رئيس التحرير
عصام كامل

الدكاترة زكى مبارك، صاحب الألف مقال.. كواليس معاركه مع طه حسين وأحمد أمين والعقاد.. وسر هجومه على الأزهر

الدكتور زكى مبارك،
الدكتور زكى مبارك، فيتو
18 حجم الخط

زكى مبارك، "ثلاث دكاترة مجموعين فى شخص واحد"، هكذا لقبته الصحافة في مصر لحرصه على تعدد دراساته للدكتوراه، وهو شاعر فى المقام الأول، وناقد أدبي لم يترك بابا للعلم وللدراسة إلا طرقه، لكنه فى نفس الوقت عاش حياة الضياع والتشتت، حاربوه كثيرا لكنه لم ييأس.. ظل فى طريقه الذى ارتضاه لنفسه، رحل عام 1952.


خاض زكى مبارك الكثير من المعارك، منها معركته لمناصرة الدكتور طه حسين حين أصدر كتابه في "الشعر الجاهلى" فدافع بقلمه عنه، لكن انقلب عليه الدكتور طه حسين حين وضع كتابه "النثر الفني"، ووصفه بأنه كتاب عادى ألفه كاتب عادى، فرد مبارك بالهجوم على طه حسين، وانتقد أعماله لعشر سنوات متصلة، فكان رد الدكتور طه حسين أن رفض تجديد عقد مبارك بالتدريس فى كلية الآداب التى كان عميدا لها عام 1934، فاعتبر مبارك ذلك انتقاما، ورد ساخرا: "والله لو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه، هذا هو طه حسين الذى لم يقرأ في حياته كتابا كاملا، وإنما قرأ فقرات من هنا ومن هناك وأخذ يشطح ذات اليمين وذات الشمال".

العقاد يصفه بـ"الكاتب بلا شخصية" 

كما خاض زكى مبارك معارك أخرى مع الكتاب والمفكرين، منها معركته مع المفكر أحمد أمين وكتب ضده أكثر من عشرين مقالا في مجلة “الرسالة” يهاجم أفكاره، ولم يرد عليه أحمد أمين.

 كما اشتبك مع الأديب عباس محمود العقاد مما جعل العقاد يكتب عنه: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه. 

الدكاترة زكى مبارك 
الدكاترة زكى مبارك، فيتو 


أما الأديب أحمد حسن الزيات فقد أنصف زكى مبارك، وأثنى عليه، وقال عنه: إنه لون من ألوان الأدب المعاصر، ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبى في ثقافتنا الحديثة.

 ووصفه الأديب محمود تيمور بقوله: هو كشكول حى مبعثر، بل مسرحية مختلطة فيها مشاهد شتى من مأساة وملهاة أو لكأنه برج بابل ملتقى النظائر والأضداد، أما الدكتور طه حسين فقال عنه: إنه الرجل الذى لا يخلو إلى قلمه إلا احتال على رأسه عفريت.

كتابة القصائد الوطنية 

نما عند زكى مبارك الحس الوطنى وهو صغير حتى أنه شارك في ثورة 1919، يخطب فى الناس ويحفز الجماهير ويلقي القصائد الوطنية ويفر من ملاحقة الإنجليز، وذكر أنه اختفى في غرفة فوق السطوح طيلة ثلاثة أشهر لدى أحد أبناء سنتريس ــ  وهو القبطي أنيس ميخائيل ـــ  ابن قريته، وكان مطلوبا لدى الإنجليز لقتله.

ابن قرية سنتريس 

فى مثل هذا اليوم 5 أغسطس عام 1891 ولد المفكر زكى مبارك بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية، كان والده من أهل التصوف ومحبًا للأزهر وأهله، لم يعش له ولد حتى أنه فقد جميع أبنائه، لذلك أراد أن يهب ابنه زكى للقرآن، فحفظ القرآن الكريم، وكان يقول عن نفسه: ولدتنى أمى فأضيف إلى الوجود خير جديد وشر جديد.

الدكاترة زكى مبارك 
الدكاترة زكى مبارك، فيتو 


التحق زكى مبارك بالأزهر عام 1908، ثم انتسب إلى الجامعة المصرية عام 1916 بعد إتقانه اللغة الفرنسية، وحصل فيها على الليسانس، بعدها تقدم برسالة علمية الى الجامعة المصرية عن "الأخلاق عند الغزالي" عام 1924، ثم سافر إلى فرنسا عام 1927 للدراسة على نفقته الخاصة، وكان يقضي هناك أربعة أشهر من العام ثم يعود إلى القاهرة ليقضى فيها بقية السنة، وكان يعمل في الصحافة والتدريس ليجمع نفقات إقامته فى باريس، وكان يستغل الوقت للبحث والدراسة والحصول على الدكتوراة التى حصل عليها عام 1931 عن رسالته "النثر الفني في القرن الرابع الهجري"، ثم كانت الدكتوراه الثالثة عن التصوف الإسلامي من الجامعة المصرية عام 1937 ومن هنا لقب بالدكاترة زكى مبارك.

الهجوم على رجال الأزهر 

بالرغم من دراسة زكى مبارك وإقامته سنوات طويلة فى باريس إلا أنه رفض تيار التغريب الذى بدأ ينتشر فى مصر نتيجة كتابات منصور فهمى وطه حسين وسلامة موسى ولطفى السيد، وعندما عاد إلى مصر كانت أهدافه نقد ومهاجمة رجال الأزهر وأساتذة الجامعات الذين يأكلون العيش باسم العلم والادب ــ على حد قوله.


ومن أكبر أساتذة زكى مبارك فى الأزهر الذين أثروا فيه وحببوا إليه دراسة الأدب؛ الشيخ محمد المهدى الذى صحبه خمس سنوات، والشيخ سيد المرصفى الذى صحبه سبع سنوات، وكان هذان الرجلان من أعرف الناس بالشعر الجيد والنثر البليغ فتأثر زكى مبارك بهما.. وتوسم فيه الشيخ سيد المرصفى خيرًا ولمح فيه مبادئ عبقرية فذة ونادرة حتى أنه صرح لأحد شيوخ الأزهر بقوله "إنى لأخشى أن يضيع منا زكى مبارك كما ضاع طه حسين".

ألف مقال سياسى واجتماعى 

بدأ زكى مبارك العمل الصحفى عام 1925 في جريدة "الأفكار والبلاغ"، وكتب فى جميع النواحى السياسية والاجتماعية ليبلغ عدد مقالاته فيها ألف مقال، ولم ينضم إلى حزب وألف 45 كتابا، منها اثنان بالفرنسية وظل موظفا بوزارة المعارف حتى رحل عام 1952.

متحف باسم زكى مبارك 

وكما يحكى بلدياته الساخر محمود السعدنى، أن زكى مبارك كان يخصص كشكًا أمام بيته في سنتريس يقيم فيه ندواته ومناقشاته في فصل الصيف، وبعد رحيله هدم هذا الكشك، وكان يجب أن يحول إلى متحف باسم زكى مبارك.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية