المدينة الإنسانية.. فخ «كاتس» للتهجير وتفريغ غزة من سكانها الخطة الإسرائيلية تهدف إلى تحويل رفح الفلسطينية إلى مركز للنازحين وتعريضهم للتجويع
قدم وفد التفاوض الإسرائيلى خريطة إعادة التموضع خلال المفاوضات فى الدوحة والتى ستبقى كل مدينة رفح تحت الاحتلال، وذلك فى خطوة تكشف النية الخبيثة للكيان الصهيونى للمضى قدما فى تنفيذ مخطط التهجير وتفريغ قطاع غزة من سكانه.
تهدف الخطة التى عرضها وفد التفاوض الإسرائيلى إلى تحويل مدينة رفح الفلسطينية إلى منطقة لتركيز النازحين الفلسطينيين، وتعريضهم لعمليات تجويع شديدة لإجبارهم على التوجه إلى الأراضى المصرية أو القبول بالخروج عن طريق البحر.
تأخذ الخريطة من قطاع غزة مسافة عميقة على طول حدود القطاع تصل فى بعض المناطق لـ 3 كيلومترات وتضم أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون وكل خزاعة، كما أنها تقترب أيضا من شارع السكة فى مناطق التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى قرب شارع صلاح الدين فى دير البلح والقرارة.
وتقضم خريطة إعادة التموضع الإسرائيلية 40% من مساحة قطاع غزة، وتمنع 700 ألف فلسطينى من العودة لبيوتهم لدفعهم لمراكز تجميع النازحين فى رفح.
يأتى ذلك بالتزامن مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل فى الدوحة، وسط جهود مكثفة من الوسطاء مصر وقطر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند إلى مقترح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف.
رغبة فى استمرار الحرب
فى هذا السياق يقول الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بقيادة نتنياهو تريد استمرار الحرب فى قطاع غزة، وتريد المراوغة خلال مفاوضات الدوحة وذلك لإفشال أى محاولة لوقف إطلاق النار.
مؤكدًا أن نتنياهو يعلم جيدا أن مصيره السياسى مرتبط باستمرار هذه الحرب، ففى حال توقفها ستتم محاكمته على الفور، فهو يريد إشعال أتون الحرب بالمنطقة، كما أن وزيرى الأمن القومى والمالية المتطرفين يمارسان ضغوطا كبيرة على نتنياهو لعدم القبول بأى صفقة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وأضاف يوسف، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى لن يقبل بالانسحاب من قطاع غزة، فهو يسعى لإعادة تغيير شكل وخريطة القطاع من خلال بناء مستوطنات على أرض القطاع وإخلاء مساحات كبيرة من القطاع وتفريغها من الفلسطينيين لحشدهم وتكديسهم فى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية تمهيدا لتهجيرهم نحو سيناء.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن حكومة نتنياهو ترى أن الفرصة سانحة أمامها فى ظل وجود إدارة الرئيس الأمريكى ترامب لتحقيق مكاسب غير مسبوقة وربما محاولة تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وهذا لن يحدث فى ظل وجود قطاع غزة، لذلك منذ بداية العدوان على القطاع حرص جيش الاحتلال على تدمير البنية التحتية والمستشفيات ومحطات الطاقة والمنازل بشكل كامل لتحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.
منوهًا إلى أن نتنياهو قدم هذه الخريطة لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس، فهو يعلم جيدا أن حماس لن تقبل بهذه الخريطة التى ستكون البداية الحقيقية لتهجير أهالى غزة.
مرونة حماس
وفى السياق ذاته قال الدكتور خالد سعيد، الباحث فى مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يسعى لتحقيق العديد من الأهداف من خلال هذه الخريطة العسكرية أولها عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس فى الدوحة لمحاولة تبرير حرب الإبادة التى يقوم بها جيش الاحتلال ضد أهالى القطاع وإلصاق التهمة بحماس وإلقاء اللوم عليها بأنها السبب فى استمرار هذه الحرب الشعواء.
وأضاف خالد سعيد، أن حركة حماس أظهرت على مدى الفترة الماضية مرونة كبيرة فى المفاوضات وقدمت العديد من التنازلات من أجل وقف حرب الإبادة إلا أن نتنياهو وحكومته دائما ما يخلقون العراقيل لإفشال أى مفاوضات بهدف إطالة أمد الحرب التى لا تخدم سوى المصالح الشخصية لنتنياهو ووزراء اليمين المتطرف.
وأوضح خالد سعيد أن الهدف الثانى من خارطة الانسحاب الإسرائيلية هو زيادة الضغط على أهالى قطاع غزة وتكثيف الهجمات الإجرامية ضدهم وتشديد الحصار الخانق على القطاع لمنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع لتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة، وذلك لاستكمال تنفيذ مخطط التهجير القسرى لأهالى غزة.
وأشار خالد سعيد إلى أن نتنياهو وحكومته يسعون إلى نشر مليشيات فى قطاع غزة بقيادة أبوشباب لاستخدامهم فى عمليات ضد المقاومة الفلسطينية دون وقوع خسائر فى صفوف جيش الاحتلال، وربما يستخدمهم الاحتلال ضمن خطة أكبر للسيطرة على القطاع لضمان خروج جيش الاحتلال من مستنقع حرب الاستنزاف التى تورط بها فى القطاع.
وأكد الباحث فى الشأن الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال يسعى من خلال خريطة الانسحاب التى عرضها وفد التفاوض الإسرائيلى بالدوحة إلى فرض السيطرة على مزيد من أراضى قطاع غزة وضمها ضمن المشروع الاستيطانى الذى زادت مساحته منذ قدوم حكومة اليمين المتطرف، وإعادة بناء المستوطنات فى قطاع غزة كما كان قبل عام 2005، وظهر ذلك من خلال الأسماء التى أطلقها الاحتلال على بعض المناطق الجديدة التى احتلها بالقطاع مثل محور نتساريم.
وشدد خالد سعيد على أن موقف إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب متوافق بشكل كبير مع موقف حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو وهناك ضوء أخضر أمريكى لنتنياهو بمواصلة حرب الإبادة فى قطاع غزة، خاصة أن هناك تأييدا وضغوطا كبيرة من قبل اللوبى الصهيونى لتقديم مساعدات أمريكية كبيرة لإسرائيل.
واستطرد: إسرائيل لم تلتزم بأى مقترح تقدم به المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بل إن تل أبيب هى التى تملى المقترحات على ويتكوف دون أى اعتراض أمريكي.
نقلا عن العدد الورقي,,,
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
