رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

57 عامًا على رحيل صاحب أطول لسان! (1)

18 حجم الخط

منذ خمسة أيام فقط مرت الذكرى السابعة والخمسين على رحيل واحد من ألمع الصحفيين، وأطولهم لسانا لاذعا، لم يفلت منه أحد من الفنانين في عهده، وبرع في كتابة الأغاني والقصص والسيناريوهات والحوارات على مدى نصف قرن، وحتى رحيله في 29 نوفمبر 1968، إنه الصحفي الكبير جليل البنداري الذي يمثل إنتاجه مفاجأة كبرى للأجيال الإعلامية التي لم تعاصره، إذ اتسم أسلوبه بالسخرية والتهكم الفلسفي، وتغنى بكلماته أعظم رموز الغناء في مصر..

بدأ جليل البندارى مشواره موظفا فى مصلحة التليفونات لينتقل إلى العمل الصحفي، ويكون صاحب مدرسة جديدة في النقد الفني تعتمد على تعقب حياة النجوم والصحفيين مهما كانت أسرارهم، بدأ مشواره الصحفي في أخبار اليوم وآخر ساعة، بتحرير باب باسم: أنا والنجوم، وله عمود ثابت آخر باسم: ليلة السبت.. وضع العديد من المؤلفات وجميعها سيرة ذاتية وأسرار للفنانين؛ أشهرها كتابه: جسر التنهدات، عن حياة الفنان عبد الحليم حافظ.

هو صاحب أطول لسان صحفى وهو الحاضر الغائب، لم يفلت من لسانه أحد من فنانى وفنانات وكتاب وصحفيى مصر في عهده.. تميز بأسلوبه اللاذع وسلاطة اللسان بحيث أن الفنانة تحية كاريوكا كانت تقول عنه إنه جليل الأدب وإحنا بنداري عليه.. 

كان جليل البندارى أول من أطلق الألقاب على الفنانين، فقال عن عبد الحليم حافظ: العندليب الأسمر، ووصفه بجسر التنهدات، وأطلق على محمد عبد الوهاب: طفل النساء المدلل عام 1958، وأطلق على أم كلثوم: معبد الحب ثم كوكب الشرق، وهو الذى أطلق على تعاون أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في أغنية إنت عمري لقاء السحاب.

كان واحدا من ألمع الصحفيين وأكثرهم شهرة علي مدي ما يقرب من أكثر من نصف قرن، وعرفه قراء أخبار اليوم جيدا بسبب تحريره لمئات المقالات والموضوعات الفنية وهو جد المخرج السينمائي أحمد البنداري.

اتُّهم جليل البندارى بأنه كان في نقده يتهكم على الفنانين ولذلك كان الجميع يتلاشى لسانه، فمثلا كان يصف المطربة نجاة الصغيرة بالموجة القصيرة، لقصر قامتها على سبيل السخرية، كما وصفها بالتمثال الساكن وهى تغنى أغنية لا تكذبى، ورفعت ضده قضايا متعددة في المحاكم.

حتى الملكة نفرتيتى لم تسلم من لسانه فكتب فى أحد مقالاته أن التمثال ليس للمملكة الشهيرة لكنه لفلاحة مصرية عادية تشبه الملكة، جاء ذلك للتهوين من شأن التمثال، ردا على رفض هتلر رد التمثال إلى مصر.. 

لم تقف موهبة جليل البنداري عند كتابة الأغاني فقط، بل كتب القصة والسيناريو والحوار لعدة أفلام، بداية هذه الأعمال عام 1945، حيث كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم الآنسة حنفي لإسماعيل ياسين، وتوالت بعد ذلك أعماله في مجال الكتابة السينمائية؛ فكتب حوار فيلم الشاطر حسن عام 1948، ومن أبرز الأفلام التي قدمها كتابة قصة فيلم مبة كشر عام 1974، وشفيقة القبطية، والعتبة الخضراء، وموعد مع إبليس، والعقل زينة.

ويقول الباحث سيد محمود المتخصص في الشئون الثقافية في بحثه علي لسان جليل البنداري: "لو كنت تقرأني على ضوء شمعة فأنا مفرح الحزانى، أنا مضحك المكلومين، أنا فيلسوف الكلمة الصحافية".. هكذا وصف الصحفي المصري الراحل جليل البنداري (1916- 1968) نفسه قبل أيام من رحيله.

وأخيرًا أعادت دار نشر مصرية جديدة، هي دار كلمة، نشر عملين من بين أشهر أعماله هما: عبد الوهاب.. طفل النساء المدلل، وراقصات مصر.. مآسي صانعات البهجة. وتنوي الدار مواصلة نشر بقية مؤلفاته في القريب، وأشهرها عبدالحليم حافظ على جسر التنهدات، بحسب إعلان مؤسسها الصحفي وائل لطفي.

يمثل إنتاج البنداري مفاجأة كبرى للأجيال التي لم تعاصره، إذ اتسم أسلوبه بفائض من السخرية والتهكم الفلسفي، إضافة إلى قدرة فائقة على كتابة عبارة مختزلة ومكثفة، لا تفتقر إلى الشعرية وتظل على رغم ذلك لغة صحفية بامتياز. وقد وصفه الكاتب البارز أنيس منصور في مقال يعود إلى عام 1965 بـصاحب الأسلوب الذي يشدك من السطر الأول وحتى السطر الأخير..

بدأ البنداري مسيرته الإبداعية بكتابة الزجل والشعر الشعبي على خطى الشاعر بيرم التونسي، الذي عده من بين أساتذته الذين أقر لهم بالفضل الفني. وعمل موظفًا في مصلحة التليفونات قبل أن يقدم مجموعة أغنيات ناجحة كانت أولاها أغنية بعنوان وأنا مالي يا بوي، التي غناها المطرب محمد عبدالمطلب في فيلم الجيل الجديد للمخرج الرائد أحمد بدرخان.. 

ثم كتب للمطربة ليلى مراد أغنية نالت نجاحًا كبيرًا هي منايا في قربك.. ويعرف الجمهور من بين أعماله أغنيات أخرى مثل تمر حنة لفايزة أحمد، وسوق على مهلك سوق ودبلة الخطوبة للمطربة شادية وتاكسى الغرام لهدى سلطان وعبد العزيز محمود.

وعلى رغم من النجاح الذي تحقق له كشاعر غنائي فضل العمل في الصحافة، بعد أن اكتشف فيه الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل موهبة محرر فني قابلة للنمو، وكلفه تحرير صفحات الفن في مجلة آخر ساعة خلال الخمسينيات. 

تأثر البنداري كثيرًا بحداثة أسلوب الصحفي البارز محمد التابعي وتجنب الثرثرة البلاغية، ومال ناحية المدرسة الصحفية التي تميز أبناء مؤسسة أخبار اليوم التي أسسها الأخوان علي ومصطفى أمين، وكانت تقوم على تتبع الأخبار وصياغتها بطريقة فريدة. ويقال إن البنداري دخل مكتب مصطفى أمين لإصلاح تليفونه وخرج ومعه عرض بالعمل معهن بعد أن أظهر مواهبه كلها أمام أحد أبرز رموز الصحافة المصرية.

للحديث بقية…

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية