لغز "المعدن الأصفر".. العقود الآجلة تحلق والأسعار الفورية تدفع ضريبة "الضبابية".. لماذا يراهن المستثمرون على مستقبل الذهب؟
شهدت أسواق الذهب حالة نادرة من "التضارب السعري" اليوم الخميس؛ ففي الوقت الذي حلقت فيه العقود الآجلة مراهنة على مكاسب مستقبلية، خضعت الأسعار الفورية لضغوط بيعية كبيرة، متأثرة بحالة عدم اليقين التي خلفها الانقسام غير المسبوق داخل أروقة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
الهبوط الفوري والصعود المستقبلي
عكست تحركات أسعار الذهب، قراءة مزدوجة للمستثمرين، حيث يبدو أن السوق قد سعرت بالفعل خفض الفائدة الأخير، مما دفع للمضاربة بالبيع لجني الأرباح فور صدور القرار، بينما ظلت النظرة طويلة الأجل إيجابية، حيث تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.45%، ليتم تداوله عند 4,209.49 دولار للأونصة، متخليا عن أعلى مستوياته في أسبوع، وارتفعت العقود الآجلة تسليم فبراير، بنسبة 0.6%، مسجلة 4,249.70 دولار للأونصة.
تضارب القرارات داخل "الفيدرالي"
في خطوة غير متوقعة، عارض ستة مسؤولين في الفيدرالي الأمريكي قرار خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، مما أرسل إشارات متضاربة للأسواق حول وتيرة التيسير النقدي في المستقبل، كما أحجم جيروم باول عن تقديم جدول زمني محدد لمزيد من الخفض، مكتفيا بالإشارة إلى أن سوق العمل ليست بالقوة التي تظهرها البيانات، وأن التضخم لا يزال يتطلب الحذر.

الرهان على المستقبل رغم الضبابية الحالية
يظهر سوق العقود الآجلة تفاؤلا كبيرا مدفوعا بعدة عوامل، تتمثل في توقعات الفائدة، حيث تشير التقديرات إلى خفضين أو ثلاثة إضافية لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، لتستقر الفائدة قرب 3%، وهذا بالإضافة إلى طلب البنوك المركزية على الشراء، كما يعزز صعود الذهب التوقعات بتولي كيفن هاسيت الداعم لسياسة التيسير النقدي الشديد، رئاسة الاحتياطي الفيدرالي مستقبلا.
وتتجه الأنظار الآن صوب البيانات الاقتصادية الحاسمة لفك شفرة المسار القادم، والتي تتمثل في بيانات الوظائف والتضخم لشهر نوفمبر المقرر صدورها الأسبوع المقبل، وتقرير النمو الاقتصادي للربع الثالث من 2025، بالإضافة إلى ترجيحات الأسواق حاليا، وفقًا لأداة "فيد ووتش" تشير بنسبة 80% إلى توقف الفيدرالي عن خفض الفائدة مؤقتا في اجتماع يناير 2026، بينما يتوقع 20% فقط خفضا جديدا.
علاقة الذهب بالدولار وعوائد السندات
لم يكن انقسام الفيدرالي هو العامل الوحيد المؤثر، حيث واجه الذهب في المعاملات الفورية تضاربات معاكسة تمثلت في انتعاش طفيف لمؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، فكلما أبدى الفيدرالي ترددا في خفض الفائدة، تزداد جاذبية السندات كأداة استثمارية ذات عائد مضمون، مما يرفع الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا دوريا، وهو ما يفسر الضغط البيعي اللحظي.

ورغم التذبذب الحالي، يرى الخبراء أن ارتفاع العقود الآجلة يعكس رغبة المستثمرين في التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية المتفاقمة عالميا، وتنظر المؤسسات المالية إلى الذهب الآن ليس فقط كأداة للتحوط ضد التضخم، بل كـ 'بوليصة تأمين' ضد التوترات التجارية والسياسية المحتملة مع قرب تغيير الإدارة الأمريكية، مما يجعل التمركز طويل الأجل خيارا استراتيجيًا للمحافظ الكبرى.
مستويات الدعم والمقاومة
ويراقب المتداولون مستوى 4,200 دولار كخط دفاع نفسي هام للذهب في المعاملات الفورية، وهذا لأنه في حالة كسر هذا الحاجز لأسفل قد يفتح الباب لمزيد من التصحيح نحو 4,150 دولار، في المقابل، يمثل مستوى 4,250 دولار نقطة مقاومة كبيرة، واختراقها قد يمهد الطريق لاستهداف مستويات تاريخية جديدة عند 4,300 دولار للأونصة قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.
الفضة تسجل مستويات قياسية
في الوقت الذي يسير فيه الذهب بحذر، تسجل الفضة مستويات قياسية، مدفوعة بطلب مزدوج، فبالإضافة لكونها معدنا نفيسا، تستفيد الفضة بقوة من التوقعات بنمو القطاع التكنولوجي والصناعي العام المقبل، خاصة في صناعة الرقائق والطاقة النظيفة، هذا الأداء المتفوق للفضة يعد مؤشرا إيجابيا للمعادن الثمينة ككل، وعادة ما يسبق موجات صعود جديدة للذهب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



