 

على عمق 200 قدم تحت شارع الشيخ زايد  في دبي، تقوم السلطات الإماراتية بحفر واد عبر ناطحات السحاب الشاهقة. 

المناطق التي يجري رصدها في الغرفة المشتركة لإدارة الفيضانات في دبي
المناطق التي يجري رصدها في الغرفة المشتركة لإدارة الفيضانات في دبي

تقول "واشنطن بوست": سيمتد عمود النفق الرئيسي، الذي يبلغ قطره 80 قدما، لأكثر من 120 ميلا. 

وتُعد هذه الشبكة تحت الأرض جزءا رئيسيا من مشروع بقيمة 8 مليارات دولار يستهدف تصريف المياه الزائدة، وتحويل جريان المياه من العواصف المطيرة المتزايدة إلى البحر، والحد من مخاطر الفيضانات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية