وزير الخارجية في أولى جلسات صالون ماسبيرو الثقافي: مخطط التهجير لن يحدث شاء من شاء وأبى من أبى.. لسنا ضد نشر قوات دولية في غزة.. ونتبع سياسة الاتزان الاستراتيجي
15 قيادة فلسطينية غير فصائلية موجودة فى القطاع وجاهزة للإدارة فورا
نعيش حالة من التحديات الخطرة على كل الجهات الإستراتيجية بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر
قلوبنا تقطر دمًا على ما يحدث في السودان..
لا يمكن تحت أي ظرف التهاون في قضية مياه النيل
فتح الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية قلبه فى حوار مفتوح بأولى جلسات صالون ماسبيرو الثقافى الذى عقد يوم السبت الماضي، باستديو أحمد زويل الذى جرى تجديده وإعادة إحيائه بعد تولى الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام.
بدا واضحا أن التجهيزات الخاصة بالصالون قد جرت على مستوى عال من الدقة من الناحية الجمالية وإبداع مهندسى الديكور بمبنى ماسبيرو، كما حظى بتجهيزات فنية دقيقة فى الصوت والتصوير مع نخبة من أبناء المبنى العتيق.

وفيما تولى الإعلامى الكبير مسعد أبو ليلة تقديم الصالون، تحدث الوزير فى كل ما يجول بخاطر المصريين عامتهم قبل خاصتهم، تناول الدكتور بدر عبد العاطى مجريات الأمور على حدودنا الشرقية والغربية وما يجرى على الساحة الدولية بكثير من الوضوح والصراحة والحسم فى الموقف المصري.

بدأ الوزير كلمته مستعرضا الأوضاع الراهنة إقليميا ودوليا بقوله:
مما لاشك فيه أننا نعيش حالة من التحديات الخطيرة ولا أبالغ إن قلت ما ذكره سيادة الرئيس أن هناك مؤامرات تحاك ضدنا فى مصر، وأيضا على منطقتنا العربية، فهناك تحديات شديدة الخطورة،تحديات وجودية وتحديات تتعلق بالأمن القومى المصرى والعربي.
وقال: إن التحديات التى تواجه الدولة المصرية، تحديات من كل الجهات الاستراتيجية الجغرافية، لم يحدث فى تاريخ مصر على الإطلاق أن اندلعت هذه الأزمات من كل اتجاه جغرافي، فهناك منطقة المشرق العربى وما تتعرض له الدولة السورية وتهديد استقرارها ووجودها، أيضا الدولة اللبنانية التى تواجه تحديات وهو ما نعمل عليه فى مصر للحفاظ على الدولة الوطنية اللبنانية، ولا نغفل قضيتنا الأولى، قضية العرب وهى القضية الفلسطينية.

وأضاف الوزير: الشعب الفلسطينى فى غزة يتعرض لمخاطر غير مسبوقة بإبادة جماعية ممنهجة، ومجاعة من صنع البشر، من صنع الاحتلال الإسرائيلى وهو تهديد مباشر لمستقبل القضية الفلسطينية، إن القتل فى غزة ممنهج، قتل فى الطريق للحصول على الطعام، منع دخول المساعدات لفترة أكثر من أربعة أشهر.
وهناك تحديات تأتينا من الغرب فهناك الأزمة الليبية وحالة الانقسام والوجود الأجنبى الذى يعد هو العنصر الأساسي فى تزايد حدة الانقسام، وأيضا وجود الميليشيات المسلحة مع وجود تيارات متطرفة تصل إلى منطقة الساحل الأفريقى وما تموج به من اضطرابات وتزايد وجود الإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة وجماعات الاتجار فى البشر وغيرها من التحديات الخطيرة.

واستعرض د. بدر عبد العاطى تفاصيل ما يجرى بقوله: إن قلوبنا تقطر دما لما يحدث فى السودان الشقيق من قتل وترويع وتجويع، ومصير الدولة على المحك بسبب التدخلات الأجنبية فى الشئون السودانية، ومن التحديات التى نواجهها قضية الوجود الأولى وهى قضية المياه، حيث لا يمكن تحت أى ظرف من الظروف التهاون فى شأن المياه.
وأضاف الوزير: أما فى المنطقة المتوسطية فإن لدينا أيضا تحديات تتعلق بترسيم الحدود البحرية خاصة فى وجود المخزونات الهيدروكربونية الهائلة سواء من الغاز الطبيعى أو غيره..كل هذه التحديات تنفجر فى وقت واحد وكما ذكر سيادة الرئيس فى احتفالية المولد النبوى الشريف أنه رغم كل المؤامرات.. علينا جميعا أن نطمئن بأن هناك دولة قوية بمؤسسات وطنية لن تسمح على الإطلاق لأى قوة على الأرض أن تمس مصالحها أو حدودها أو أمنها القومي.

وقال الوزير: إن لدينا قيادة رشيدة، واعية وقادرة وعلينا أن نثق فى أنفسنا وفى قدراتنا وإرادة هذا الشعب العظيم الذى يلتف دائما حول قيادته إزاء كل أزمة مرت بنا تاريخيا، ودورنا لا يتوقف عند حدودنا فنحن نعتز بعروبتنا وانتمائنا الإفريقي، وهو ما يفرض علينا أدوارا نقوم بها على أكمل وجه.
بعد أن استعرضنا التحديات التى تواجهنا فماذا علينا أن نفعل؟ ماهى رؤيتنا لما يجرى على الأرض؟
أجاب الوزير: المبدأ الذى استنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حفل العائلة المصرية هو الاتزان الاستراتيجي، وهو ليس مجرد عنوان ولكنه يتعلق بسياسات وآليات محددة لإدارة دفة السياسة الخارجية المصرية، وفى مقدمتها الحفاظ على الدولة الوطنية، وهو يعنى الدولة الوطنية الأقدم فى التاريخ، وهى النموذج لما يسمى بالدولة الأمة، إن هذا الشعب العريق هو أقدم شعب فى التاريخ موجود داخل حدود معروفة على امتداد أكثر من خمسة آلاف سنة.

وأضاف: إن ما يقصده الرئيس بالدولة الوطنية هو الدولة الوطنية فى إقليمنا المضطرب، سواء الإقليم العربى أو الإقليم الإفريقي، فهناك عدد من الدول للأسف الشديد بدا فيها أن الدولة الوطنية على المحك، فإذا ما اختفت الدولة الوطنية ظهر الفراغ الذى تملأه قوى التخريب.
وأضاف الوزير: لدينا المحور الثانى من الاتزان الاستراتيجى هو بطبيعة الحال احترام سيادة الدول ذلك المفهوم الذى كان راسخا ومسلما به لكن الآن هذا الأمر أصبح محل تهديد شديد، وعلى المحك فيما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة لسيادة الدول وتطور الأمر من فكرة التدخل لأغراض إنسانية ثم التدخل لحماية الأقليات ثم أخيرا التدخل لمجرد التدخل وهو ما تقوم به دولة لديها غطرسة القوة ولديها أجندتها تتدخل فى سيادة دول أخرى دون احترام أو التزام بمبادئ القانون الدولي.

واستطرد الوزير: لم يعد هناك معيار وحيد أو مكيال واحد، ظهر إلى الواقع أكثر من معيار وعشرات المكاييل التى تدار بها العلاقات الدولية
وقال الوزير: إن العنصر الثالث هو مبدأ عدم استخدام القوة فى القضايا الدولية فالآن تحكمنا شريعة الغاب، حيث لا أعراف ولا قوانين وإنما هو مبدأ البطش واستخدام القوة العسكرية وفرض أمر واقع ضد مبادئ القانون الدولي، وإزاء كل هذا الواقع المرير نعمل على حظر استخدام القوة فى حل النزاعات الدولية.

أما العنصر الرابع فهو عنصر احترام القانون الدولى الذى قد يتهكم البعض عليه والسـؤال أين ميثاق الأمم المتحدة وأين مبادئ القانون الدولى مما يحدث من أعمال قتل وتدمير وتجويع وإبادة جماعية يتعرض لها أبناء غزة؟!!
وإزاء هذا العرض الواضح وتقدير الموقف دبلوماسيا وسياسيا من جانب وزير الخارجية جاءت استفسارات الزملاء على نحو شامل بطرح أسئلة أكثر سخونة تضمنت العديد من النقاط المهمة التى تشغل الرأى العام المصرى والعربي، وقد أجاب عنها الدكتور بدر عبد العاطى قائلا: بالنسبة للنظام الدولى هناك حالة مخاض واضحة من غير المعروف حتى الآن الشكل النهائى لهذا المخاض، ولكن بالتأكيد أنه لن يكون أحادى القطبية، ولكن نظام متعدد الأقطاب وبالنسبة لنا فى مصر نتحرك وفق التوازن الاستراتيجى وهو ما يعنى الرفض الكامل للاستقطاب، وذلك ليس من أجل إرضاء الجميع ولكن سعيا لتحقيق المصالح العليا الوطنية، والانفتاح على الجميع والاستفادة من الجميع، وعلى سبيل المثال لدينا شراكات استراتيجية مع دول ليس بينها علاقات طيبة، لدينا علاقات استراتيجية مع أمريكا والصين وروسيا والبرازيل ومع جنوب أفريقيا والهند، ومسألة رفض الاستقطاب متجذرة فى السياسة الخارجية المصرية، ولن نحيد عنها.

وعن الموقف الأمريكى وعلاقتنا بواشنطن قال الوزير: إن لنا علاقات استراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقضية المساعدات العسكرية ليست رقما نردده، وإنما هى رمز وتجسيد للعلاقات المصرية الأمريكية ولعل النسخ الأخيرة التى صدرت عن مجلس النواب لأول مرة منذ سنوات تخلو من المشروطية، وهذا يعنى أن لدينا علاقات قوية، ولا يجب أن ننسى أن الإدارة الأمريكية الحالية كان لها فضل التوصل لاتفاق ١٩ يناير لوقف إطلاق النار، وهذا الأمر ليس مستبعدا تكراره.
وأضاف: أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يقدم نفسه كرجل سلام، وهو ما يعنى أن نشجع على ذلك وندعمه وصولا إلى إحلال السلام وإغلاق ملف الظلم التاريخى الذى تعرض له الشعب الفلسطيني.

وعن الرؤية العربية لليوم التالى فى غزة قال د بدر عبد العاطي: أستطيع القول إن لدينا مبادرة عربية واضحة تتضمن جميع العناصر المرتبطة باليوم التالى فى غزة، ولعلكم تتابعون تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين السابقين يتحدثون عن أن الطرح الوحيد العملى هو الطرح لا أقول المصرى بل أقول الطرح العربى الإسلامى ممثل فى الخطة المقدمة منا.
وأضاف: خطتنا هى الوحيدة القابلة للتنفيذ على الأرض، وهى التى سيتم تنفيذها ونحن على ثقة من هذا الأمر، أما مخطط التهجير فإنه لن يحدث شاء من شاء وأبى من أبى، وما يقال عن التهجير عبر رفح فهذا أمر مستحيل، وكلام الرئيس السيسى فى هذا الموضوع واضح تماما، معبر رفح لدخول المساعدات ولن يكون بوابة للتهجير، ليس هناك مبرر أخلاقى أو معنوى أو تاريخى ولا قانونى للتهجير وعلينا مسئولية دعم الفلسطينى بالتشبث بأرضه وعدم مغادرتها.

وعن ملامح اليوم التالى قال الوزير: فى نفس يوم وقف النار الخطة جاهزة، وهناك تفاهمات وهى خطة عربية إسلامية والكل متوافق عليها والترتيبات الأمنية متوافق عليها، وهناك تنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع الأشقاء بالأردن، وعلى المستوى الدولى وحتى مع الجانب الإسرائيلى وسنقوم بتمكين الشرطة الفلسطينية للقيام بدورها ونقوم على تدريب كوادر على الأراضى المصرية للقيام بدورهم وفق تلك الخطة.
وأضاف: لسنا ضد نشر قوات دولية، ولكن هناك اعتبارات محددة أن يجرى ذلك من خلال الأمم المتحدة، وأن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض حتى تكون لها مصداقية وحتى تردع الجانب الآخر، وأن يكون لها دور فى تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمسئولياتها.

واستطرد: لدينا ١٥ شخصية قيادية فلسطينية كلهم من التكنوقراط غير فصائلية موجودة داخل قطاع غزة، وسيعملون من اليوم التالي، ولن يعملوا من فراغ، فداخل غزة مديريات فى كافة الوزارات موجودة على الأرض، وسيتم ذلك لمدة ستة أشهر حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من العمل على الأرض.
وعن إعادة الإعمار قال عبد العاطي: كل رموز المجتمع الدولى أبدوا رغبتهم فى المشاركة فى مؤتمر إعادة الإعمار، وهناك دول كثيرة ترغب أن تكون راعية، وخلال أربعة أسابيع من وقف إطلاق النار تكون القاهرة جاهزة لعقد مؤتمر إعادة الإعمار، بحضور سكرتير عام الأمم المتحدة والبنك الدولى والاتحاد الأوربى والسعودية وقطر ومجلس التعاون الخليجى واليابان، وهناك تواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية وسيتم الإعمار دون خروج مواطن من غزة.

وعن موقف المجلس الوزارى العربى وإعلانه عن عدم ديمومة العلاقات مع إسرائيل قال الوزير: إن الاجتماع الوزارى العربى غير الرسمى الذى جرى مؤخرا أعلن صراحة أن الكل متفق على الوقوف ضد السياسات العدوانية ورفض التهجير والضم.
وعن الرؤية العربية المشتركة للترتيبات الأمنية قال عبد العاطي: لو قرأنا بعناية ما قرره مجلس الوزراء العربى نتيقن أن ما جاء فيه ينبئ بأمل فى عمل عربى مستقبلى فعال ومشترك، حينما تكون هناك إرادة ونوايا مخلصة، حيث أدرك الجميع أنه لا توجد دولة عربية بمأمن أو بمنأى عن التحديات التى تواجهنا، وفى الترتيبات الإقليمية لن نسمح لدولة بعينها إقليمية غير عربية أن تفرض إرادتها على المنطقة، الدول العربية هى التى تشكل الأغلبية، وهى التى اجتمعت وقررت بنودا واضحة للغاية، وسيكون لها آلية واضحة للتنفيذ وعلينا أن نتفاءل بالخير فالعمل العربى قائم لأن التحديات لا يمكن مواجهتها إلا بالعمل العربى المشترك.

وأضاف: نتواصل مع الأطراف الإقليمية غير العربية، نتواصل مع إيران ومع تركيا، فالهيمنة لا يمكن السماح بها ولن نقبلها والجميع يرفض فكرة فرض الإرادة بالقوة العسكرية، وفى مواجهة ذلك نحن أيضا قادرون على فرض إرادتنا.





ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
