«هرمل» يطلق جرس إنذار!.. شكاوى مرضى الأورام من تأخر إصدار قرارات العلاج ونقص الأدوية..وجنون أسعارها يكشف فشل «تأجير المستشفيات الحكومية»
عام مر على موافقة البرلمان على قانون إسناد إدارة المنشآت الصحية إلى القطاع الخاص، والذى تقدمت به وزارة الصحة والسكان إلى مجلس النواب لمشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المستشفيات الحكومية بهدف تطويرها وتوفير خدمة أفضل للمريض، وقد بدأ التطبيق الفعلى للقانون بمستشفى هرمل للأورام بالقاهرة، منذ عدة أشهر بعد إسناد إدارته لإحدى الشركات الخاصة بالتعاون مع معهد جوستاف روسيه الفرنسي، وتغيير اسم مستشفى هرمل للأورام إلى “معهد جوستاف روسيه مصر” ليصبح فرعًا له فى مصر.
واقع الأمر وما حدث للمرضى لم يكن تحسنًا فى مستوى الخدمة، بل اشتكى المئات من مرضى الأورام من سوء الخدمة، وأن الوضع السابق للمستشفى كان الأفضل، ويتم علاجهم مجانًا بشكل كامل ضمن مبادرة الاكتشاف المبكر للأورام، بنظام دون عذاب كما يحدث الآن، حسبما وصف عدد من المرضى فى حديثهم لـ”فيتو”.
وأكد المرضى الذين تحدثوا إلى «فيتو» أن هناك تعمدًا من الإدارة الجديدة لـ”تطفيش” المرضى، حسب وصفهم، من خلال تأخر إرسال تقارير العلاج على نفقة الدولة إلى المجالس الطبية لإصدار القرار، ويظل الورق لدى موظفى المستشفى عدة أسابيع، فضلًا عن تأخر صدور القرارات الخاصة بالعلاج، بجانب نقص أدوية العلاج الكيميائى لمرضى الأورام، ويضطر المرضى لشرائها من السوق السوداء بمبالغ ضعف ثمنها الجبري، ثم يعودون مرة أخرى للمستشفى لتلقى جرعة العلاج.
مساوئ المستشفى التى ذكرها المرضى دفعتهم إلى البدء فى إجراءات نقلهم إلى مستشفيات أخرى للعلاج فيها وترك مستشفى هرمل، خاصة مريضات سرطان الثدي، وهن كن الجزء الأكبر من المترددين على المستشفى، للذهاب إلى مستشفى الثدى التابع لجامعة القاهرة.
ورغم شكاوى المرضى التى تنوعت بين صعوبة إنجاز الأوراق المطلوبة وشراء الأدوية من السوق السوداء بأرقام مضاعفة، كشف مصدر مسئول أن وزارة الصحة سوف تطرح عددًا من المستشفيات الحكومية، يبلغ عددها 20 مستشفى فى عدد من المحافظات، للشراكة مع القطاع الخاص تطبيقًا للقانون، منها مستشفيات مثل: العجوزة، والشيخ زايد التخصصي، والسلام، وهليوبوليس، وهى من أفضل مستشفيات وزارة الصحة التى تقدم خدمات اقتصادية للمرضى، وأيضًا تقدم خدمات لمرضى العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي، وبها أفضل الكوادر الطبية، وتقدم خدمات طبية فى أدق التخصصات الطبية.
فيما استنكر محمود فؤاد، مدير مركز الحق فى الدواء، اعتزام الحكومة المصرية طرح 20 مستشفى حكوميًا لإسناد تشغيلها للقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن تجربة مستشفى هرمل لم تقدم أى تسهيلات للمرضى، وهناك مئات الشكاوى من المرضى بسوء الأوضاع فيها.
وطرح تساؤلات حول مدى جاهزية هذه المستشفيات وموقف المرضى فيها، وهل سوف يواجهون نفس مصير مرضى مستشفى هرمل؟
وأكد أنه منذ تحويل مستشفى “هرمل” لتُدار بالشراكة مع القطاع الخاص، لم يصدر حتى الآن أى تقييم رسمى شفاف من وزارة الصحة أو من جهة رقابية حول نتائج هذه التجربة، سواء من حيث جودة الخدمة أو تقديم العلاج، أو وضع حلول لشكاوى المرضى من تأجيل جلسات العلاج الكيماوى والإشعاعى والعلاج الموجّه.
وأكد أنه يتم تقديم هذه الأدوية فقط ضمن قسم العلاج الاقتصادي، وهو ما يثير اتهامات بالتمييز داخل المستشفى الواحد.
وأوضح أن عددًا كبيرًا من المستشفيات المطروحة للتشغيل بالشراكة مع القطاع الخاص فى محافظات الصعيد والدلتا، وهى مناطق تعانى بالفعل من نقص الخدمات الصحية العامة، متسائلًا: أين يذهب هؤلاء المرضى؟
وتساءل أيضًا: هل هناك ضوابط فعلية لحماية المرضى الذين يحصلون على علاجهم بالمجان؟
من جانبه أكد الدكتور جمال عميرة، وكيل نقابة الأطباء، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، أن الانتقال من إدارة إلى أخرى لا يظهر أثره سريعًا على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن مستشفى هرمل يشترك فى إدارته حاليًا مع معهد “جوستاف روسيه” الفرنسي، أحد أشهر معاهد علاج السرطان على مستوى العالم، لتطوير منظومة علاج الأورام.
وأوضح لـ”فيتو” أنه حاليًا يتم إنشاء مبنى جديد بالمستشفى لتزويده بإمكانات ضخمة تشمل أجهزة أشعة وتحاليل متقدمة، لافتًا إلى مشاركة أساتذة من معهد “جوستاف روسيه” فى إلقاء المحاضرات العلمية، والمساهمة فى اتخاذ قرارات اللجان الطبية.
وشدد على أن الخدمة المجانية ما زالت مستمرة، مؤكدًا أن تقييم التجربة لا يمكن أن يتم خلال فترة قصيرة، بل يتطلب وقتًا كافيًا لبيان مدى تأثيرها.
وأشار إلى أن وزارة الصحة ملتزمة بعلاج المرضى باعتباره حقًا دستوريًا، كما أن تطبيق قانون التأمين الصحى الشامل يهدف إلى ضمان وصول الخدمة لجميع المواطنين تحت مظلة تأمينية موحدة، ومع تعميم تطبيقه على كل المصريين، لن يتعارض ذلك مع مشاركة القطاع الخاص، والذى يُعد وسيلة لتوفير مساهمات مالية تُسهم فى تطوير البنية التحتية وشراء أجهزة طبية حديثة، مما ينعكس على جودة الخدمة الصحية.
نقلا عن العدد الورقي..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
