عاش هنا صدام حسين.. لافتة تثير الجدل وسط القاهرة.. جهاز التنسيق الحضاري يكشف فترة مجهولة عن حياة الرئيس العراقي الأسبق.. وكمال الشناوي ومحسن سرحان ورشدي أباظة «أبرز السكان» (فيديو وصور)
في زحام وسط القاهرة، وسط العمارات التراثية التي تحكي تاريخ القاهرة الخديوية، تلفت النظر لافتة صغيرة معلقة على واجهة عمارة الشربتلي في الزمالك تحمل عبارة "عاش هنا صدام حسين".
اللافتة التي لا تتجاوز أشهر قليلة منذ تعليقها، تثير تساؤلات عديدة حول حقيقة إقامة الرئيس العراقي الراحل في هذا المكان، خاصة أن البحث في الأرشيف الرسمي لم يؤكد هذه المعلومة.
وبحسب اللافتة التي تحمل شعار جهاز التنسيق الحضاري فإن الجهاز بذلك يكون قد كشف فترة مجهولة من حياة الرئيس العراقي الأسبق.
حمدي، الحارس الذي يعمل في عمارة مجاورة منذ 25 عامًا، يؤكد أن دار الوثائق هي من قامت بتعليق هذه اللافتة مؤخرًا، لا تتجاوز الخمسة أشهر. وهو ما يضع علامات استفهام حول توقيت ظهور هذه المعلومة وأسباب توثيقها في هذا الوقت تحديدًا.
عمارة الدكتور عبد الله نصيف.. تاريخ وحاضر
يمتلك العمارة محل الحديث الدكتور عبد الله نصيف، رجل الأعمال السعودي الذي يمتلك عدة عقارات في دائرة عباس الشربتلي بوسط البلد. وبحسب شهادة حمدي، فإن نصيف لا يقيم بصفة دائمة في العمارة، بل يزورها في زيارات خاطفة، كما يمتلك مكتبًا للشؤون القانونية في نفس العقار.
هذه المعلومة تضعنا أمام تساؤل آخر: إذا كان المالك الحالي سعودي الجنسية ولا يقيم في العمارة بصفة دائمة، فكيف تم توثيق إقامة صدام حسين فيها؟ وما هي المصادر التي اعتمدت عليها دار الوثائق في هذا التوثيق؟


محسن سرحان: عميد الفن المصري
ويؤكد حمدي أن من بين المشاهير الذين عاشوا في هذه العمارة الفنان الراحل محسن سرحان، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في النصف الأول من القرن العشرين.
ولد محسن سرحان في السادس من يناير عام 1914 في مدينة بورسعيد، وانتقل إلى القاهرة بعد تخرجه من الجامعة ليعمل موظفًا بوزارة الزراعة عام 1939.
بدأ سرحان مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات مع فيلم "بنت الباشا المدير" عام 1938، وحقق شهرة واسعة مع فيلم "فتش عن المرأة" عام 1940. لُقب بـ"فتى الشاشة الأول" وقدم أكثر من 250 فيلمًا طوال مسيرته التي امتدت من الأربعينيات حتى التسعينيات. توفي في السابع من فبراير عام 1993، وما زال حفيده يسكن في نفس العمارة حتى اليوم، مما يؤكد الارتباط العائلي المستمر بهذا المكان.
كمال الشناوي.. صوت الإذاعة الذهبي
من بين الأسماء التي يُقال إنها عاشت في هذه العمارة، يبرز اسم كمال الشناوي، أحد أهم أصوات الإذاعة المصرية.
وُلد الشناوي عام 1921 في حي الجمالية بالقاهرة، وبدأ مشواره الإعلامي في الأربعينيات كمذيع في الإذاعة المصرية.
اشتهر الشناوي بصوته المميز وأدائه المتقن لنشرات الأخبار والبرامج الثقافية، وأصبح من الأصوات المحبوبة لدى الجمهور المصري والعربي. كما شارك في عدد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، وساهم في تطوير فن الإلقاء الإذاعي في مصر. توفي عام 2016 عن عمر يناهز 95 عامًا، تاركًا إرثًا إعلاميًّا مهمًّا.
رشدي أباظة.. أيقونة السينما الكلاسيكية
رشدي أباظة، اسم آخر يُشاع أنه عاش في هذه العمارة، وهو واحد من أبرز نجوم السينما المصرية في الخمسينيات والستينيات. وُلد عام 1926 في حي المنيرة بالقاهرة، ودرس الحقوق قبل أن يتجه إلى التمثيل.
بدأ أباظة مشواره السينمائي في أوائل الخمسينيات، وسرعان ما أصبح من النجوم المحبوبين بفضل أدائه المتميز ووسامته.
شارك في أكثر من 100 فيلم، من أشهرها "رد قلبي" و"غرام الأسياد" و"النمر الأسود".
تميز بأداء أدوار البطولة الرومانسية والاجتماعية، وكان له جمهور واسع خاصة بين السيدات.
وتوفي عام 1980 عن عمر 54 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا مهمًا في تاريخ السينما المصرية.



مشروع "عاش هنا".. البحث عن الحقيقة
عند البحث في موقع مشروع "عاش هنا"، الذي يهدف إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها فنانون وسينمائيون وكتاب وشخصيات تاريخية مهمة، وجدنا توثيقًا واضحًا لإقامة كل من محسن سرحان وكمال الشناوي ورشدي أباظة في مختلف مناطق وسط البلد.
بينما لم نجد أي إشارة إلى اسم صدام حسين أو إقامته في أي من العقارات المصرية المُوثقة. هذا التباين يثير تساؤلات مهمة: إذا كان المشروع قد وثّق بدقة إقامة الفنانين المصريين في المنطقة، فلماذا لم يُوثق إقامة شخصية بوزن صدام حسين إن كانت حقيقية؟
يثير هذا التباين في التوثيق تساؤلات حول مصداقية المعلومة المدونة على اللافتة، خاصة مع وجود توثيق دقيق للفنانين المصريين في نفس المنطقة عبر مشروع "عاش هنا"، بينما تغيب أي إشارة لإقامة الرئيس العراقي الراحل في مصر لفترات تبرر وضع مثل هذه اللافتة. هذا التناقض يجعلنا نتساءل عن المعايير المستخدمة في التوثيق والمصادر التي اعتمدت عليها دار الوثائق في هذه الحالة تحديدًا.
بين التوثيق والأسطورة
تبقى قصة لافتة "عاش هنا صدام حسين" لغزًا يحتاج إلى تحقيق أعمق ومصادر أكثر دقة. في الوقت الذي نستطيع فيه التأكد من إقامة فنانين مثل محسن سرحان وآخرين في هذه العمارة، تبقى قصة الرئيس العراقي الراحل بحاجة إلى توثيق أكثر دقة.
يذكر أن صدام حسين تنقل بين عدد من الأحياء في القاهرة الكبرى ويحتفظ حي الدقي بالجيزة ذكريات عن صدام حسين الذي عاش فيه ثلاث سنوات، عندما جاء للقاهرة هاربا من ملاحقة أجهزة الأمن العراقية، إثر قيامه بمحاولة اغتيال رئيس العراق آنذاك عبدالكريم قاسم، واستغل صدام فترة لجوئه عام 1960 لإكمال دراساته التي تركها قبل انضمامه للتنظيمات السرية لحزب البعث الذي كان في طور النشأة آنذاك, فالتحق بمدرسة قصر النيل الثانوية التي تقع في قلب ميدان الدقي، ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة التي لا تبعد كثيرا عن حي الدقي الذي كان وما زال يعج بالدارسين العرب في هذه الجامعة العريقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
