رئيس التحرير
عصام كامل

السنة والشيعة.. بين الطيب وشلتوت وخطيب كارفور (3)

18 حجم الخط

 إنجازات الشيخ محمود شلتوت لم تجد من يستثمرها، أو يفيد منها.. لا على المستوى العربي، ولا الإسلامي.. كان من رأي شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت أن الخلاف القائم بين السنّة والشيعة كالخلاف بين مذاهب السنّة بعضها وبعض، وكلل جهوده للتقريب بين المذهبين بفتواه المذكورة آنفًا والتي أجاز فيها التعبّد بالمذهب الشيعي الإمامي.


وأتاحت فتوى شلتوت وإدخاله تدريس المذهب الشيعي فضلًا عن ضمه إلى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، لطلابه وفقهائه التعرف على الفقه الشيعي، لا بهدف النقد والتفنيد بل الاستفادة وتكوين صورة واقعية غير مشوهة عنه.

وكان قرار الشيخ شلتوت بتخصيص عضوية للشيعة ضمن مجمع البحوث الإسلامية بمثابة خطوة ثورية ذات تأثير كبير للتقريب بين المذهبين، لأن فتاوى هذا المجمع تتجاوز مصر إلى العالم الإسلامي، كما أنه أعلى مرجعية بإمكانها القطع في كثير من الخلافات المذهبية، وهو المنوط به عند إنشائه الاضطلاع بمسؤولية تجديد الفهم الديني، ما لم يتحقق حتى اليوم.


كانت فتوى شلتوت ذات قيمة دينية وتاريخية كبيرة في حد ذاتها. بغض النظر عما آلت إليه من نتائج، فهي المرة الأولى في تاريخ الجامع الأزهر الممتد إلى أكثر من ألف عام، التي يعترف فيها بمذهب الشيعة الإمامية، فحتى عندما كان الأزهر جامعًا شيعيًا إبان الخلافة الفاطمية في مصر (972-1171) والتي تبنت المذهب الشيعي الإسماعيلي، لم يكن هناك أي اعتراف رسمي بمذهب الشيعة الإمامية (أكبر مذاهب الشيعة) وفقًا لسلهب.


ولكن علينا الاعتراف بأن ثمة عوامل تضافرت للحد من النجاح الذي كان مفترضا أن تحققه مساعي الشيخ شلتوت، بعضها يتعلق بالنزعة المتشددة التي كانت سائدة آنذاك، ومن ضمنها جماعة الإخوان البازغة، فضلا عن الأجواء السياسية التي تمثلت في العداء المستحكم الذي واجه التجربة الناصرية، وانحسار المد الثوري، وانهيار تجربة الوحدة بين مصر وسوريا، ثم نكسة 1967.

 

أجهضت تجربة "اليوتوبيا الإسلامية" عوامل كثيرة؛ ما خلّف فراغًا أيديولوجيًا ملأته جماعات الإسلام السياسي ذات التوجهات المذهبية الراديكالية، بالتزامن مع صعود حركة الصحوة الإسلامية مدعومة بقوة البترودولار في السبعينيات من القرن الماضي واندلاع الثورة الإسلامية في إيران، والتي بدأ معها شتاء الحرب الباردة بين إيران الشيعية ودول الخليج السنّية.

 

ونصل إلى تصريحات فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، من أن بعض الخلافات حدثت بين صحابة النبي، صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سُلَّ سيفٌ في الإسلام مثلما سُلَّ على هذا الأمر".. الصحابة أيضا اختلفوا في عهده، صلى الله عليه وسلم، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم.

 

وأوضح شيخ الأزهر، أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين قال: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الفُرقة بين السنة والشيعة هي فرقة مذهبية تقوم على الرأي والفكر وليست فُرقة دين. وأضاف أن القرآن الكريم، وسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، حذّرا بشكل واضح من هذا الأمر.

وأكد: "في الحديث الصحيح، حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم، الحسد أي يحسد بعضنا بعضا سواء دولًا أو شعوبًا، ثم قال والبغضاء هي الحالقة أي الكره المتبادل".

واستكملشيخ الأزهر قائلا: "النبي شرح قائلا بأنه لا يقصد تحلق الشعر ولكن تحلق الدين (وقال) والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بما يثبت ذاك لكم أفشوا السلام بينكم". وأشار إلى أن "أفشوا السلام" لا يعني إلقاء السلام بينما يحمل القلب النزاع كما هو، لكن يتوجب أن يتم إنزال السلام وترسيخه ليعيش الناس في سلام.

ونوه بحديث آخر يقول فيه النبي الكريم "اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه"، شارحًا: "هذا معناه إذا كنتم تقرأوا القرآن وكلٌ منكم يفسره يناقض الآخر وحدث اختلاف، فاغلقوا مصاحفكم وقوموا عن هذا".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية