خبير بالشأن الإفريقي يكشف تداعيات إعلان حكومة "الدعم السريع"

 كشف الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الإفريقي، أن إعلان "تحالف السودان التأسيسي" المعروف بتحالف "تأسيس" عن تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضوًا بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع، يمثل تطورًا متوقعًا في المشهد السوداني، لكن يحمل في طياته تداعيات خطيرة على الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد.

وقد تم تعيين عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية – شمال، نائبًا لرئيس المجلس، فيما أُسندت رئاسة الحكومة الانتقالية إلى محمد الحسن التعايشي، أحد أبرز الشخصيات المدنية المرتبطة بالدعم السريع.

وفي تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أوضح قرني أن الخطاب السياسي المصاحب لهذا الإعلان يغلب عليه طابع الترويج والدعاية، حيث وصف التحالف "الحكومة الانتقالية للسلام" بأنها خطوة نحو الاستقرار، مشيرًا إلى دعم عدد من الدول لتشكيلها، دون تحديدها بشكل صريح.

وأكد الدكتور رمضان قرني أن الإعلان يحمل ثلاث تداعيات رئيسية:

أولًا: تكريس الانقسام الجغرافي والسياسي
الإعلان يعزز من واقع "الحكومتين" في السودان، بما يهدد بتقسيم فعلي للبلاد. ففي الوقت الذي تسيطر فيه الحكومة التابعة للجيش السوداني على مناطق الشرق (بورتسودان، كسلا، القضارف)، والشمال (الولاية الشمالية، نهر النيل)، ووسط السودان (الخرطوم، الجزيرة، سنار، والنيل الأزرق)، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات دارفور، وأجزاء من جنوب وغرب كردفان.

ثانيًا: تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية
تشير التقارير الدولية إلى تدهور كبير في الوضع المعيشي، حيث تواجه العديد من الولايات خطر الجوع، في ظل تصاعد الأعمال العسكرية، لا سيما في دارفور، التي تعاني من حصار الدعم السريع.

ثالثًا: تعقيد التسوية السياسية وإطالة أمد الحرب
من المرجح أن يؤدي هذا الإعلان إلى إطالة أمد الحرب الأهلية وتعقيد أي جهود لإطلاق عملية تسوية شاملة، خاصة في ظل تعارض المصالح بين القوى المحلية والإقليمية.

ويرى قرني أن توقيت الإعلان سيؤثر سلبًا على مفاوضات "الرباعية" التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، والمقرر عقدها في واشنطن لبحث مستقبل السودان. ولفت إلى أن هذه الخطوة قد تدفع المجموعة الرباعية إلى تبني "مسار تفاوض مزدوج"، في ظل اعتراض مصر والسعودية على أي دور سياسي لقوات الدعم السريع.

واختتم قرني حديثه بالتأكيد على أن الحكومة الجديدة ستواجه صعوبة كبيرة في نيل الاعتراف الأفريقي، بالرغم من الدعم الأولي من دول الجوار مثل جنوب السودان، إثيوبيا، كينيا وتشاد. وأرجع ذلك إلى صرامة مواثيق الاتحاد الأفريقي، والخشية من أن يؤدي الاعتراف بـ"حكومة تأسيس" إلى إذكاء النزعات الانفصالية داخل دول القارة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.