رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتلال يحتفي بيوم الشباب الدولي باغتيال الصحفيين، رئيس هيئة التراث الفلسطيني لـ"فيتو": شبابنا يصنع الأمل وسط المأساة، وهذه قصة معلمة بإحدى مدارس غزة

صحفيو غزة، فيتو
صحفيو غزة، فيتو
18 حجم الخط

بينما يحتفل العالم باليوم الدولي للشباب، يواجه شباب غزة الرصاص بصدورهم.. أما الاحتلال الإسرائيلي البربري، فقد احتفى بهذا اليوم على طريقته الخاصة، التي تفوق النازية في بشاعتها.. فقد استهدف الجنود الإسرائيليون دفعة جديدة من الصحفيين، أضيفت إلى قائمة الشهداء من ضحايا العدوان الإسرائيلي، والتي بلغت 238 صحفيًّا، حتى الآن.. ولا تبدو لها نهاية في الأفق.

"فيتو" استطلعت آراء بعض الخبراء، ليعلقوا على مأساة الإبادة الجماعية في غزة، وهل ستتمكن إسرائيل من إخماد صوت الحقيقة؟! وما هي ردود الأفعال لدى الشباب  الفلسطيني؟! هل يصيبهم اليأس فيتوقفون عن المقاومة؟! أم أنهم مستمرون في مطاردة خيط رفيع من الأمل، رغم الألم المبرح، الذي يتردد صداه في كل أنحاء الأراضي المحتلة؟!

 

السفير أشرف عقل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يؤكد لـ"فيتو": أن الاحتلال لجأ إلى اغتيال الصحفيين، حتى لا ينقلوا الحقيقة إلى العالم، قائلا: "لما بدأوا يقولوا الحقيقة ويكشفوا المستور يبقى لازم التخلص منهم حتى لو كانوا من العاملين في الجزيرة. كل شيء متوقع من المحتل، الصهاينة والأمريكان".

السفير أشرف عقل، فيتو
السفير أشرف عقل، فيتو

أخطر مكان للصحفيين في العالم

من جانبه، قال وزير خارجية النرويج الإثنين: إن قتل أكثر من 200 صحفي وإعلامي في غزة يجعلها أخطر مكان للصحفيين في العالم.

وأضاف وزير خارجية النرويج: الصحفيون يؤدون دورا حاسما في جمع المعلومات وتبادلها أثناء النزاعات المسلحة ويجب حمايتهم.

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 238 بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أمس.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، مطالبا المجتمع الدولي بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية.

وفي السياق، أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها طائرة مسيّرة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي استهدفت خيمة الصحفيين أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي، ما أدى إلى اغتيال الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلي قناة الجزيرة، وإبراهيم طاهر، ومؤمن عليوة وسائق الطاقم محمد نوفل واصابة عدد آخر من الصحفيين والمواطنين.

 

حملات تحريض وتهديدات مباشرة بالقتل

وأشارت الهيئة إلى أن هؤلاء الصحفيين، ولا سيما الصحفي أنس الشريف، كانوا قد تعرضوا في السابق لحملات تحريض وتهديدات مباشرة بالقتل من قبل سلطات الاحتلال، بسبب دورهم في توثيق وفضح جرائم الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج، وسائر الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

وباستشهاد هؤلاء، يرتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة إلى 238 صحفيًا وصحفية، ما يؤكد إصرار سلطات الاحتلال على استهداف الشهود ومنع التغطية الإعلامية المستقلة، في محاولة لطمس الحقائق، والتغطية على جرائمها، بما في ذلك جريمة إعادة احتلال قطاع غزة الوشيكة.

 

جريمة حرب

وأكدت الهيئة الدولية أن استهداف الصحفيين جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، ولا سيما المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تكفل حماية خاصة للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، كما يشكل انتهاكا جسيما لقرار مجلس الأمن القاضي بحماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة إذ تؤكد أن استمرار استهداف الصحفيين في غزة ليس فقط اعتداءً على أرواحهم وحقهم في الحياة، بل هو اعتداء مباشر على حرية الصحافة وحق الشعوب في المعرفة، وعليه، فإن الهيئة الدولية.

 

تفعيل آليات الحماية الدولية للمدنيين والصحفيين

تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في وقف الجرائم الإسرائيلية، وتفعيل آليات الحماية الدولية للمدنيين والصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت "حشد" الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ولايتها القضائية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة، باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بتسريع إجراءات التحقيق والملاحقة القضائية بحق المسؤولين السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال، الذين أصدروا الأوامر أو شاركوا في استهداف الصحفيين.

وشددت على ضرورة توفير حماية دولية عاجلة للصحفيين ووسائل الإعلام في غزة، وتمكينهم من أداء واجبهم المهني في تغطية الأحداث ونقل الحقائق للعالم.

وفيما لا تزال غزة تعيش فصولًا متواصلة من حرب الإبادة والتدمير الشامل، حيث تُقصف الأحلام كما تُقصف البيوت، وتُطارد الحياة كما تُطارد الأجساد، فإن شبابها لم يفقدوا الأمل.. بل يسعون إلى إيجاده وصناعته لغيرهم من بني جلدتهم.

 

شباب فلسطين يصنعون الأمل

 جمال سالم، رئيس الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث، يقول، في تصريحات لـ"فيتو": وسط هذه المأساة غير المسبوقة، وفي هذه الأجواء شديدة القسوة، يواجه شباب فلسطين تحديات معيشية بالغة الصعوبة؛ من مياه ملوثة وشحيحة، وكهرباء غائبة، وفرص اقتصادية معدومة، وبطالة خانقة تُحاصر الطموح وتخنق الأمل.

ويضيف: إن الحرب الدامية التي تعصف بغزة منذ شهور، تركت آثارًا مدمّرة على كافة مناحي الحياة، لكن أثقلها وقعًا هو ما طال فئة الشباب؛ الفئة التي يُفترض أن تكون المحرك الأول للنهوض والتغيير.. وفي ظل هذا الواقع، تتزايد بين الشباب رغبة الهجرة، لا بحثًا عن رفاه، بل هربًا من موت بطيء، وسعيًا وراء بيئة تضمن لهم الأمان، وكرامة العيش، وإمكانية بناء مستقبل.

 

هجرة الشباب

ولا يمكن أن يُلام الشاب الفلسطيني على تفكيره في مغادرة وطنه، فالظروف تفوق قدرة أي إنسان على الاحتمال، لكن الخطر يكمن في أن تتحول هذه الهجرة الفردية إلى نزيف جماعي يُفرغ الوطن من طاقاته الحيّة، ويتركه عاريًا من أدوات إعادة البناء والنهوض.

ويلمح جمال سالم إلى أن الشباب ليسوا فقط ضحايا هذا الواقع، بل هم أيضًا مفاتيح تغييره.. هم عقول الوطن النابضة، وسواعده القادرة على النهوض، ورُسله إلى المستقبل. وإذا غادروا، فمن سيتولى مهمة إعادة إعمار ما دمرته الحرب؟ ومن سيكمل مسيرة النضال من أجل الحرية والكرامة؟

ويقول رئيس هيئة التراث: في غزة، أصبح قرار البقاء بحد ذاته شكلًا من أشكال المقاومة.. أن يختار الشاب البقاء، رغم القصف والجوع والظلم، هو إعلان صريح بالتمسك بالحق، ورفض لمحاولات التهجير القسري الذي يفرضه الاحتلال بسياسات التجويع والتدمير.. هو تأكيد أن الأرض ليست مجرد مكان، بل هوية وانتماء وحق لا يُسقطه الحصار ولا يُلغيه النزوح.

ومع ذلك، فإن تحميل الشباب وحدهم مسؤولية الصمود أمر غير عادل. لا يكفي الحديث عن الصبر والثبات، بل لا بد من تحرّك فاعل وجاد من الجهات المسؤولة، ومن كافة مكونات المجتمع المدني، لتأمين الحد الأدنى من مقومات البقاء الكريم. لا بد من برامج دعم اقتصادي، وتوفير فرص عمل حقيقية، وتشجيع المبادرات والمشاريع الشبابية، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتمكين الشباب من المشاركة في عمليات الإعمار وصنع القرار.

ويشير إلى أن قطاع غزة، رغم كل ما حلّ به، قادر على النهوض من تحت الركام. لكن هذا النهوض لا يتم بالشعارات، بل بالإبقاء على الطاقات البشرية على الأرض، وتوفير الحد الأدنى من الظروف التي تحفّزهم على الصمود، لا على الرحيل. فالهجرة ليست قدرًا، والبقاء ليس عبئًا، بل هو موقف، واختيار نابع من إيمان راسخ بأن لنا الحق الكامل في وطن حر، كريم، ومستقل.

ويختتم: في يوم الشباب الدولي، نوجّه رسالة إلى العالم: شباب فلسطين ليسوا أرقامًا في تقارير اللجوء، ولا صورًا في نشرات الأخبار.. هم طاقة حيّة، تستحق الحياة، وتستحق الدعم، وتستحق أن يُفتح أمامها أفق العيش الكريم على أرضها، داعيا المؤسسات الدولية والحقوقية إلى تحمّل مسؤولياتها، والضغط من أجل وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار، وتمكين شبابها من حقهم في الحياة، والتعليم، والعمل، والمشاركة.

 

مدرسة "سنووايت" في غزة

وفي السياق، تروي الناشطة الفلسطينية آلاء سعدي الحلو، رئيسة مبادرة التعليم في غزة، قصة "أماني عمار".. مديرة مدرسة "سنووايت" التعليمية في غزة، التي اضطرت، بسبب الحرب، وتوليها مسؤولية أطفالها، لمغادرة قطاع غزة إلى مصر، خاصة أن والدتها تحمل الجنسية المصرية، وتعيش بها.. ولكن تبقى أحلام استمرار المسيرة التعليمية لا تفارق عيون وذاكرة أماني.

الناشطة الفلسطينية آلاء سعدي الحلو، فيتو
الناشطة الفلسطينية آلاء سعدي الحلو، فيتو

خروج مديرة المدرسة من غزة، للأسف حرم أطفال القطاع من التعليم حتى الآن، ولكن مع عودة أهل الجنوب إلى الشمال عاد حلم أماني في استكمال فتح المدرسة، وقيام المدرسات بإعداد الطلاب لمواصلة الدراسة.

 

 ورغم الخوف والألم والجوع والإبادة فإنه بجهود من الكادر التعليمي استمرت مدرسة "سنووايت" في العمل تم تخريج وترفيع الطلاب حتى الصف العاشر.. والحمد لله حصلت على كتير من الشكر والتقدير من مسئولي التعليم العالي؛ لأنه رغم بعد المسافة كان هناك إصرار على الاستمرار في العمل والتواصل من أجل الهدف الإنساني في استكمال العملية التعليمية.

جدير بالذكر أن الاحتفال العالمي بيوم الشباب الدولي 2025، سيقام الثلاثاء، 12 أغسطس في نيروبي، كينيا، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة). 

ومن المقرر أن تجمع هذه الفعالية قادة شبانا، ومسؤولين بلديين، وواضعي سياسات، وممثلين عن الأمم المتحدة، وممارسين في ميدان التنمية، لتبادل الرؤى وعرض الحلول الرامية إلى تعزيز مشاركة الشباب في التنمية المحلية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية