محمد عبد الجليل يكتب: قصة عامل النظافة الذي سرق ماكينة الصراف الآلي بـ 3 مفكات واستولى على 100 ألف جنيه.. لص بالصدفة دفعه الفقر للسرقة في لحظة يأس
كانت الفلوس، تمر أمامه كالأشباح. آلاف، عشرات الآلاف، بل ومئات الآلاف من الجنيهات تُسحب وتودع في ماكينة الصراف الآلي التي يقف أمامها كل يوم. كان يرى الأموال تدخل وتخرج، بينما جيبه لا يعرف سوى ملمس الأوراق البالية وريحة الفقر.
هو ليس موظفًا، ولا رجل أعمال، بل مجرد عامل نظافة بسيط، يمسح الأرضية التي تطأها الأقدام الثرية، ويقف على أعتاب مصرف يمتلك كل شيء، بينما هو لا يمتلك شيئًا..
اسمه "محمود"، تجاوز الأربعين من عمره، وكان يرى في أبنائه نسخة جديدة من فقره. اقترب موعد المدارس، والمصاريف تتزايد، والأبواب تُغلق في وجهه، وكرامته تتبخر مع كل نظرة عطف مشفقة. في تلك اللحظة، لم تعد الماكينة أمامه مجرد صندوق حديدي، بل أصبحت صندوقًا يحمل الأمل. الأمل في أن يشتري لأبنائه كتبًا جديدة، وزيًا مدرسيًا، ويطعمهم طعامًا لا يعرفون جوعه.
راقب محمود كل شيء بعناية فائقة. عرف كيف تُفتح الماكينة وتُغلق، وكيف تُوضع الأموال فيها. كانت تفاصيل عمله اليومي تخزن في ذاكرته، دون أن يدري أنها ستكون يومًا ما خريطة لجريمته. لم يكن لصًا محترفًا، بل كان أبًا يائسًا، مسلّحًا بثلاثة مفكات فقط.
وفي ليلة حالكة، بعد أن خيّم الصمت على الشوارع، تسلل محمود إلى خلف الماكينة. بدأ الفك، واحدًا تلو الآخر، بأصابع ترتعش من الخوف والأمل. ساعة كاملة من المحاولة والجهد، كان يفك ويربط، وكأنها عملية جراحية دقيقة. وأخيرًا، انفتحت الماكينة، وظهرت أمامه رزم النقود. لم يجد سوى ١٠٠ ألف جنيه. مبلغ كبير في نظره، لكنه لا يساوي شيئًا في نظر المصرف.
استولى محمود على الأموال، وربط الأجزاء كما كانت، وعاد إلى بيته خفية، والفرحة لا تسعه. في رأسه، لم يكن قد سرق، بل أنقذ أبناءه. نام قرير العين، يحلم بغدٍ أفضل، بوجبات ساخنة، وبملابس جديدة، وبأصوات ضحكات أبنائه في طريقهم إلى المدرسة. لكن الحلم لم يكتمل.
في الصباح الباكر، استيقظ على وقع طرقات قوية على باب بيته. كانت مباحث الجيزة. لم يستطع الهروب، ولم يفكر فيه أصلًا. كانت عيونه فارغة من أي دهشة أو خوف. وكأن القدر الذي دفعه لارتكاب الجريمة، كان ينتظره في النهاية.
لم يفكر محمود في أن كاميرات المراقبة رصدت كل حركة له، ولم يخطر بباله أن التكنولوجيا أقوى من اليأس. فقد أظهرت الكاميرات كل شيء، من لحظة وصوله إلى خروجه، كأنها تحكي قصته كاملة.
في النهاية، ألقي القبض على محمود. ليست قصة لص محترف، بل قصة أب يائس، دفعه الفقر إلى سرقة المصرف، لتنتهي حكايته خلف القضبان، ويبقى مصير أبنائه معلقًا بين الأمل والقدر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
