أزمة كليات التربية.. أكاديميون يرفضون وصاية البرلمان ودعوات بعض النواب لإلغائها.. وخبراء: الإلغاء سوف يتسبب فى هدم مهنة التدريس ويفرغها من مضمونها

أوصت دراسة برلمانية حديثة بوقف قبول طلاب الثانوية العامة بكليات التربية، فى خطوة تهدف إلى الارتقاء والإصلاح بجودة التعليم وإعداد معلم قادر على مواكبة التحديات الحديثة، وإصلاح منظومة إعداد المعلم، والتى تُعد حجر الزاوية فى أى عملية تطوير تعليمى حقيقية.
كشفت الدراسة عن أن هناك قصورا فى برامج التدريب العملي، مما يؤدى إلى تخرج معلمين يفتقرون للخبرة الميدانية، وضعف برامج التنمية المهنية المستدامة للخريجين والمعلمين العاملين، فضلا عن تفاوت كبير فى جودة الأداء بين الكليات، وغياب آليات التقييم المستمر، وأن إصلاح كليات التربية يمثل مدخلًا حيويًا لأى مشروع قومى للنهوض بالتعليم فى مصر، باعتبار أن المعلم هو حجر الزاوية فى بناء الإنسان وصياغة الوعى المجتمعي، وهو ما حرصنا على مناقشته مع عدد من أساتذة وخبراء التربية حول إمكانية تطبيق هذا المقترح وتنفيذه على أرض الواقع.
إلى ذلك..علق الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة القاهرة، على الدراسة البرلمانية بأن هناك نمطين من أنماط إعداد المعلم تربويا أحدهما النمط التكاملى وهو المعمول به فى كليات التربية التى يلتحق بها الطلاب بعد الثانوية العامة ويقومون بدراسة مواد التخصص جنبا إلى جنب مع العلوم التربوية المختلفة وهذا النمط هو الأكثر شيوعا فى مصر، والنمط الثانى وهو النمط التتابعى حيث يدرس الطالب فى أى كلية من الكليات التخصص الذى يريده وبعد تخرجه يمكنه الالتحاق بكليات التربية لدراسة العلوم التربوية فقط والتدريب على التدريس وتعتبر كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة هى الكلية الوحيدة فى مصر التى تقتصر على النمط التتابعى فقط أما جميع كليات التربية فتقوم بتقديم كلا النمطين.
وأضاف أنه لكل نمط من النمطين مميزاته وعيوبه أيضا غير أن النمط التتابعى يعتبر هو الأفضل من وجهة نظر كثير من التربويين لعدة أسباب منها أنه يضمن تركيز الطالب على إتقان الجوانب النظرية أولا الخاصة بتخصصه ثم تكريس جهده بعد ذلك لإتقان مهارات التدريس والعلوم التربوية والتدريب العملى على مهارات وطرق التدريس، كما أنه ينظم عملية الالتحاق بالسلك التعليمى فحصول الطالب على مؤهل من كلية غير كليات التربية ثم التحاقه لدراسة العلوم التربوية بعد ذلك يضمن وجود عنصر الرغبة والميول وحب مهنة التعليم ويعتبر ذلك من أهم شروط نجاح المعلم، كما أنه يضمن التركيز على تطوير البرامج التربوية المقدمة والتركيز على الإعداد الجيد للمعلم فى فترة التأهيل التربوى وعدم تشتيت الطالب.
وأوضح حجازى إلى أنه فى المقابل هناك مميزات أيضا للنمط التكاملى منها التركيز على التكامل بين الدراسة التخصصية والعلوم التربوية، التدريب المبكر وبناء الاتجاهات الإيجابية نحو مهنة التعليم مبكرا، توفير الوقت والجهد فى إعداد المعلمين، والانخراط المبكر فى سوق العمل وإمكانية الاستفادة من الخريج مباشرة بعد التخرج، مشيرا إلى أن عدم قبول طلاب الثانوية العامة فى كليات التربية أمر يحتاج إلى دراسة أعمق لواقع كليات التربية وتقييم برامجها ومستوى خريجيها وقد يتطلب الأمر تطوير البرامج فى كليات التربية دون الحاجة إلى إلغائها وتبنى النمط التتابعى كنمط وحيد.
بينما قال الدكتور مجدى حمزة الخبير التربوي، أن الدراسة التى توصى بوقف قبول طلاب الثانوية العامة بكليات التربية، معناها إلغاء كليات التربية، مشيرا إلى أنه يوجد داخل كل جامعة فى مصر ما يتعدى الـ 30 جامعة فى مصر الحكومية أو أقل وذلك فقط الجامعات الرسمية غير الجامعات الأهلية والجامعات التكنولوجية الجديدة، بها جميعها كليات التربية، ومعنى ذلك إن أنا بقفل كليات التربية بأقسامها كلها مثل اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، التاريخ.الجغرافيا، المواد الفلسفية، الأحياء، الفيزياء، الكيمياء، والرياضيات.
وأكد أن تنفيذ ذلك المقترح معناه هو إلغاء جميع ما سبق وإلغاء مستقبل مهنة التدريس فى مصر؛ لأن كليات التربية هى الجهة الوحيدة المنوطة بها تخريج معلمين أكفاء، وأن تلك الدعوة من من أطلقها لا يدرك أهمية كليات التربية، وبالتالى عند إلغاء كليات التربية سيكون هناك إقصاء لطلاب الثانوية العامة وإلغاء أقسام كليات التربية، متسائلا إلى أنه فى حال الإلغاء ما هو مصير الدكاترة والمعيدين والأساتذة ورؤساء الأقسام وعمداء تلك الكليات.
وأوضح إلى أن ذلك الإلغاء سوف يعرضهم للخطر وهو ما قد يتسبب فى هدم مستقبل مهنة التدريس فى مصر، وأكد أن هذا القرار هو قرار تربوى خاطئ، وبالتالى إحنا سنفرغ مهنة التدريس من المنظومة الأساسية، وأنه على مدار السنوات الماضية قد فقدت فى الأساس كليات التربية أهميتها خاصة بعد أن كان يتم تكليف خريجها فورا حتى وصل الحال إلى مسابقات عادية، موضحا أنه من هنا ابتدت المشاكل فى التربية والتعليم، ومن هنا بدأ النقص والعجز الصارخ فى المدرسين على مستوى الجمهورية وصل العجز حاليا بما لا يقل عن 570 ألف معلم فى مصر برغم من المجهودات الحكومية التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم والحكومة المصرية لسد العجز، قائلا: أعتقد أن الفكرة دى فكرة خاطئة تماما تربويا ونفسيا وتعليميا وأرجو من أعضاء مجلس النواب أن يتفرغوا للمشاكل الأهم.
بينما قال الدكتور محمد كمال الخبير التربوي: يتمركز المقترح حول ضرورة إجراء مراجعة دقيقة وشاملة لجميع كليات التربية وذلك بهدف تجنب الازدواجية والتنافس ومعالجة التكرار والتداخل بين الأقسام والشُعب المتشابهة داخل الكلية الواحدة أو بين الكليات المختلفة، ووقف قبول طلاب الثانوية العامة فى كليات التربية، وتحويل هذه الكليات إلى مؤسسات تعليم عالٍ متخصصة فى الدراسات العليا التربوية والتدريب المهني.
وأشار إلى أنه يكون سير الدراسة فيها وفق ثلاثة مسارات هى الدبلوم العام التربوى (عام / عامان) يستهدف خريجى الجامعات من التخصصات المختلفة، والدبلومات المهنية والخاصة للباحثين عن التطوير المهنى والانتقال للماجستير، وأخيرًا مسار الماجستير والدكتوراه ويستمر كما هو فى كافة فروع التربية، وتصبح مسئولة عن تقديم برامج التنمية المهنية المستدامة للمعلمين، وتكون الجهة المختصة بإصدار وتجديد رخص مزاولة المهنة بناء على معايير أداء واضحة.
وأكد أن هذا المقترح قد طالب به على مدار سنوات بدءًا من 2017 وحتى شهر إبريل العام الماضى فى إطار مقترح كامل لتطوير التعليم الجامعى.
نقلا عن العدد الورقي
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا