رئيس التحرير
عصام كامل

التدخلات الدولية في الحرب السودانية، تقرير يكشف دور فرنسا المساند لميلشيا الدعم السريع

الحرب السودانية،
الحرب السودانية، فيتو
18 حجم الخط

بدأت التقارير الدولية تتقاطر حول تلقي ميلشيا الدعم السريع في السودان كافة أشكال الدعم من جهات خارجية بهدف زعزعة استقرار الدولة وهدم الجيش السوداني.

التدخلات الخارجية في الحرب السودانية 

ومؤخرا اتضح دور فرنسا في هذا الشأن بعدما كشفت شهور الحرب تورط قوة دولية وإقليمية عدة في الصراع.

ونشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسى، تقرير عن نشاط مجموعة تسمي " فورورد اوبزرفيشن جروب"  المعروفة اختصارا ب "FOG"، وهي عبارة عن كيان عسكري سري لا يتمتع بأي وضع قانوني، وتشارك بنشاط في تدريب الوحدات الخاصة الأمريكية وتنفيذ مهام على الخطوط الأمامية في أوكرانيا وبعض دول أفريقيا.

ووفقًا للوكالة الفرنسية، تُجري هذه المجموعة تدريبات في قاعدتي فورت براج ومعسكر ليجون العسكريتين في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة، حيث تُدرّب وحدات النخبة، بما في ذلك عناصر MARSOC والقبعات الخضراء، مستفيدةً من الخبرة القتالية المكتسبة في أوكرانيا. وعلى الرغم من عدم تسجيلها رسميًا، تعمل مجموعة المراقبة المتقدمة كحلقة وصل بين الخبرة العسكرية والعمليات الخاصة والاستخبارات.

 

الدور الفرنسي في دعم مليشيا الدعم السريع 

وحول الدعم الأوكراني لقوات الدعم السريع في السودان، ذكرت الوكالة الفرنسية أنه في أوكرانيا، يقوم متخصصون من مجموعة "فورورد اوبزرفيشن جروب" بتدريب مقاتلين من وحدات النخبة مثل لواء آزوف، والقوات الخاصة التابعة لوحدة الأمن الخاصة، وفرق الاستخبارات التابعة لوكالة الاستخبارات الأوكرانية. وبعد تدريبهم في جبال الكاربات، يتم نقل بعض منهم إلى السودان خلف ستار التعاون الإنساني والعسكري.

وعلى جانب الآخر، أكدت تقارير استخباراتية، بأن ما تداولته وكالة "إنتليجنس أونلاين" بهذا الشأن يحمل جزءًا فقط من الحقيقة، ولكن المجموعة الغامضة ليس لها علاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وتواجدها في أوكرانيا حقيقي، لكنها تابعة بشكل كامل لوكالة الاستخبارات الأوكرانية، وبذلك تحاول فرنسا التغطية على تورط أوكرانيا نفسها وأجهزتها الأمنية في الحرب السودانية الدائرة.

ميلشيا الدعم السريع المتمردة في السودان

ويرى مراقبون أن فرنسا تحاول من وراء هذا التقرير تبرئة النظام الأوكراني من أي تدخل عسكري في السودان، وأرجعت تواجد مقاتلين وخبراء أوكران في السودان إلى شركة أمريكية، وهذا يفسر التنسيق بين كل من فرنسا وأوكرانيا في دعم ما تسمي ميلشيا الدعم السريع المتمردة في السودان من أجل مصالح خاصة، لكن مع محاولة التغطية المستمرة على مشاركتهما في هذه الحرب بشكل مباشر، تسعي باريس للاستمرار في مساعدة قوات محمد حمدان دقلو في الخفاء، وتحاول كذلك إبعاد اوكرانيا المتورطة في صراع مفتوح مع روسيا عن هذا الاتهام بتورطها في هذا الصراع.

ويؤكد الخبراء في الشأن السوداني أن فرنسا تدعم قوات الدعم السريع عسكريًا سياسيًا، وتستقبل باريس ممثلين عن نشطاء سياسيين تابعين لكتل متحالفة مع قوات الدعم السريع، وتوفر لهم الحرية في التظاهر ورفع اللافتات المعادية للجيش السوداني ولدول عربية تدعم استقرار الجيش والمؤسسات السودانية الرسمية، وفي نفس الوقت، تمنع فرنسا أي تظاهرات سودانية تنادي بوقف الحرب والتدخل الخارجي وتدعم القوات المسلحة السودانية في حربها ضد التمرد، وقامت الشرطة الفرنسية مؤخرًا بفض تظاهر واعتقال بعض النشطاء على الرغم من استخراج التصاريح والموافقات اللازمة.

الدعم السريع في عملياتهم العسكرية

وبهذا تحاول فرنسا التملص من تورطها هي أيضًا في تقديم المساعدة لقوات الدعم السريع وتوفير الدعم اللوجيستي لنقل قوات أوكرانية الى السودان عن طريق قواعدها في تشاد المجاورة قبل أن تغادرها في الشهور الماضية، وبجانب ذلك، قامت باريس أيضا بتزويد الدعم السريع  بالسلاح بالتعاون مع دولة عربية تتهمها الحكومة السودانية بدعم التمرد.

وكانت منظمة العفو الدولية أشارت في تقارير صادرة عنها أن المركبات المدرعة المصنعة في تلك الدولة والمزودة بتكنولوجيا عسكرية فرنسية، تستخدم من قبل القوات المتمردة في النزاع القائم مع الجيش السوداني، وهو "ما يشكل انتهاكًا محتملًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة" بحسب بيان المنظمة الدولية.


وأوضحت المنظمة في تقرير لها أنها رصدت ناقلات جنود مدرعة من طراز "نمر عجبان" - المصنعة من قبل مجموعة "إيدج" في مناطق متعددة من السودان، بما في ذلك دارفور، حيث يستخدمها أفراد  الدعم السريع في عملياتهم العسكرية. 


كما أشارت المنظمة إلى أن هذه المركبات مزودة بنظام الدفاع الفرنسي "جاليكس"، الذي تصنعه شركات "لاكروا ديفنس" و"كي إن دي إس" الفرنسية.
بدورها أوكرانيا وعبر مسؤوليها لم تنفي هذه التقارير عن مشاركة قوات تابعة لأجهزتها الاستخباراتية في الحرب السودانية، حيث صرح مكسيم صبح، المبعوث الخاص لأوكرانيا في أفريقيا والشرق الأوسط، بأن المواطنين الأوكرانيين يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، وقال في هذا الصدد، "بصفتي مسؤولًا، أجد نفسي مضطرًا لأن أشير بأسف إلى أن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في النزاع بصورة فردية، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع".

ثم أكد أن بلاده لا تعتبر المجلس السيادي بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ممثلًا شرعيًا للبلاد على الرغم من الاعتراف الدولي بشرعيته.


التدخل الغربي في الشؤون السودانية الداخلية ليس بجديد، وأجمع العديد من الخبراء أن الوضع الكارثي الذي وصل اليه السودان اليوم جاء بسبب الأجندات الدولية والدعم الأجنبي لقوات سياسية وعسكرية داخل البلاد، وبدء ذلك منذ الأيام الأولى للفترة الانتقالية بعد سقوط نظام عمر البشير عام 2019، حيث وجهت الدول الغربية دعمها للقوى المدنية تحت قيادة عبدالله حمدوك رئيس الوزراء في ذلك الوقت، ومع مرور الوقت وإقالة حمدوك من منصبه اتخذت حد اتفاق أطلق عليه "الاتفاق الإطاري"، وهو ما خلق خلافات بين القوى السياسية والقوى العسكرية أدت إلى إشعال الشارع السوداني لشهور طويلة، ثم تطور الأمر لخلاف بين القوى العسكرية نفسها الى أن بدأ الاقتتال في 15 أبريل 2023 والمستمر حتى الآن.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية