هل تتوافق الرؤية المصرية مع الخطة الأمريكية لوقف حرب غزة؟.. ورقة ترامب تنص على انسحاب إسرائيلي تدريجيا وضمانات بعدم ضم الضفة.. والقاهرة تؤكد أهمية وقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإعادة الإعمار
كشفت أزمة الحرب المتواصلة في قطاع غزة عن ملامح حالة جديدة من تلاقي الرؤى بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، حول وحدة الهدف في وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع، بعد أربعة أشهر من التعنت الإسرائيلي الذي حال دون دخول المساعدات، في محاولة للضغط على سكان غزة لتنفيذ مخطط التهجير القسري.
في تحول لافت، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفقة مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، إلى قادة الدول العربية والإسلامية، "خطة من 21 نقطة" تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، ووضع تصور لما بعد حكم حركة حماس، وهي المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب خطة متكاملة لإنهاء الصراع في القطاع.

الخطة الأمريكية الجديدة، التي أعلنها ترامب خلال اجتماع مغلق مع عدد من الزعماء العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تضمنت دعوة صريحة إلى إنهاء فوري للحرب، معتبرًا أن استمرارها بات يعزل إسرائيل دوليًا ويقوض فرص تحقيق استقرار إقليمي.
وقال ترامب خلال الاجتماع: "الحرب يجب أن تنتهي بشكل عاجل، وكل يوم إضافي في هذا الصراع يجعل من الصعب على أي طرف تبرير استمراره أمام العالم".

وجاءت أبرز ملامح الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة كالتالي:
الإفراج الفوري عن جميع الأسرى.
وقف إطلاق نار دائم وملزم لجميع الأطراف.
انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة.
إنهاء حكم حماس بشكل سلمي ومنظم.
نزع سلاح الفصائل المسلحة في القطاع.
عرض عفو مشروط على قادة حماس إذا غادروا غزة.
نشر قوة أمنية عربية مشتركة لضمان الأمن الداخلي.
مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية في الشؤون المدنية.
ضمانات أمريكية بعدم ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية المحتلة.
تأسيس صندوق عالمي لإعادة إعمار غزة بمشاركة السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة.
توافق مع الرؤية المصرية
الطرح الأمريكي، الذي جاء مفاجئًا للبعض، يتقاطع بشكل واضح مع الرؤية المصرية والعربية لمستقبل غزة، والتي أكدت عليها القاهرة في عدة محافل إقليمية ودولية، حيث ترى مصر أن ما يعرف بـ"اليوم التالي في غزة" يتطلب مقاربة شاملة تتضمن: إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار فورًا، إشراف عربي – دولي على إعادة الإعمار، إدارة مدنية بقيادة فلسطينية توافقية، تجنيب المدنيين المزيد من المعاناة.
وأكدت مصر أن "قضية المساعدات الإنسانية ليست مجرد أرقام، بل هي تعبير عن التزام سياسي وإنساني"، معتبرة أن الدعم الأمريكي في هذا السياق هو رمز وتجسيد للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.

الخطة الأمريكية، رغم شموليتها، تثير تساؤلات حول مدى قبولها من الأطراف الفلسطينية، خاصة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي ورفض تل أبيب القبول بأي تسوية تُبقي على وجود فلسطيني مستقل في القطاع، في الوقت نفسه، يُنظر إلى الدعم المصري للخطة بوصفه محاولة لدفع المجتمع الدولي نحو حل سياسي شامل، يوقف نزيف الدم ويمهد لإعمار غزة وإنهاء حالة الحصار التي استمرت لسنوات.
من جهته، لم يصدر بعد رد رسمي من حركة حماس، فيما تتابع السلطة الفلسطينية المشاورات العربية والدولية الجارية لتحديد موقف موحد من الخطة.
ويبقى السؤال: هل تكون خطة ترامب هذه نقطة التحول في مسار الحرب؟ أم أنها ستواجه نفس المصير الذي واجهته مبادرات سابقة في ظل تعقيدات المشهد الفلسطيني – الإسرائيلي؟
ويشهد الملف الفلسطيني تطورًا نوعيًا في إطار المساعي الدولية لوقف الحرب في قطاع غزة، حيث برز توافق مصري–أمريكي واضح، يتجلى في تشابه بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المبادرة المصرية التي تقودها القاهرة بالتنسيق مع شركائها العرب، هذا التلاقي يعكس وحدة الهدف والرؤية بين الجانبين، خصوصًا فيما يتعلق باليوم التالي في غزة ورفض مخططات التهجير القسري.
وأكد وزير الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، أن لدى مصر مبادرة عربية واضحة المعالم، تغطي جميع عناصر ما بعد وقف إطلاق النار في القطاع، وتعتبر – حسب تعبيره – الخطة الوحيدة القابلة للتنفيذ على الأرض.
وقال عبد العاطي: "نحن على يقين أن هذه الخطة سيتم تنفيذها، ولن يكون هناك أي تهجير مهما كانت الضغوط. ما يقال عن التهجير عبر معبر رفح كلام مرفوض تمامًا. الرئيس السيسي قالها بوضوح: معبر رفح مخصص لدخول المساعدات، وليس بوابة للتهجير، ولا يوجد أي مبرر قانوني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي لذلك."
ما ورد في تصريحات عبد العاطي يتقاطع بشكل واضح مع خطة ترامب ذات الـ21 نقطة، والتي أكدت بدورها على رفض التهجير القسري للفلسطينيين، واعتبرت أن دعم الفلسطينيين في التمسك بأرضهم هو مسؤولية جماعية.
أوضح عبد العاطي أن الرؤية المصرية تتضمن ترتيبات أمنية جاهزة لليوم التالي، مشيرًا إلى وجود تفاهم عربي وإسلامي شامل، وتنسيق مستمر مع السلطة الفلسطينية، والأردن، والجهات الدولية، بل ومع الجانب الإسرائيلي في بعض التفاصيل الفنية.
وأشار إلى أن القاهرة تعمل على تمكين الشرطة الفلسطينية للاضطلاع بدورها الأمني، ويتم حاليًا تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية على الأراضي المصرية استعدادًا لذلك.
موقف مصر من نشر القوات الدولية
أكد وزير الخارجية أن مصر لا تعارض نشر قوات دولية في غزة، شرط أن يتم ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة، وأن تتضمن تلك القوات تواجدًا أمريكيًا على الأرض، بما يضفي عليها المصداقية، ويمكنها من أداء دور فعال في تمكين السلطة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها.
وضمن تفاصيل خطة ما بعد الحرب، كشف عبد العاطي أن مصر وضعت تصورًا عمليًا للمرحلة الانتقالية، حيث تم الاتفاق على 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط غير المحسوبين على أي فصيل سياسي، وجميعهم من داخل القطاع، سيتولون إدارة الشأن المدني في غزة لمدة ستة أشهر، ريثما تستقر الأمور وتتمكن السلطة الفلسطينية من تولي مهامها كاملة.
وأضاف: "لن يبدأ هؤلاء من فراغ، إذ توجد مديريات وزارات قائمة داخل غزة، وسيكون العمل من اليوم التالي مباشرة."
وعن جهود إعادة إعمار غزة، أكد عبد العاطي أن القاهرة تتحرك بسرعة لعقد مؤتمر دولي موسع خلال أربعة أسابيع من وقف إطلاق النار، بمشاركة: الأمين العام للأمم المتحدة، البنك الدولي، الاتحاد الأوروبي، السعودية وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد على أن الإعمار سيتم دون خروج أي مواطن من غزة، في تأكيد جديد على رفض التهجير القاطع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




