هدنة الـ60 يومًا.. الفرا: اتفاق التهدئة ليس مقدمة لدولة فلسطينية.. وغزة ما زالت مغلقة وإسرائيل لا تلتزم بعهد.. مطاوع: تجديد وقف إطلاق النار لن يكون مجانا وحماس فقدت سلاحها ودعمها
منذ أن أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تفاصيل وقف إطلاق النار فى غزة بين حركة حماس الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، وبدأ المتخصصون فى الشئون العربية والدولية بتدقيق بنود الاتفاق، فيما خرجت العديد من الدول العربية والإقليمية والدولية لترحّب بوقف إطلاق النار فى غزة لمدة 60 يومًا.
وتحرّكت مصر منذ الإعلان على جميع المستويات لتنفيذ اتفاق التهدئة، وبدأت فى التحضيرات لعقد المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة فور التوصّل إلى وقف إطلاق النار.
كما أجرى وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، عددًا من الاتصالات الدولية والإقليمية والعربية بهدف التحضير لهذا المؤتمر، سعيًا لتنفيذ خطة التعافى المصرية – العربية – الإسلامية، واستغلال فترة الستين يومًا المقرّرة.
وفى ظلّ هذا الترحيب الدولى والعربي، وحالة الفرحة التى سيطرت على أهالى غزة لتحقيق الحلم الذى طال انتظاره، بالنوم ليلًا دون أصوات النيران، أو الاستيقاظ على خبر وفاة أحد الأقارب، يتخوّف بعض الدبلوماسيين من صمود اتفاقية التهدئة.
فى المقابل، يرى آخرون أن فرصة نجاح الاتفاق الذى أعلن عنه الرئيس الأمريكى هى الأكبر مقارنةً بالاتفاقات السابقة، نظرًا لرغبة الرئيس الأمريكى فى “صناعة مجده” من خلال نجاح هذا الاتفاق.
ويرى فريق آخر أن خسائر حماس وإيران وحزب الله قد تكون من أسباب نجاح الاتفاق، فى حين يخشى آخرون من أن تنقض إسرائيل العهد بعد التأكد من إخلاء غزة من السلاح، مما يُبعد القطاع عن مسار التعافي، ويفتح المجال أمام إسرائيل لاستئناف عمليات الاغتيال والتهجير من جديد.
وأكد السفير بركات الفرا، سفير دولة فلسطين السابق فى مصر، أن اتفاقية التهدئة التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بين الكيان الإسرائيلى وحماس، لا ينبغى النظر إليها كتمهيد لاتفاقية أوسع كإقامة الدولة الفلسطينية أو وقف دائم لإطلاق النار، حيث سيظل القطاع مغلقًا، والتهجير مستمرًا، وأوضح أن مهلة الستين يومًا التى أعلن عنها ترامب ليست سوى مرحلة لالتقاط الأنفاس.
وأضاف أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس ليس أمرًا مستحيلًا، رغم التصريحات الإسرائيلية، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية دولية.
وأشار إلى مؤتمر فرنسا الأخير الذى ناقش الاعتراف بالدولة الفلسطينية، منوهًا إلى أن اعتراف فرنسا وإنجلترا والنرويج بالدولة الفلسطينية يُعد أمرًا بالغ الأهمية ويفتح آفاقًا أوسع للقضية برمّتها.
وعن مصير القضية الفلسطينية، استشهد السفير الفلسطينى السابق فى مصر بمقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي: “إن السلام سيظل بعيد المنال ما لم تُقم دولة فلسطينية، وذلك حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية”، قائلًا إن الرئيس السيسى أوجز الموقف الصحيح.
ونوّه إلى أن إسرائيل دولة ناقضة للعهود، ولا يمكن أخذ تعهداتها بشأن وقف إطلاق النار أو أى عملية تهدئة فى غزة على محمل الجد، موضحًا أن نجاح وصمود عملية التهدئة التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ترتكز على أسس مختلفة، لا علاقة لها بالالتزام بالعهود.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكى يسعى بكل جهده إلى إنجاح هذا الاتفاق، لأنه يرغب فى “صناعة أمجاده”، ويتباهى بأنه من أوقف الحرب فى غزة، ودمر إيران، وأرسى تهدئة فى سوريا، وأجرى سلامًا بين دمشق وتل أبيب.
وعلى الجانب الآخر، وبحسب توضيحات السفير الفلسطينى السابق فى القاهرة، فإن رئيس وزراء الكيان المحتل، بنيامين نتنياهو، يمرّ بوضع داخلى سيئ جدًا، يعانى من انعدام الثقة، فضلًا عن ضغوط أهالى الأسرى لدى حماس. ويحاول تهيئة كل الظروف لخوض الانتخابات المقبلة، متوّجًا ما يصفه بـ “إنجازات” حققها - بحسب مزاعمه - فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران. كما نوّه إلى أن نتنياهو قد يوجه ضربات للحوثيين فى اليمن، أو حتى لدولة العراق أيضًا.
وبشأن التزامات حركة حماس بتنفيذ اتفاقية التهدئة، يرى السفير الفرا أن حماس باتت فى وضع صعب للغاية، بعدما خسرت جميع أسلحتها، وفقدت الدعم الإيرانى القوى الذى كانت تحظى به، نتيجة الضربات الإسرائيلية – الأمريكية المتكررة لطهران.
كما أشار إلى أن حماس لا تملك أن تقول “لا” لدولة قطر، ولن تجرؤ على إحراج دولة عظمى مثل مصر، الراعى والوسيط فى الاتفاق.
ونوّه إلى أن حركة حماس ارتكبت خطأً استراتيجيًا كبيرًا، وألحقت بالشعب الفلسطينى ضررًا وكارثة لم يتعرض لها حتى فى عام 1948.
وجّه السفير بركات الفرا نداءً عاجلًا إلى الدول العربية والإسلامية بضرورة التحرك على جميع المستويات الإقليمية والدولية، واستغلال هدنة الستين يومًا، فضلًا عن تسريع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتنفيذ الخطة المصرية–العربية–الإسلامية، ولكن، لا بد من الإجابة على السؤال الأهم المتعلق بكيفية استمرار الأمن والاستقرار فى قطاع غزة لضمان تنفيذ خطط الإعمار.
وأوضح أن بنود الاتفاق المعلن حاولت أن تُحكم عملية الالتزام بتنفيذ الاتفاقية حتى آخر يوم، حيث حرصت على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال مدة الهدنة، لكنها لم تشمل جميع الأسرى، بل جزءًا منهم فقط.
وتضمنت أهم بنود الاتفاق، الذى من المقرر أن يعلنه ترامب شخصيًا، ما يلي:
وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا: الرئيس ترامب يضمن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال المدة المتفق عليها.
إطلاق سراح الأسرى: سيتم إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، و18 جثة لأسرى موتى من “قائمة الـ58”، على مراحل خلال الأيام 1، 7، 30، 50، و60، وفق الجدول التالي: “اليوم 1: إطلاق سراح 8 أسرى أحياء، اليوم 7: تسليم جثث 5 أسرى موتى، اليوم 30: إطلاق سراح 5 أسرى أحياء، اليوم 50: إطلاق سراح أسيرتين أحياء، اليوم 60: تسليم جثث 8 أسرى موتى”.
المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على الاتفاق. وسيتم ذلك وفق اتفاق خاص بالمساعدات، يضمن تدفقها بشكل مكثف ومناسب، بما يتوافق مع اتفاق 19 يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، وبواسطة قنوات متفق عليها، تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية فى غزة: مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستتوقف الحركة الجوية العسكرية والاستطلاعية فى غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، أو 12 ساعة فى الأيام التى تشهد تبادلًا للرهائن والسجناء.
إعادة انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي:
اليوم الأول: بعد إطلاق سراح 8 أسرى أحياء، يتم إعادة الانتشار فى الجزء الشمالى من قطاع غزة وممر نتساريم، وفق المادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناءً على خرائط يتم الاتفاق عليها.
اليوم السابع: بعد تسليم جثث 5 أسرى موتى، يتم إعادة الانتشار فى الجزء الجنوبى من القطاع، وفق المادة نفسها.
من جانبه، يرى المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور عبد المهدى مطاوع أن فرصة صمود اتفاق الهدنة الستين يومًا، الذى أعلن عنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مرتفعة هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة.
وأشار إلى أن الأزمة لا تكمن فى مدة الستين يومًا، بقدر ما تكمن فى المخاطر التى قد تظهر بعد انتهاء المهلة، مؤكدًا أن تجديد وقف إطلاق النار لن يكون مجانًا.
وأشار إلى أن هناك شروطًا لإيقاف الحرب متفقًا عليها بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من أبرزها: ألّا يكون هناك أسرى أو جثث داخل غزة، وألّا تكون حركة حماس جزءًا من الحكم فى غزة، أو من الأجنحة العسكرية (أى نزع السلاح من حماس ومن غزة).
وأضاف أن أسوأ السيناريوهات هو أن تتحول غزة إلى وضع يشبه وضع حزب الله فى لبنان: بلا سلاح، بلا إعمار، وتبقى عرضة لعمليات الاغتيال والقصف من قِبل إسرائيل دون وجود ما يردعها، وهو ما يؤدي، بالتأكيد، إلى تنفيذ مخططات التهجير.
وفيما يتعلق بالجهة الضامنة للاتفاق، أوضح أنه لا يوجد ضامن حقيقى لعملية التهدئة بالمعنى الكامل، حيث إن حركة حماس ليست دولة، كما أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة فى أفضل حالاتها حاليًا، وما يجرى يخدم السياسات الأمريكية، لذلك، فإن فكرة “انقلاب أمريكا على إسرائيل” ليست إلا أضغاث أحلام، مشيرًا إلى أن الضمانات الوحيدة تتمثل فى اللحظة التى تتحقق فيها أهداف الطرفين.
وعن الخطة المصرية – العربية – الإسلامية، قال المحلل السياسى الفلسطينى إن تنفيذها يتطلب أولًا إنهاء الحرب، وثانيًا عدم وجود قوة مسلّحة فى قطاع غزة، وبيّن أن تنفيذ الخطة العربية يعتمد على أمرين رئيسيين، هما: إنهاء الحرب وتوفر التمويل، مؤكدًا أنه بدون هذين الشرطين سيكون من الصعب تنفيذ خطة التعافى المصرية–العربية–الإسلامية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
