خبير في الشأن الأفريقي يكشف 4 إجراءات حاسمة لمواجهة أزمة سد النهضة
قال الدكتور محمد رشوان، الخبير في الشأن الأفريقي، إن الآثار السياسية لـ سد النهضة على مصر والسودان تمثل قضية معقدة وحساسة، تتداخل فيها أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية تؤثر بشكل مباشر على علاقات الدول الثلاث: مصر، السودان، وإثيوبيا، إلى جانب تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي.
وأكد رشوان أن سد النهضة الإثيوبي، الذي تم افتتاحه في سبتمبر 2025 بوصفه أكبر سد في أفريقيا، أصبح مصدرًا رئيسيًا للتوتر في منطقة القرن الأفريقي وغربها، خاصةً في ظل استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في ملء وتشغيل السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب.
وأضاف أن مصر ترى في هذه الإجراءات تهديدًا مباشرًا لأمنها المائي وسيادتها الوطنية، في حين يواجه السودان مخاطر فيضانية حقيقية بسبب التدفقات المائية غير المنسقة، رغم اعتماده الكبير على مياه النيل في تأمين احتياجاته من المياه والزراعة.
الحكومة المصرية وضعت استراتيجيات للتعامل مع الأزمة
وأضاف الدكتور محمد رشوان، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن سد النهضة أثار مخاوف كبيرة في مصر بشأن الأمن القومي المائي، مما وضع الحكومة المصرية تحت ضغوط متزايدة للرد من خلال مسارات دبلوماسية وأمنية.
وأوضح أن الدولة المصرية اعتمدت حزمة من الاستراتيجيات للتعامل مع هذه الأزمة، شملت إطلاق تحذيرات على المستوى الدولي، وتكثيف التحركات عبر القنوات الدبلوماسية، إلى جانب رفع جاهزية السد العالي لمواجهة أي تغيرات محتملة في تدفقات المياه.
وأشار رشوان إلى أن قضية السد أصبحت محورًا أساسيًا في الخطاب السياسي والإعلامي داخل مصر، ما انعكس على الحالة الداخلية من حيث زيادة الوعي الشعبي بخطورة الملف، ودفع باتجاه تحركات سياسية متسارعة لضمان أمن البلاد واستقرارها في مواجهة هذا التحدي الإقليمي.
التأثيرات السياسية على السودان كدولة مصبّ ثانٍ
وواصل الدكتور محمد رشوان حديثه، مشيرًا إلى أن السودان، باعتباره دولة المصب الثانية بعد مصر، يواجه تحديات كبيرة نتيجة لتغير أنماط تدفق المياه الناجمة عن إدارة سد النهضة. وأوضح أن الفيضانات المتكررة في الأعوام الأخيرة، رغم ارتباطها جزئيًا بالأمطار الموسمية، إلا أن تصريف المياه من سد النهضة لعب دورًا بارزًا في تفاقم الأزمة، ما تسبب في غرق عدد من القرى وتشريد السكان وتعطيل البنية التحتية.
وأضاف أن هذه التداعيات أوجدت ضغوطًا سياسية داخلية على الحكومة السودانية، وفتحت الباب أمام انتقادات شعبية واسعة تتعلق بغياب التنسيق مع الجانب الإثيوبي، وضعف القدرة على إدارة الأزمة.
وحذر رشوان من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية القائمة في السودان، ويُهدد بشكل مباشر الأمن الغذائي والمائي للبلاد، مما ينذر بحالة من عدم الاستقرار السياسي الداخلي، خاصة في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث يُنظم إدارة السد وتوزيع الموارد المائية، ويستند إلى الاتفاقيات الدولية المنظمة لمياه الأنهار العابرة للحدود.
وأضاف أن إثيوبيا، من جهتها، تنظر إلى سد النهضة باعتباره مشروعًا تنمويًا محوريًا لدعم اقتصادها الوطني، وترفض أي تدخل يُقيد سيادتها في إدارة مواردها المائية. وأشار إلى أن هذا الموقف الإثيوبي ألقى بظلاله على مسارات التفاوض، وأعاق التوصل إلى اتفاق قانوني شامل يضمن مصالح جميع الأطراف.
وأوضح رشوان أن العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، من بينها الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، حاولت التدخل والقيام بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، إلا أن هذه الجهود لم تُثمر حتى الآن عن توافق كامل أو حلول عملية.
وأكد أن أزمة سد النهضة لم تعد مجرد خلاف فني أو قانوني، بل تحولت إلى قضية جيوسياسية تمس استقرار منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ككل، بما يحمله ذلك من انعكاسات على الأمن الإقليمي والتعاون الدولي في قضايا المياه والتنمية.
الإجراءات المطلوبة من مصر
رشوان يطرح 4 إجراءات استراتيجية لمواجهة أزمة سد النهضة
وتابع الدكتور محمد رشوان، الخبير في الشأن الأفريقي، حديثه مؤكدًا أن التعامل مع أزمة سد النهضة لا يجب أن يقتصر على المسارات السياسية فقط، بل يتطلب حزمة من الإجراءات المتكاملة على المستويات الفنية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية، لضمان حماية الأمن القومي المائي المصري وتقليل الآثار السلبية. وقد حدد أربعة محاور رئيسية يمكن لمصر التحرك من خلالها:
1. الإدارة الفنية والميثاق المائي
الرصد اللحظي والتنبؤ: دعا رشوان إلى اعتماد نظام حديث للرصد اللحظي لتدفقات نهر النيل، باستخدام تقنيات الأقمار الصناعية والنماذج الهيدرولوجية المتطورة، بما يسمح بتوقع دقيق للتغيرات وتحليل أسباب ارتفاع مناسيب المياه.
تشغيل ديناميكي للسد العالي: أوصى بتشغيل مرن للسد العالي ومفيض توشكى كأدوات لتفريغ المياه تدريجيًا ودرء مخاطر الفيضان، مع العمل على صيانة البنية التحتية المرتبطة بها.
تحديث البنية المائية: شدد على ضرورة إصلاح قناطر النيل مثل إدفينا ونجع حمادي، وحماية أراضي الطرح، وتوسيع شبكة الترع لاستيعاب المياه المتدفقة والحد من الأضرار.
التحذير والإخلاء المبكر: طالب بوضع خطة شاملة لتحذير سكان أراضي الطرح، خاصة في محافظات الدلتا مثل البحيرة والمنوفية، وتنفيذ عمليات إخلاء دورية للمناطق المعرضة للغمر.
2. السياسات الاقتصادية والاجتماعية
تعويض المتضررين: أوصى بإنشاء آليات مالية لتعويض المزارعين المتضررين من التقلبات المائية، مع دعم الزراعة المقاومة للملوحة وتأمين الأمن الغذائي.
صندوق للطوارئ: اقترح إنشاء صندوق طوارئ مخصص للأزمات المائية والكوارث الطبيعية، لتغطية التكاليف الطارئة وتقليل الخسائر الاقتصادية.
مشروعات تنموية مستدامة: أكد على ضرورة استغلال المياه الفائضة من خلال تطوير نظم الري الحديث، والزراعة الصحراوية، وتحلية المياه الجوفية، بما يحول الأزمة إلى فرصة تنموية.
3. الأبعاد السياسية والدولية
تصعيد دبلوماسي: شدد على ضرورة التحرك في المحافل الدولية، مثل مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، لتسليط الضوء على المخاطر التي يفرضها السلوك الإثيوبي الأحادي في إدارة السد.
مفاوضات ملزمة: دعا إلى استئناف مفاوضات جادة تؤدي إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل السد وتدفقات المياه، مع تضمين آليات إنذار مبكر وخطط طوارئ مشتركة.
4. تعزيز القدرات الوطنية
الرقمنة وبناء الكوادر: طالب بتطوير قاعدة بيانات مركزية للمياه وتدريب الكوادر الفنية على إدارة الأزمات المائية بكفاءة.
التوعية المجتمعية: أكد على أهمية توعية المواطنين بمخاطر الفيضانات، وتدريبهم على سبل التعامل مع التغيرات المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية والزراعية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




