رئيس التحرير
عصام كامل

40 عاما مرت على رحيل الشيخ الباقوري، أول وزير أوقاف بعد الثورة

الشيخ أحمد حسن الباقورى
الشيخ أحمد حسن الباقورى
18 حجم الخط

الشيخ أحمد حسن الباقورى، شيخ جليل ورمز الوسطية والاعتدال وسعة الأفق، كان شاعرا تميز شعره بالبساطة والوضوح،  ويدور حول الوعظ والتربية، ومن أطول قصائده “ قصيدة الإسراء والمعراج”.

وقت قيام ثورة يوليو كان عضوا بمكتب الإرشاد ونائبا للمرشد العام، وكان يكتب مقالات بعنوان “الأزهر ومنطق الثورة ” في أخبار اليوم، واختارته مجموعة ثورة يوليو وزيرا للأوقاف في أول حكوماتها، ورحل في مثل هذا اليوم 27 أغسطس 1985.

ولد الشيخ أحمد حسن الباقوري عام 1908، بقرية باقور، مركز أبوتيج أسيوط، حفظ القرآن بكتاب القرية ثم درس بالمعهد الديني، أحب القراءة وقرأ في شبابه أشعار شوقي وكتابات المنفلوطي وترجمات أحمد حسن الزيات، وحصل على العالمية النظامية بالأزهر عام 1932، وعمل مدرسا للغة العربية.

في رحاب الأزهر بدأ الشيخ الباقوري دوره في النضال الوطني، فقاد المظاهرات وهتف بمصر حرة مستقلة وطالب بالجلاء والدستور وعرف السجون والمعتقلات.

 

الباقورى مع الرئيس عبد الناصر 
الباقوري مع الرئيس عبد الناصر 

ويوم رحيله، قال عنه  شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي: الشيخ أحمد حسن الباقوري علامة بارزة في مسيرة الإصلاح الديني ورمزا من رموز الأزهر يتحلى بالتسامح الديني والأخلاق الكريمة،

أول وزير أوقاف 

بعد قيام الثورة، اختار الرئيس محمد نجيب الشيخ أحمد حسن الباقوري وزيرا في حكومة الثورة، بالرغم من أنه كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وأبلغه الكاتب مصطفى أمين أن نجيب يريد محادثته تليفونيا، وعندما عرض عليه وزارة الاوقاف سأل الباقوري مصطفى أمين الذي أبلغه انها خدمة وطنية فقبل الوزارة.

الباقورى مع كبرى بناته 
الباقورى مع كبرى بناته 

ويحكى الشيخ الباقوري في مذكراته عن ذلك ويقول: ذهبت إلى حيث يقيم المرشد الذي استقبلني بفتور شديد ووجه عابس لم أعهده منه من قبل وقصصت عليه الأسباب التي دعتني إلى قبول الوزارة، وفي مقدمتها الانقسامات التي شاعت في جو الجماعة، وقدمت استقالتي من الجماعة، وكان الهضيبي مغتبطا باستقالتي من جماعة الإخوان، ورغم ذلك زارني بعد ذلك في مكتبي ومعه بعض الإخوة وطلب مني التوسط في الصلح بين عبد الناصر والإخوان.

مع الرئيس عبد الناصر فى افطار رمضانى ببولاق 
مع الرئيس عبد الناصر في إفطار رمضاني ببولاق 

اختاره الرئيس جمال عبد الناصر مرة أخرى وزيرا للأوقاف في حكومة الوحدة عام 1958، وفي هذا يقول الشيخ الباقوري: بعد إعلان الوحدة مع سوريا اتصل بي سامي شرف، مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر، وأخبرني أن الرئيس ينتظرني مع كمال الدين حسين في قصر الضيافة بدمشق وفي اليوم التالي كنا في دمشق ونزلنا فندق أمية، غير أن الرئيس فضل أن أنزل في المكان الذي ينزل فيه لنتناقش في أمور هامة، ونزلنا قصر الضيافة وكان نصيبي حجرة مشتركة مع السادات الذي كان يقرأ كل ليلة قصائد لجبران خليل جبران على ضوء شديد لا يسمح لي بنوم مريح، وأبلغنى الرئيس عبد الناصر نبأ تعيينى وزيرا مركزيا للأوقاف وتعيين كمال الدين حسين وزيرا مركزيا للتربية والتعليم.

إقالته من الأوقاف 

وصلت وشاية إلى الرئيس عبد الناصر، أنه هوجم في بيت الباقوري ولم يرد الباقوري غيبته، ووصلت التسجيلات إلى عبد الناصر الذي دعاه إلى بيته ليسأله، ثم أقاله من الوزارة وألزمه بيته خمس سنوات، وبعد أن تأكد عبد الناصر من أن ما حدث كان افتراء لا ذنب للباقوري فيه، عين الشيخ أحمد حسن الباقوري رئيسا لجامعة الأزهر ودعاه إلى حضور حفل زواج ابنته هدى على حاتم صادق، لكن ابتعد الباقوري تماما عن السياسة حتى رحل فى مثل هذا اليوم عام 1985.

لست رجل دين 

وعن رأيه فيما اصطلح على تسميته "رجل دين" يقول الشيخ الباقوري: “لست رجل دين، فأنا لم أتخصص في الدين، لكننى فعلًا تخرجت في الأزهر والناس ينظرون إلى رجال الأزهر على أنهم رجال دين، وهذا خطأ يجب تصحيحه أن رجل الدين واسطة بين الناس وربهم وهذا المفهوم لا يعرفه الإسلام، فالإسلام يفرض على أتباعه أن يعملوا في الدنيا من أجل الدين، وكل مسلم مسئول عن الإسلام، ولا واسطة بين المسلم وبين الله”.

ثائر تحت العمامة 

فى كتابها “ثائر تحت العمامة” للكاتبة نعم الباز، قالت: إن الشيخ أحمد حسن الباقوري لم ينظر إلى الحب على أنه عيب أو خطيئة، وقال إنه كان يخرج من بيته يوميا في درب الجماميز إلى بركة الفيل ليرى ابنة أستاذة كوكب التي أحبها وهي تلميذة في المدرسة أثناء خروجها من المدرسة، وعندما وجد في نفسه ما يشجعه على الزواج منها تقدم إليها وتزوجها وهي أم بناته الثلاث ليلى وعزة ويمنى.

فى مقالاته انتقد الشيخ الباقوري موقف الدول الغربية المساندة لإسرائيل رغم اعتداءاتها الغاشمة على العرب وعلى أهالي فلسطين فيقول: “أما أننا متعصبون لقوميتنا وعروبتنا فهذا صحيح لا جدال.. لكننا لم نتعصب أبدًا ضد دين من الأديان، فالأديان كلها تدعو إلى الإيمان والحق لا السلب والنهب، فلو كان المضللون يؤمنون بأي دين من الأديان لما حاولوا أن ينصروا المعتدي الآثم على المعتدى عليه، ولما أظهروا إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بالصورة التي يرسمونها”.

قطوف من أدب النبوة 

كان الشيخ أحمد حسن الباقوري خطيبا مفوها وله مؤلفات ذات طابع توجيهي إرشادي، ومنها: أدب الحديث النبوي، عالم الروح، معاني القرآن الكريم بين الرواية والدراية، مع القرآن، تحت راية القرآن، صفوة السيرة المحمدية، مع الشريعة، قطوف من أدب النبوة، عروبة ودين، خواطر وأحادى، من دلائل النبوة وغيرها، 

جائزة الدولة التقديرية 

حصل الشيخ الباقوري على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة في 1985، فضلا عن مجموعة من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير التي حصل عليها من دول العالم العربي، كما مثل مصر وترأس الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعربية والدولية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية