رئيس التحرير
عصام كامل

قصة الانتخابات البرلمانية في مصر.. من ١٩٧٦ الانتخابات التي غيرت وجه الحياة السياسية  إلى 2025 “انتخابات الصفقات الغامضة".. شهادة صحفية تكشف المستور فى عصر السادات وتنذر بمخاطر كبرى

مؤتمر تحضيري لانتخابات
مؤتمر تحضيري لانتخابات الشيوخ 2025
18 حجم الخط

ــــ أقدم محرر برماني يقدم شهادة حية على أخطر انتخابات في تاريخ مصر تمت بإشراف الحكومة

 

ــ كيف فشل قادة الاتحاد الإشتراكي فى اقتناص مقاعد البرلمان؟ وكيف صعد نجوم المعارضة إلى القمة؟ 

 

ــ 2025 انتخابات الصفقات الكبرى والمال السياسي.. عزوف جماهيري وحضور طاغي لأحزاب الموالاة

 

ـــ أسئلة مهمة لا تجد إجابة لا ممن هم فى السلطة ولا حتى ما يسمون بقادة الأحزاب

 

 

في تاريخ البرلمانات المصرية، تظل انتخابات عام 1976 علامة فارقة ونقطة تحول تاريخية لا يمكن تجاوزها، لم تكن مجرد انتخابات، بل كانت أول اختبار حقيقي لتعددية حزبية خرجت للتو من رحم تنظيم سياسي واحد هيمن على المشهد منذ ثورة 23 يوليو 1952.

وعلى الرغم من أن المنافسة وقتها انحصرت بين ثلاثة "منابر" فقط (الوسط، اليمين، اليسار)، فإن أجواء السباق البرلماني كانت مشتعلة، والشارع كان حاضرًا، والإعلام كان لاعبًا أساسيًا، والمواطن كان طرفًا أصيلًا في عملية سياسية تلهب المشاعر وتحرك العقول.

أما الآن، وبعد مرور ما يقرب من خمسين عامًا، نجد أنفسنا أمام انتخابات 2025، التي – رغم ما يبدو من مظاهر تعددية حزبية من حيث الكم – تبدو باهتة، تفتقر إلى روح المنافسة، وتكاد نتائجها تُقرأ قبل أن تُفتح صناديق الاقتراع.

تراجعت السياسة من الساحات إلى المكاتب، ومن التفاعل الجماهيري إلى الترتيبات المغلقة، ومن التعدد الحقيقي إلى ما يشبه "الديكور الديمقراطي".

 

شهادة من قلب الحدث: الصحفي البرلماني شريف رياض يتحدث

 

في يومياته بجريدة "الأخبار"، كتب الصحفي المخضرم شريف رياض، أحد أقدم من غطوا مجلس الشعب منذ السبعينيات، شهادة شخصية ثرية عن تغطيته لانتخابات 1976، خاصة في محافظة بورسعيد، التي وصفها بعشقه الأبدي، تحدث رياض عن تلك الأيام التي انتقل فيها من قسم الحوادث إلى القسم السياسي في جريدة الأخبار، ليبدأ رحلته مع تغطية الحياة البرلمانية من قلب قاعة المجلس وتحت قبة السياسة.

يصف رياض تفاصيل تجربته المهنية في تغطية معركة انتخابية حقيقية بدائرة "المناخ" في بورسعيد، وكيف نزل إلى الشارع، وجلس في المقاهي، وتحاور مع الناخبين حول البرامج، والمرشحين، والانتماءات، والتوقعات.

يقول إنه حاول أن يعكس هذا الزخم في موضوعاته المنشورة آنذاك "كما يقول الكتاب"، في إشارة إلى التغطية المهنية الدقيقة.

يذكر أن تلك الانتخابات كانت فعليًا بداية الانفراجة السياسية، وقد أجريت تحت إشراف حكومة ممدوح سالم التي نالت إشادة غير مسبوقة من المعارضة والمجتمع الدولي، بوصفها أجرت أنزه انتخابات بعد ثورة يوليو.

لم تكن النتائج محسومة سلفًا، بل شهدت سقوط أسماء بارزة من رجال الاتحاد الاشتراكي، وبرزت وجوه جديدة مثل كمال الدين حسين، ومحمد حلمي مراد، ومدكور أبو العز.

 

أحزاب قليلة.. ولكن منافسة ناضجة

رغم أن التعددية وقتها كانت محدودة بثلاثة منابر فقط، فإنها كانت تعبيرًا حقيقيًا عن تيارات سياسية حقيقية لها قواعد على الأرض.

منبر الوسط، الذي مثّل غالبية النواب وقتها، تحول لاحقًا إلى الحزب الوطني، لكن في لحظة 1976، لم يكن يسيطر على المشهد وحده، بل واجه معارضة من اليمين واليسار، وكان هناك برلمان حيوي، شهد استجوابات، ومعارضة فعلية، وأصوات حقيقية تحت القبة.

المواطن كان يتابع، الإعلام كان ينقل، الحوارات كانت تدور، البرلمان كان يناقش، باختصار السياسة كانت تُمارس، لا تُدار من بعيد ولا يتم تحريكها من خلف الكواليس.

 

2025.. أحزاب كثيرة.. ولا منافسة تُذكر

على النقيض تمامًا، تبدو انتخابات 2025 وقد تحوّلت إلى أداء بروتوكولي ممل أكثر منها منافسة سياسية، الأحزاب الآن بالعشرات، بعضها يُطلق عليه "كيانات"، وبعضها الآخر بالكاد يعرفه الناخب أو يسمع له صوتًا، تداخلت القوائم، وتوزعت التزكيات، وغابت البرامج، وتقلص الحديث الانتخابي في الشارع إلى مجرد شعارات نمطية وملصقات لا تعني الكثير للناخب الذي يعلم غالبًا من هو الفائز سلفًا.

المرشحون يتم اختيارهم في مكاتب مغلقة، والتفاهمات تتم بين أحزاب "موالية" وأخرى تدعي المعارضة في العلن وتعقد الصفقات في جنح الليل، حتى المعارضة الحقيقية – إن وُجدت – صارت هامشية بلا قدرة فعلية على الحشد أو الإقناع.

اللافت أن الإعلام، الذي كان شريكًا في 1976، أصبح اليوم ناقلًا روتينيًا للمواعيد الرسمية والقرارات الإدارية، بلا تقارير تحليلية ولا تحقيقات ميدانية من الشارع السياسي

 

حضرت الصفقات وغاب المواطن

في عام 1976، كان المواطن جزءًا من اللعبة، وكان ينتظر النتائج، يتابع التحليلات، ويهتف لمرشحه في الشارع. أما في 2025، فالمواطن تحول إلى متفرج – وربما لا يهتم أصلًا – بعد أن شعر بأن صوته لا يغيّر كثيرًا، وأن العملية برمتها فقدت معناها، وأن البرلمان، غالبًا، لن يكون أكثر من واجهة دستورية لمقررات تنفيذية.

 

منابر الماضي.. وديكورات الحاضر

حين أسس السادات نظام المنابر، كان الهدف تحفيز الحياة السياسية وخلق بيئة يمكن أن تنمو فيها أحزاب المستقبل، وبالفعل، تحول منبر الوسط إلى حزب، وبدأت عجلة السياسة تدور تدريجيًا، أما اليوم، فإن تعددية الأحزاب تبدو سطحية، بلا امتداد اجتماعي، ولا حواضن شعبية، ولا برامج جادة، مما أدى إلى نفور المواطن من المشهد السياسي برمته.

 

البرلمان الذي كان.. والبرلمان الذي سيكون

 

برلمان 1976 اختار رئيسه من خلال توافق سياسي داخل القاعة، وشهد تمثيلًا نسبيًا لقوى سياسية متباينة.

كان البرلمان آنذاك مصدر تشريع ورقابة حقيقي، أما برلمان 2025، فهناك تخوف حقيقي من تحوله إلى مجلس بلا معارضة، بلا نقاشات حقيقية، بلا استجوابات مؤثرة، وبلا أصوات حقيقية تعبّر عن الشارع.

ما بين شرف تغطية معركة 1976 كما وصفها شريف رياض، وواقع انتخابات 2025، يكمن التحول العميق في المشهد السياسي المصري، ليس فقط من حيث الشكل، بل في الجوهر والروح والجدوى.

وتطل أسئلة مهمة لا تجد إجابة لا ممن هم فى السلطة ولا حتى ما يسمون بقادة الأحزاب، حول دور البرلمان الحقيقى وحدود رقابته والأهم حدود دوره بالسطة التنفيذية وكيف تحول من رقيب إلى كيان مهادن يأتمر بأمر الحكومة وينتهي بنهيها.

المؤكد وفقا لكل أدبيات السياسة فى العالم الانتخابات ليست غاية، ولكنها وسيلة لتمثيل إرادة الشعب، وإذا فقدت هذه الوظيفة، فكل ما تبقى هو مجرد مشهد بلا جمهور، ومباراة بلا منافس، وبرلمان بلا سياسة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية