محمد عبد الجليل يكتب: إحصائيات الداخلية تدق ناقوس الخطر.. وحوش الطرق وعفاريت الأسفلت خطر داهم يهدد سلامة البنية التحتية والأرواح.. تغليظ العقوبات الغائب الأكبر في المعادلة
أعلنت وزارة الداخلية عن حصاد نصف عام من الجهود المرورية، أرقام ضخمة تكشف حجم المخالفات وحجم التحدي، فهل تعكس هذه الأرقام نجاحًا باهرًا، أم أنها جرس إنذار يدق ناقوس الخطر حول سلامة طرقاتنا؟، لنغوص في التفاصيل ونرى ما تخبئه هذه الإحصائية:
أرقام صادمة: ملايين المخالفات في ستة أشهر فقط!
كشفت الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة للمرور عن ضبط إجمالي 18,063,363 مليون مخالفة مرورية خلال الفترة من 1 يناير 2025 إلى 30 يونيو 2025.
هذا الرقم المهول يعكس حجم الفوضى المرورية على الطرق المصرية، ويثير تساؤلات حول مدى الالتزام بقواعد المرور.
تجاوز السرعة.. القاتل الصامت على الطرقات
تصدرت مخالفات تجاوز السرعة المقررة قائمة المخالفات المضبوطة بعدد 8,679,180 مليون مخالفة.
هذا الرقم يعكس استهانة الكثيرين بالسرعات المحددة، وهي من أهم أسباب حوادث الطرق المروعة.
ألم يحن الوقت لتشديد الرقابة وتطبيق عقوبات أكثر ردعًا على المستهترين بأرواحهم وأرواح الآخرين؟
مخالفات النقل الثقيل.. وحوش الطريق تتربص!
شهدت المخالفات المتعلقة بـسيارات النقل الثقيل ضبط 400,641 ألف مخالفة متنوعة. هذه المخالفات، التي أبرزها "ارتفاع الحمولة، سير يسار الطريق، السير وقت الحظر، وركاب بالصندوق"، تشكل خطرًا داهمًا على الطرق، نظرًا لحجم وقوة هذه المركبات وتأثيرها المدمر في حال وقوع حوادث.
أخطاء قاتلة.. من يقود بدون رخصة أو يهمل الصلاحية الفنية؟
رصدت الإحصائية ضبط 286,894 ألف مخالفة للسير بدون رخصة قيادة أو تسيير، و106,794 ألف مخالفة في مجال الصلاحية الفنية.
هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر، فقيادة مركبة بدون مؤهل أو بمركبة غير صالحة فنيًا هي دعوة مفتوحة للكوارث.
سلوكيات خطيرة: انتظار خاطئ وهواتف مميتة!
تضمنت الإحصائية 2,975,893 مليون مخالفة تتعلق بـالانتظار الخاطئ، و1,091,784 مليون مخالفة لـعدم ارتداء حزام الأمان، بالإضافة إلى 128,217 ألف مخالفة لاستخدام الهاتف أثناء القيادة. هذه السلوكيات، وإن بدت بسيطة للبعض، إلا أنها تساهم بشكل كبير في حوادث الطرق وتعرض حياة الكثيرين للخطر.
المخدرات على عجلة القيادة إيجابيات مخيفة!
تم فحص 54,867 ألف سائق، وتبين إيجابية 2250 منهم بنسبة 4.2%. أما فيما يتعلق بسائقي حافلات المدارس، فقد تم فحص 10,859 ألف سائق، وتبين إيجابية 29 سائق بنسبة 0.27% وتم استبعادهم عن العمل. هذه الأرقام، وإن كانت نسبتها تبدو صغيرة، إلا أن وجود أي سائق يتعاطى المخدرات على الطرق يشكل خطرًا جسيمًا على سلامة الجميع، خاصة سائقي الحافلات المدرسية الذين يحملون مسؤولية حياة أطفالنا.
حملات الصيف للسيطرة على فوضى الطرق؟
تزامنًا مع بدء فصل الصيف وزيادة حركة المواطنين، شهدت المنطقة الغربية ومحافظة مطروح حملات مرورية يومية أسفرت عن سحب 7427 ترخيصًا والتحفظ على 460 سيارة ودراجة نارية لمخالفة شروط التراخيص. هذه الجهود مكثفة وضرورية..
هل الأرقام وحدها تكفي لتقييم النجاح؟
بالرغم من هذه الأرقام الضخمة التي تعكس جهودًا مبذولة من وزارة الداخلية، إلا أن السؤال الأهم يظل قائمًا: هل هذه الجهود وحدها كافية لخفض معدلات حوادث الطرق التي لا تزال تستنزف الأرواح والممتلكات؟
التركيز على الضبط لا على الوقاية.. يبدو أن الإحصائية تركز بشكل كبير على أعداد المخالفات المضبوطة، ولكنها لا تظهر حجم الجهود المبذولة في التوعية المرورية والوقاية من الحوادث. فهل يتم تخصيص جزء كافٍ من الموارد لحملات التوعية المستمرة والمبتكرة التي تستهدف جميع فئات المجتمع؟
البنية التحتية.. الشريك الغائب!
حوادث الطرق ليست مسؤولية السائق وحده، تلعب حالة الطرق، والإشارات الضوئية، والعلامات المرورية، وتخطيط الطرق دورًا محوريًا، هل يتم تحليل العلاقة بين المخالفات وحالة البنية التحتية؟
التكنولوجيا أداة غير مستغلة بالكامل؟
في عصر التكنولوجيا، هل يتم استغلال كافة الإمكانيات التكنولوجية المتاحة للرصد الآلي للمخالفات، وتحليل البيانات بشكل أعمق لتحديد النقاط السوداء على الطرق وتحديد الأسباب الجذرية للمخالفات المتكررة؟
حوادث الطرق عرض مستمر.. ما العمل؟
لا يزال شبح حوادث الطرق يخيم على المشهد، بالرغم من كل هذه الجهود. فهل حان الوقت لتغيير استراتيجية التعامل مع هذه الأزمة؟
المسؤولية ليست على عاتق الداخلية وحدها:
وزارة التربية والتعليم والجامعات: يجب أن يكون هناك منهج متكامل لتعليم قواعد المرور والسلامة على الطرق في المدارس والجامعات. فالوعي يبدأ من الصغر.
وزارة الصحة: يجب أن تلعب دورًا أكبر في برامج التوعية بمخاطر القيادة تحت تأثير المخدرات والكحول، وتوفير الدعم اللازم للمدمنين.
المجتمع المدني ووسائل الإعلام: لا يمكن التقليل من دور حملات التوعية المستمرة والمكثفة التي تنظمها منظمات المجتمع المدني وتتبناها وسائل الإعلام لتغيير الثقافة المرورية السائدة.
المشرع: هل القوانين الحالية رادعة بما يكفي؟ وهل يتم تطبيقها بصرامة وشفافية؟ قد يكون هناك حاجة لإعادة النظر في بعض مواد قانون المرور وتغليظ العقوبات على المخالفات الخطيرة.
هل الداخلية في الملعب وحدها؟ هل تتحمل مسؤولية أخطاء الآخرين؟
قطعًا، وزارة الداخلية تقوم بجهد جبار وتتحمل العبء الأكبر في ضبط المخالفات وإنفاذ القانون. ولكنها ليست الوحيدة في هذا الملعب. فسلامة الطرق هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع الوزارات والهيئات الحكومية والمجتمع المدني والأفراد.
يجب أن يكون هناك استراتيجية وطنية شاملة للسلامة المرورية، لا تقتصر على جهود الضبط فحسب، بل تمتد لتشمل:
التوعية والتثقيف المستمر: بناء جيل واعٍ ومدرك لمخاطر المخالفات المرورية.
تحسين البنية التحتيةعامل اساسي.
طرق آمنة، إضاءة كافية، وعلامات واضحة.
التكنولوجيا الذكية لابد منها..
استخدام أحدث التقنيات في مراقبة الطرق وتحليل البيانات.
التنسيق الفعال مهم جدا..
بين جميع الجهات المعنية لتكامل الجهود.
تطبيق القانون بصرامة وشفافية لا استثناءات، لا محسوبية، فالقانون فوق الجميع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
