فكر في الاعتزال والعمل سائق تاكسي، حكايات من دفتر أحوال الكاتب الساخر أحمد بهجت في ذكرى رحيله
أحمد بهجت، كاتب ساخر كتب برنامج كلمتين كناقد اجتماعي، وكاتب إسلامي أيضًا، فمن ينسى له قصص الأنبياء، صوفي النزعة لقب بالصوفي الساخر والفيلسوف الساخر، بدأ حياته العملية في مجلة الجيل ثم انتقل إلى أخبار اليوم ليتعرف على زوجته الصحفية سناء فتح الله ويتزوجها، وفي النهاية ضمه هيكل إلى الأهرام ضمن كتبة الدور السادس في الأهرام، رحل في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر عام 2011.
ولد الكاتب أحمد بهجت عام 1932، بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق، ولمع أديبًا وصحفيًّا وروائيًّا، تدرج في العمل الصحفي فبدأ أولًا في مجلة الجيل ثم انتقل إلى أخبار اليوم محررًا، وبعدها إلى مجلة صباح الخير ومنها إلى مجلة الإذاعة التي عمل بها حتى ترأس مجلس إدارتها ومجلس تحريرها ثم نائبًا لرئيس تحرير الشؤون الفنية بالأهرام وكاتبًا متفرغًا.
تمنيت أن أكون ضابطًا
ويحكي الكاتب أحمد بهجت كيف بدأ الكتابة الأدبية فيقول: كان لأمي ثلاثة أشقاء منهم الكاتب الدكتور رشاد رشدي والأخ الثاني مستشار أصبح وزيرًا في ما بعد، والثالث كان ضابط شرطة وكان صديقي وكانت أمنيتي الالتحاق بكلية الشرطة فرفضت أمي، والتحقت بكلية الهندسة ولم أستمر بسبب الرياضيات وكانت النهاية مع كلية الحقوق، تخرجت منها، وبدأت كتابة القصص وطلبت من الدكتور رشاد رشدي مساعدتي في نشرها وأرسلني إلى موسى صبري الذي قال لي صراحة نحن هنا في أخبار اليوم لا ننشر قصصًا للمبتدئين، لكن يمكنك العمل صحفيًّا، وبالفعل ألحقني بمجلة الجيل.

وأضاف أحمد بهجت: كان أول تحقيق صحفي لي مع الزميلة أمينة شفيق وقت العدوان الثلاثي، ذهبنا إلى بورسعيد متنكرين ارتدت أمينة زي فلاحة وارتديت أنا ملابس صياد سمك وشنبًا طويلًا وطاقية الصياد، وعملنا تحقيقًا أبرزنا فيه مواهبنا وكان عندنا حس وطني تجاه البلد، ونشر الموضوع على صفحات الجيل، ولما رآه مصطفى أمين قال: ده مش ممكن يكون صحفي دا عربجي مولود في إصطبل، وانتقلت بعدها إلى أخبار اليوم، فتوقفتُ عن الكتابة الأدبية والقصص القصيرة لأن الصحافة زوجة غيورة إما أن يعطيها المرء جهده كاملا وإما أن تعطيه هي ظهرها، فتفرغت للكتابة الصحفية وقل إنتاجي الأدبي.
الصوفى الساخر
عشق أحمد بهجت الصوفية واتخذها منهجه حتى إنه لقب بالصوفي الساخر، وتأثره بفلسفتها في كتبه وحياته، حتى إنه قرأ وهو طالب للصوفيين الكبار ومنهم ابن عربي، والغزالي، وعن الصوفية في حياته يقول: تعلمت منها فكرة التعاون بدلًا من المنافسة، ما دام الهدف واحدًا، ولم يحب فكرة الصراع أو القتال، ووجد أن الأفضل هو التعاون، وإذا كان العالم محتاجًا إلى الحب فهو محتاج إلى الصوفية فالتصوف في جوهره حب، ومعظم مشاكل العالم تنبع من الكراهية والاعتقاد الواهم بأن جنسنا أفضل الأجناس وعقيدتنا أفضل العقائد مثل "المصري كريم العنصرين"، والصوفية فكرة يحتاج إليها العالم اليوم أكثر من حاجته إليها في أي وقت مضى.

أثرى أحمد بهجت المكتبة العربية بمؤلفات متنوعة وصلت إلى أربعين كتابًا منها القصص الصغيرة وروايات الأطفال، وتعتبر قصص الحيوان في القرآن أشهرها ومن مؤلفاته أيضًا: أنبياء الله، قميص يوسف، أحسن القصص، مذكرات صائم، مذكرات زوج، ثانية واحدة من الحب، الصوفي الساخر، تأملات في عذوبة الكون، تحتمس 400 بشرطة. التي تخيل فيها أن مصر أطلقت أول صاروخ إلى القمر فكتب قصة تجري أحداثها عام 2050 تبدأ من قاعدة زينهم الفضائية".

كتب الكاتب أحمد بهجت في الإذاعة برنامجًا من أشهر البرامج وهو "كلمتين وبس" قدمه يوميًّا الفنان فؤاد المهندس، يحمل البرنامج نقدًا اجتماعيًّا بطريقة السخرية من الأوضاع، كما كتب فيلمًا واحدًا للسينما هو "أيام السادات"، وحصل على وسام الفنون من الدرجة الأولى عنه وعلق بنفسه على الوسام قائلًا: "هو في تصوري جائزة للفن المصري الجاد".
كلمتين وبس نقد اجتماعي
وعن برنامج “كلمتين وبس” يقول أحمد بهجت إن المخرج يوسف حجازي أقنعه بالكتابة للإذاعة، وأن يتناول نقد المجتمع، وتنبيه الناس إلى الكثير من العيوب في حياتنا، والتي تجعلنا العادة لا نشعر بها.
عن الكتابة السينمائية يقول أحمد بهجت: ليست الكتابة السينمائية كالكتابة للصحف أو تأليف كتاب، أي أن الكاتب الذي يكتب للصحف لا يستقبل من قرائه رد فعل مباشر على ما يكتبه، وتبقى القراءة عادة مثل جبال الثلج العائمة وخمسها هو الظاهر على السطح وأربع أخماسها غائرة تحت سطح الغموض والصمت، ولهذا يتمتع كاتب الصحف أو مؤلف الكتاب بحرية لا تعطيها السينما التي يكون بها رد الفعل سريعا، غير أن استمتاعه بالحرية يخسر شيئا مهمّا، ومهما قيل عن الحياة والكتب فسوف يظل المعلم النهائي للكاتب هو هذا الجمهور الذي يقرأ له ويشاهد إنتاجه.
يرفض التكنولوجيا والصحافة الإلكترونية
رفض الكاتب أحمد بهجت الصحافة الإلكترونية، وقد أعلن ذلك صراحة في كتاباته فكتب يقول: هناك موجة حول تحويل الصحافة الورقية إلى إلكترونية، أرى أنه إذا اختفى ورق الصحف وأصبحت الصحافة الإلكترونية هي السائدة سأفكر لحظتها في الاعتزال والتقاعد، وربما حولت سيارتي إلى تاكسي واشتغلت عليها، وتوقفت عن الكتابة رافعًا الشعار "لا للصحافة الإلكترونية".
نهاية المشوار وانتظار الموت
وعن نهاية مشوار الحياة يقول أحمد بهجت: أما وقد بلغت الكبر وبلغت المعاش الأمر الذي حاولت تجاهله، لي صديق متشائم يقول لي وأنا قد تخطيت سن الشباب: “لقد اقترب يوم قيامتك استعد لها بتربية ذقنك وارتياد المساجد وقضاء الوقت في الصلاة"، وصديق آخر متفائل يقول لي: “إن الحياة تبدأ بعد الستين”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
