رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية أم الشيخ محمد!.. والدة إمام الجامع الأزهر لـ«فيتو»: أبنائى الثلاثة من ذوى الهمم وحفظوا القرآن الكريم

 الشيخ محمد
الشيخ محمد
18 حجم الخط

هى ليست أمًا عادية، بل امرأة نُسج قلبها من الصبر، وشُكّل ظهرها من حملٍ ثقيل، لم تشتكِه يومًا، أنجبت ثلاثة من ذوى الهمم، أحدهم أصبح حديث الدنيا حين أمّ المصلين فى الجامع الأزهر، فأدهش المبصرين بصوته، وأبكى العارفين بحفظه المتقن، وكان كل ما فعله ثمرة دعاء أمٍّ وحيدة تقف فى الظل، لا تنتظر تصفيقًا ولا جزاءً.

لم تذهب إلى المدارس يومًا، لكنها أنشأت فى بيتها مدرسة من نوعٍ خاص، لا تُدرّس فيها المناهج، بل يُتلى فيها القرآن، رفضته الحضانات، وقالوا لها «ابنك مش مسئوليتنا»، لكنها حملت المسئولية وحدها، وسهرت الليالي، وسجدت بالدعاء، حتى أصبح ابنها إمامًا فى محراب الأزهر.

هى « السيدة كوثر أم محمد حسن»، الأم التى أنجبت قلوبًا تحفظ كلام الله، وعقولًا تحدت العتمة، وسارت فى طريقٍ لم تكن تعرف معالمه، لكنها كانت على يقين أن «اللى معاه ربنا، عمره ما يُخذل».

تبدأ الأم حديثها لـ “فيتو” بصوت يختلط فيه الفخر بالتعب، وتقول: «عندى ثلاثة أطفال من ذوى الهمم، والمعاناة معاهم تكفى نكتب كل يوم جريدة عنهم، كفاية تحملى للتنمر والمضايقات من ناس كتير، لكن الحمد لله، ربنا رضاني»، جملة قصيرة، لكنها تحمل جبالًا من الألم، وسنوات من القلق، ومواقف من القسوة، عايشتها تلك الأم الصامدة، التى لم تُسلم نفسها يومًا لليأس، ولم تقبل أن يكون أبناؤها أرقامًا فى سجلات العجز أو الإهمال.

تتحدث عن محمد، صاحب الصوت الذى أبكى القلوب فى الجامع الأزهر، فتعود بالزمن إلى لحظة لم يكن قد وُلد فيها بعد:

«قبل ما يتولد، كنت بشغّل إذاعة القرآن الكريم طول الوقت، لم يكن عندى تلفزيون، حتى وأنا حامل، كان صوت القرآن مالى البيت، يمكن ده كان سر ارتباطه بيه بعد كده»، ثم جاء محمد إلى الدنيا، لا يرى، لكنه يسمع كل شيء، فى عمر عام ونصف، بدأ يردد الأذان، وفى الثالثة كان يميز أصوات القراء ويقلدهم، وتضيف «كنت بشجعه، واحدة واحدة... ابتديت معاه ومع أخوه فارس نحفظ جزء عم وتبارك فى البيت، لكن مع الوقت حسيت إننا بنحفظ غلط، مش بالضبط، محتاجين طريقة توصلهم المعلومة صح»… وهنا تبدأ أولى المعارك.

بدأت الأم تبحث عن حضانة تقبل محمد، لكنها فوجئت بجدار ضخم من الرفض، وتقول عن هذه الفترة: «ولا حضانة كانت عايزة تاخده، كلهم يقولولى مسئوليتك أنتِ، مش مسئوليتنا... كل باب أفتحه يتقفل، حتى لما أقولهم جرّبوه يوم واحد، يسمعوا منه، يشوفوا موهبته، مفيش فايدة، والرفض كان يتكرر، حتى بعد أن حفظ محمد جزئ عم وتبارك، قبل أن يصل إلى سن المدرسة، ووصلت لمرحلة إحباط، والله العظيم كنا نقضى الليل كله سهرانين، أنا والأولاد، نراجع ونحفظ... حياتنا اتقلبت كلها علشان القرآن».

بداية الخيط: حضانة تفتح الباب... ومحُفظة تتحمل المسئولية

ورغم الإحباط، لم تتوقف بدأت تبحث عن حل بديل، حتى عثرت على حضانة وافقت على استقبال محمد، «الحمد لله، لقيت حضانة أخدته، وفيه أخت فاضلة قالت أنا هتكفل بمصروف الشيخ، وابتدى بقى يحفظ القرآن بجد، وكنا بنروح المدرسة تاني، وتم قبوله، ودخل الصف الثانى من رياض الأطفال».

وهنا بدأت صفحة جديدة، صفحة فيها نور وراحة وإن كانت الطريق ما تزال صعبة، «حسيت إنها أول مرة ربنا بيطبطب عليّ... ابتدى التعليم، وكان متفوق من الأول، وكل الناس كانت بتشهد له إنه متميز، وبعد كده دخل ابتدائي، وختم القرآن فى أول سنة تالتة»… لكن القصة لم تنتهِ بالختم، بل بدأت مرحلة جديدة تمامًا.

بعد الختم، ذهبت الأم فرحة إلى الشيخ، تبشره بخبر إتمام محمد لحفظ القرآن، لكنها فوجئت برد مختلف، «قلت له محمد ختم، قالى مبروك، بس شوفت السلم اللى فيه 99 درجة؟ إنتى طلعتى درجة واحدة، لسه عندك تثبيت وقراءات وغيرهما من علوم القرآن الكريم الحفظ ده اول درجة فيه «، وبالفعل  دخل محمد عالم التجويد، وأتقن متن الجزرية، وبدأ فى تعلم علوم القراءات، لتصبح رحلة حفظه امتدادًا لا يتوقف.

محمد ليس وحده، ففارس، شقيقه، أيضًا حافظ لكتاب الله. أما المفاجأة الحقيقية، فكانت الابنة الكفيفة التى تعانى من التوحد بجانب أنها كفيفة:» «قدرتها الذهنية محدودة جدًا، لكن رغم كده حافظة 23 جزءا من القرآن الكريم... وده بحد ذاته معجزة»، ورغم ذلك، تضطر الأم لحملهم جميعًا فى المواصلات العامة، تواجه نظرات الشفقة، وأحيانًا التنمر.

حين وقف محمد يؤم الناس فى الجامع الأزهر، شعرت الأم أن كل دمعة سابقة كانت تُهيئهم لتلك اللحظة، تقول عن ذلك: «وقت ما الناس كلها بدأت تتكلم عن محمد حسيت إن الدنيا لا تسعنى، وهون عليا كل تعب السنين اللى فاتت وحسيت الناس كلها بتشاركنى فرحتي، وكنت لما أسمع حد يقول ياريت محمد ده ابني، كنت بقول فى نفسي، محدش هيقدر يستحمله بظروفه لأن محدش بيشيل شيلة حد»، ثم تكشف الأم عن تفاصيل لقائها بشيخ الأزهر قائلة: «اللقاء مع شيخ الأزهر كان جميل للغاية... قال لى: إنتى أم عظيمة، قدرتى تحاربى وتعلميهم، واتكلمنا عن علاج البنت، وقالوا إن فى احتمال نعتمر مع محمد بعد شهور الحج».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية